الدورات الخصوصية إلى أين ؟في مدينة كوباني

إزداد في السنوات الأخيرة المعاهد الخاصة وعدد مدرسي الدورات الخصوصية في سورية بشكل كبيرو من ضمنها مدينة كوباني و في سوريا بشكل عام، حيث انتشرت هذه المعاهد بمعدل معهدين في كل ناحية وثلاثة معاهد

أو أكثر في المدن الأخرى، كوباني وفي كل مكان من سوريا ففيهما أكثر من ذلك ،ماعدا الغرف الخاصة التي يستعملها المدرسون كمكان للدورات الخصوصية ،وذهاب المعلمين إلى بيوت التلاميذ وبأسعار تتجاوز الخمس والعشرون ألف ليرة لكل مادة من المواد ، أما المعاهدة فنوعاً يمكن أن نعتبرها أرخص من الدورات الخصوصية التي يأتي فيها المدرس إلى البيت ، وهذه الأخيرة لا يستطيع تأمين تكاليفها إلا القلة القليلة من أبناء المحافظة ،أما التلاميذ الذين ليس لهم القدرة على تكاليف الدروس الخصوصية والمعاهد فمصير أغلبهم الإهمال من المدرسين والذين في الغالب لا يبذلون الجهود الكبيرة في المدرسة لإيصال تلاميذهم إلى بر الأمان كما يقال ،فكان لا بد لنا أن نسمع أراء المعنيين منهم سواء أكان التلاميذ أو المدرسين او حتى أهاليهم : فقمنا بالسؤال أولاً : من التلاميذ المعنيين الأساسيين بالموضوع
-ميرآ ل صف تاسع : الدورات الخصوصية هي للمواد الأساسية مثل (الرياضيات و العربي والإنكليزي والفيزياء والكيمياء ) حيث أن الاهتمام بها قليل في المدرسة كما أن عدد التلاميذ في كل صف كبير جداً فنصف وقت المدرس أو نصف الحصة هي لتصحيح الوظائف وأنا برأيي لا يكفي النصف الأخر لنفهم الدرس الذي ربما يحتاج إلى ساعة لفهمها ، هناك نوعاً اهتمام بالتلاميذ النشطاء في الحصة ،وإهمال للباقي ...............
- محمد طالب بكلوريا – أنا أحتاج إلى هذه الدورات لأسباب كثيرة منها
1- يجب أن أرفع من معدلي لدخول الجامعة وبصراحة الجامعة العامة أصبحت حلماً للكثيرين ، أما أن يؤمن أهلي مصاريف الدورات الخاصة لأدخل الجامعة العامة وهذا المصرف لعام وأما أن أدخل الجامعة الخاصة والتي سيتكرر المصرف فيها لأربع أو خمس سنوات ،
2- المدارس في المحافظة غير نظامية صحيح أنها بدأت في بداية الشهر التاسع إلا أنها إلى حد الآن غير نظامية وأغلب طلاب البكلوريا يعطلون في شهر آذار وبالتالي لا نستطيع إكمال المنهاج المدرسي فهنا لابد لنا إلى اللجوء إلى الدورات الخاصة .
نالين –طالبة بكلوريا- هناك إهمال كبير في المدرسة وأنا لا أستطيع تأمين مبلغ للمدرس ألخصوصي ساعدني أحد أصدقاء والدي على الالتحاق بدورة اللغة الإنكليزية بالمجان ،وأمي باعت خاتمها وحلقها لكي أتمكن من الدخول إلى دورتين خصوصيتن (عربي ورياضيات) ، أنا بحاجة إلى هذه الدورات بسبب الإهمال ليس لأني كسلانة أو مقصرة في دروس ففي جميع السنوات كنت من الأوائل ، إلا أننا بحاجة إلى إشراف مباشر من المدرسين الذين لا يمتكلون الوقت الكافي للأشراف على ثلاثون أو خمسة وثلاثون طالب في الصف ،وبحساب بسيط لنقسم (45) دقيقة على (30) طالب ، فلكل طالب دقيقة ونصف ماعدا الوقت المستقطع الذي يتخلل الحصة
-حكمت – طالب بكلورية – أنا أعيد ها للسنة الثانية عساني أحقق أمنيتي بدخول إحدى الكليات الهندسة أو الصيدلة ، وهذا مالم أستطيع تحقيقه في العام الماضي بالرغم من الدورات في المعاهد الخاصة هذا العام ، اتفقت مع أحد المدرسين لمادة الرياضيات فطلب (25) ألف ليرة ، قبلت بذلك لأني مضطر وأنا مقصر في هذه المادة تحديداً ،و لكن لي أخوة أيضاً يدرسون صحيح الحالة مستورة ولكن أخوتي الخمسة أيضاً بحاجة للمصاريف أنا العام الماضي صرفت أكثر من مائة ألف ليرة لأن أهلي يقيمون في القرية ومواردنا محددة ،وأهلي يقطعون من جسدهم لأجل دراستي ، لو كانت المدارس نظامية أو كان فيها اهتمام لما لجأنا إلى الدورات الخصوصية .
سلمى طالبة بكلوريا – تعتبر أن السبب هو التوجه العام لناس للجنوح إلى الدورات الخصوصية ،وتعتبر أن المدارس اليوم تختلف عن سابقاتها بكثير وأن الإهمال من قبل الطالب والثقافة العامة في المجتمع هي التي تشجع على الدورات الخصوصية ،وربما توجد بعض المدارس فيها تقصير وقلة الاهتمام ولكن ليس كل المدارس هكذا ،وأغلب المدرسين مستعدين لإعطاء الدروس حتى إن حضر طالب واحد في الصف ،وهذه تسجل برأيي للمدرسين أبناء الجزيرة فقط وخاصة قبل العطل التي تكون قبل الخميس مثلاً ، أما المدرسين من خارج المحافظة فهناك دائماً عطل تسبق العطل الرسمية ،نستطيع نحن بالتزامنا أن نفرض على المدرسين وحتى المدرسة على الاهتمام بنا .
- الزوجان خالد وهدية : اعتبرا أن هناك أهمالاً مقصوداً للمحافظة ،وسألوا عدة أسئلة منها بأنهم اشتكوا سابقاً بعدم وجود بعض المدرسين في المدارس إلا أن الأمر استغرق أكثر من أسبوعين حتى جاء مدرس فلماذا؟ لماذا لم نسمع بمعاقبة مدرس قام بإهمال الطلاب دائماً الحق معم والأهل مقصرين؟،و العطل كانت في السابق محصورة بيوم الجمعة فقط ولم يكن يكفي الأسبوع كله والسنة الدراسية كلها لإنهاء المنهاج ،فما بلك الآن وقد كثرت العطل والتعطيل ،وأن ضمير المدرسين نائم الآن لأن الضمير لا يعطي مردود مادي ،والكل يفتح دورة خصوصية عند أحد المدرسين فلا يلقى الاهتمام فقط في البيت وإنما في المدرسة أيضاً ، ويقوم الطالب بالدعاية له لأجل جلب الطلاب للدورات الخصوصية بصراحة (بين المدرسة والدورات الخصوصية ضاع أولادنا) .
- أمل – سيدة تقول بأنها تجد صعوبة في فهم المعادلة تقول لم يكن في أيامنا دورات خصوصية، وكلمة المدرس منزّلة لم نكن نستطيع المساس بها، أما الآن فكل طالب لا يعجبه المدرس الفلاني أو العلاني وهذا أمر غريب ، يا أخي كنا ندرس أمام (لمبة الكاز) وندرس ، وكن نقطع المسافة لخمسة كيلو مترات لأجل الوصول إلى المدرسة ،ونعمل في الحقل لمساعدة أهالينا؟ ، ومع ذلك كنا ندخل الجامعات والمعاهد ، أما هذا الجيل فكل شيء متوفر لديه ولكنه جيل متعود على أن ينال مراده بسهولة ولا يريد أن يتعب نفسه في الدراسة والسعي إلى النجاح ؟ هذا هو الأمر بالضبط.
- أما الأستاذ محمود: فأعتبر أن الهدف من الدورات الخصوصية هو الحصول على العلامات التي تؤهله لدخول الفرع الذي يريده في الجامعة –ربما هناك بعض المدرسين ضعاف النفوس يلجؤن إلى سرقة الطلاب من المدارس إلى الدورات الخصوصية ولكنهم قلة قليلة ،كما أن للأهل دور في ذلك لإهمالهم لأولادهم وعدم مراجعة المدرسة أو متابعتهم فيها ، وكأن النجاح والعلامات العالية مرتبط بعدد الدورات ، هذا ليس صحيحاً ؟ فهناك الكثير من الطلاب المجتهدين ولا يلجؤون إلى الدورات إلا في مادة محددة فقط ،والكثير من الطلاب يقضى على حالة الإبداع لديهم لأنهم يعتبرون المدرس الخاص هوا لحل الجاهز لكل مشكلة يصادفونها في فهمهم لمادة ما، وأيضاً الكثير من الطلاب ضاعوا مابين الدورات والمدارس لأن الطالب خلال العام ليس بحاجة إلى الدراسة فقط بل بحاجة إلى الرياضة واللعب وممارسة نشاطه الاجتماعي مع أصدقائه.
- ومن خلال لقاءنا بكل هؤلاء استطعنا استنتاج ما يلي:
1- هناك إهمال من بعض المدرسين وإدارة المدارس
2- عدم متابعة الأهل لأولادهم في المدرسة
3- غياب الشفافية والتواصل بين المدرسين وأهالي التلاميذ
4- ارتفاع نسبة علامات القبول الجامعي العام –وفتح باب الجامعات الخاصة
5- وجود بعض المدرسيين للمواد الأساسية من خارج المحافظة وبالتالي كثرة الغيابات وتكرارها
6- عدم متابعة مديرية التربية وقلة جولات المفتشين وخاصة في مدارس الأرياف
7- فتح المدارس وإغلاقها (لطلاب الشهادات الأساسي والثانوي) قبل أن تقرر مديرية التربية ذلك بسبب وجود ثقافة عطلة الامتحانات
8-اهتمام المدرسين بالطلاب الذين يتلقون الدروس الخصوصية منهم في المدارس
9- ارتفاع عدد الطلاب في كل صف
10- قلة رواتب المدرسين لذلك يلجؤون إلى دورات الخصوصية لتأمين الاحتياجات اليومية المتزايد .