كما تدين تدان قصة حقيقية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تطرق أسماعنا أحيانا عبارات وكلمات أو صور تخطر أمام أنظارنا فتستوقفنا في عجب ودهشة خاصة وأننا نعيش القرن الواحد والعشرين
بكل مافيه من إنجازات حضارية...... ولعل بعض الوقائع والأحدات المقروءة أو المصورة تصدم فينا العقيدة الصافية والفطرة البريئة فتزعزعنا بعض الشيء
أو أكثر من ذلك ننحرف في تيار جاهلية القرن الواحد والعشرين والجاهلية واحدة على مختلف العصور والدهور وإن تشكلت وتغيرت في الصورة من عصر إلى عصر.
إن ما سمعته منك أمي هو أحد صور الجاهلية التي مزقت أوتار مجتمعاتنا رغم تحريم الشرع لها.
أمي هل أنا ناتج لجريمة ارتكبها جدي منذ حوالي عشرين سنة؟؟
أين كان الجانب الإنساني عنده عندما تعرف على تلك الفتاة وجرها في براثن حبه فأحكم نسج خيوطه عليها وتركها دون حراك تحمل في أحشائها ابنه وهرب.
ترك ضحيته تواجه مصيرها الذي حتما هو الضياع في مجتمع ينبذ أمثالها.
أين كان قلبه؟ ألم يتصرف كذئب بشري
لماذا الندم الآن؟
هل سينفعه ندمه؟ .....
أين كان عقله عندما تزوج من جدتي وفي ليلة دخلته عليها لم يجدها بكرا؟
لماذا لم يحاول إصلاح خطئه مع ضحيته الأولى؟
أظنني فهمت لماذا
ظن أنه نجا بفعلته و قال سأسترها لأنني فعلت نفس الشيء مع الأولى
ألم يعلم بأن الله لا يحب الظلم وأن جريمته لم تقتصر على افتضاض بكرة تلك الفتاة بل تركها حاملا...
اكتملت بقية العقاب الرباني بي يا أمي .
سمعته بالأمس يبكي وينوح قائلا : كما تدين تدان
أرجوك أمي لا أريد الخروج إلى هذه الغابة التي أصبحنا فيها مسلمين بالاسم فقط أما أخلاقنا وقيمنا وتعاليم ديننا تركناها وراء ظهورنا حتى ضاعت الأرض.
أفضل العيش في بطنك على الخروج إلى هذه الفانية ،حتى أبي لا أعرف من هو و أين يوجد فقد فر ما إن سمع أنك تحملينني في أحشائك كما فعل جدي من قبل مع ابنه
رحماك ربي أفضل الموت على العيش مع الذئاب أمثال أبي وجدي ....

يا قاطعا سبل الرجال وهاتكا
سبل المودة عشت غير مكرم
من يزنى في قوم بألفي درهم
في أهله يزنى بغير الدرهم
إن الزنا دين إذا استقرضه
كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
لو كنت حرا من سلالة ماجد
ما كنت هاتكا لحرمة مسلم

شكرا