sher
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم ويشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
sher
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم ويشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
sher
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

sher

s
 
الرئيسيةKOBANIأحدث الصورالتسجيلزهرة كوبانيدخولtwitter


 

 روح مجبرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زهرة
زهرة المنتدى
زهرة المنتدى
زهرة


انثى
المشاركات : 1572
العمر : 36
العمل/الترفيه : صناعة الحلويات
المزاج : عاشقة لكوباني
تاريخ التسجيل : 22/04/2010

روح مجبرة Empty
مُساهمةموضوع: روح مجبرة   روح مجبرة Emptyالسبت يوليو 17, 2010 4:17 pm

- بمجرد أن تنفس المولود أول جرعة هواء ، بكى و صرخ و كأنه يحتج على وجوده و كينونته ، رافضا الحياة ، إنه كتاب أبيض لم يدنس بعد ، لكن فرضت عليه و رغم أنفه عدة حواجز ، لم يختر جنسه و لا ساعة ولادته ، لم يختر أبويه و لا البلد الذي ولد فيه ، حتى إسمه لم يؤخذ رأيه فيه ، ولد مسلوب القوى ، ضعيفا في عالم الوحوش ، قطعة لحم طرية بين الذئاب ، يكبر رويدا رويدا ، يصاحب التلفاز أو بالأحرى القناة اليتيمة ، و يجبر على مروح مجبرة Iconشاهدة برامج رديئة المستوى ، فهو مسلوب الإرادة لا يستطيع تغييرها ، يملؤون رأسه بخرافات و أساطير بحيث ينتصر فيها الحق على الباطل و الحب على الخداع و القناعة على الطمع ... عالم جميل مصنوع من الورق تذروه أدنى الرياح ، حرام عليهم ، يثقفونه بالهواء و اللاشيء ، و عندما يخرج للشارع و قلما يخرج ، يلتقي بأناس تربوا على الأرصفة و ارتووا من مياه مجاريها ، يتفوهون بأسوأ كلام و أبشع العبارات و كأنه شعر يرتلونه أو أغنية جميلة يرددونها ، ... أو ربما هي لغة العصر و هو لا يعلم .

- ... تفرض عليه المدرسة و المعلمين فرضا ، لم يستشيروه و كأنه العدم و اللاوجود ، يعلمونه علما متعفنا أكل عليه الدهر و شرب ، و بوسائل العهد الحجري المتهرئة ، يتلقى أشياءا تسمى دروسا من أشخاص شبه موتى يخرج الدخان من أفواههم و عقولهم ، علاهم الشيب و الشيخوخة ، لصق الجلد على عظمهم و اصفرت أسنانهم ، حديثهم عن المشاكل و الأسعار ... طريقتهم في التعليم لا تصلح حتى مع أجداده فما بالك مع الجيل الجديد .

- ... تتقاذفه الأقدار و السنون من مدرسة إلى أخرى و من قسم إلى آخر، مر على كل أنواع الأساتذة ، إرتقى في الدرجات ، لم يختر أن يكون تلميذا بل أجبر على ذلك ، و في كل يوم يزداد مستقبله غموضا ، لأن كل الطرق تزداد تعقدا و تشابكا ، « العلم أساس الحياة » هذا ما تعلمه ، ... هراء !!، فهو يرى من حوله أناسا بطالين بلغوا أعلى درجات العلم ، فهل هم أحياء ؟ ... ، « المال لا يصنع السعادة »... كذبة أخرى ... فمن علمه هذا الكلام مات فقيرا معدما قانطا من الدنيا ... ، تعلم أشياءا و أشياء داخل ما يسمونه بالقسم ، لكن مدرسة الحياة كانت دائما تبرهن له عكس ذلك ، لم يختر هذا المجتمع بل فرض عليه ، مجتمع لا يعرف فيه أين الصح من الخطأ ...

- ... دخل إلى الجامعة و فرضت عليه الشعبة و الجامعة و رفيق الغرفة ، إختاروا له أن يكون كل ما يكره ... أن يكون أستاذا و العياذ بالله ، أن يدرس أشياءا لا يؤمن بها ، فهل سيصبح مثل معلميه ؟ أولائك الناس الكذابين ... لكنه مجبر على ذلك ، و من خلال دراسته يتعرف على دكاترة بالإسم فقط ، مجرد ألقاب على أوراق مزيفة ، لا يفقهون في العلم شيئا ، هوايتهم المراء و التباهي ، إنه يمقتهم ... لكنه لم يخترهم فهو مجبر على حضور محاضراتهم ... ، حتى نوع الأكل فرض عليه ، مطعم مكتظ بالبشر ، طاولات قذرة ، روائح نتنة ، حشرات غريبة ، نوعية أكل سيئة مذاقها كالأوراق ... حتى عندما يخرج من غرفته يتنفس ذلك الهواء المتعفن ، ... تقابله بنايات خصصت للطالبات ... أحاطت بها سيارات بل شبكات للإيقاع بهن ، وحوش تستغلهن لتلبية رغباتهن ....

- ... و عندما أنهى مشواره الدراسي ، عاد إلى بلدته حاملا ورقة بيضاء ضيع كل شبابه لنيلها ، ستة عشر سنة من التحصيل من أجل ورقة تباع بدينار واحد ... ورقة تخوله أن يكون أستاذا ... آه كم هو خائف من هاته الكلمة ، مسؤولية كبيرة ... فزع أن لا يؤديها بأمانة ، قرر أن يتعامل مع الجيل الجديد بأسلوب معاصر و ينفض الغبار عن شخصية الأستاذ ، سيعلمهم الحرية و كيفية إحترامها ، سيربي شخصياتهم و سيحضرهم لخوض غمار الحياة و بكل ثقة ، سيعلمهم و يحذرهم من الوجه الخفي للدنيا ، سيكون لهم نعم الأخ و الصديق ...

- ... لكن تهب الرياح بما لا تشتهي السفن و تخيب الآمال و تتحطم الأحلام ، فتلاميذته أساتذة و علماء كبار ، تعلموا حتى الثمالة من الشارع ، إرتوت شخصياتهم - إن كانت لهم شخصية - من الهزل و ثقل المزاح و اللامبالاة ، و كأن الزمن أوقف نضوجهم العقلي ، حتى أنه إنعدم فهم التفكير المنطقي ، فهم كالشجرة العوجاء التي لا تستقيم و إذا حاولت معها فستكسرها ، هو لم يختر تلاميذته بل أجبر عليهم ، حاول تغييرهم بالإحسان ... لم ينجح ، بالمسايسة فشل ، ... إنعدم فيهم الضمير و الإحساس فهم مجرد حجارة موضوعة فوق الطاولات ...

- ... مع مرور الوقت أحس بأن قواه خارت و أعصابه إنهارت ، و كأنه بعلمه و جهده ينحت في البحر ، علم أنه في يوم من الأيام سيجن و يفقد عقله ، فهو مجبر على ذلك ، فلربما هناك و هناك فقط سيفعل أشياءا إختارها و لم تفرض عليه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
dost
نجم المنتدى.
نجم المنتدى.
dost


ذكر
المشاركات : 3771
العمر : 44
المزاج : عصبي
تاريخ التسجيل : 17/06/2009

روح مجبرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: روح مجبرة   روح مجبرة Emptyالسبت يوليو 17, 2010 4:18 pm

شكرا على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
روح مجبرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
sher :: قسم الأبداعات الأدبية :: القصص القصيرة و الرويات-
انتقل الى: