sher
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم ويشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
sher
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم ويشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
sher
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

sher

s
 
الرئيسيةKOBANIأحدث الصورالتسجيلزهرة كوبانيدخولtwitter

مواضيع مماثلة

     

     هل القرآن مسؤول عن 11 سبتمبر؟

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    Aram
    عضو جديد
    عضو جديد



    المشاركات : 4
    تاريخ التسجيل : 16/05/2010

    هل القرآن مسؤول عن 11 سبتمبر؟ Empty
    مُساهمةموضوع: هل القرآن مسؤول عن 11 سبتمبر؟   هل القرآن مسؤول عن 11 سبتمبر؟ Emptyالأحد نوفمبر 14, 2010 3:15 pm

    كان البعض يعتقدون أنّه يمكن "لفلفة" قصّة 11 سبتمبر والقفز عليها أو نسيانها تدريجيا بمرور الزمن. فإذا بنا نكتشف أنّ ذبذبات الحدث أو الموجات البركانية الزلزالية الناتجة عنه ماتنفك تتّسع دوائرها أكثر فأكثر وتتوالى فصولا. وآخرها بالطبع وربما أخطرها تهديد هذا القسّ الأصوليّ المتعصّب تيري جونز بحرق المصحف علنا. بهذا المعنى قلنا بأنّ 11 سبتمبر هو حدث تدشينيّ: بمعنى أنّه ليس فقط يطوي صفحة قديمة من التاريخ ويدشن صفحة جديدة وإنّما قد يتحكّم بالعلاقات الدولية طيلة القرن الحادي والعشرين كله. إنّه يجبّ ما قبله ويفتح الآفاق على ما بعده. ولكن المثقفّين العرب أو قسما كبيرا منهم يريدون أن يعتبروا 11 سبتمبر مجرّد حدث عارض من أحداث التاريخ وأنّ قيمته أو أهميته سوف تتلاشى تدريجيا بمرور الزمن. إنّهم يرفضون استخلاص النتائج والعبر الناتجة عنه أو المترتبة عليه. إنّهم يرفضون رؤية الانعكاسات التي قد يحدثها على صعيد الفكر الإسلامي نفسه. فالفكر الإسلامي بعد 11 سبتمبر لا يمكن ان يستمر كما كان عليه الحال قبل 11 سبتمبر.لا يمكن أن يستمر وكأنّ شيئا لم يكن.
    بهذا المعنى فان 11 سبتمبر لم يحدث بعد! نعم بالنسبة للأمة العربية والاسلامية فإنّ الحدث المدعو بـ 11 سبتمبر لا يستحقّ حتى مجرّد الذكر ولا يمكن أن تكون له أية انعكاسات على مستوى العقيدة والسلوك والفكر. أكاد أقول بأنهم لم يسمعوا به بعد! أقصد بأنهم يرفضون استخلاص النتائج الفلسفية العميقة المترتبة على حدث صاعق كهذا. والكثيرون من مثقفينا الكبار والصغار لا يزالون يكابرون ويراوغون ويرفضون تحمل مسؤوليتهم تجاه الحدث أو مواجهة الحقيقة وجها لوجه.

    على المستوى الفكري 11 سبتمبر

    لم يحصل بعد!


    أذكر أني تحدثت مرة عن هذا الموضوع أمام أحد كبار المختصّين بالفكر الاسلامي ورحت أحلم بالتجديد الهائل الذي سيطرأ على فكرنا الديني بعد 11 سبتمبر. ثم أطلقت لنفسي العنان ورحت أتحدث عن إعادة النظر بالتراث الموروث من أوله وآخره وعن الآفاق المفتوحة أمام المجددين والحداثيين المسلمين. فنظر إليّ الرجل وعلى وجهه ابتسامة خفيفة تدعوني للتخفيف من تفاؤلي المفرط ثم قال لي: أين وجدت كل هذا الاستشعار لأهمية الحدث؟ من أقامه من أرضه؟ من وعى معناه؟ أين هو المفكر العربي او المسلم الذي عرف المغزى العميق له او انعكاساته الكبرى على اللاهوت الاسلامي ككل؟ انك حالم ياصديقي وساذج اكثر من اللزوم. المسلمون لم يستيقظوا بعد من سباتهم التاريخي الطويل. حتى رجة حدث صاعق مذهل كهذا الحدث عجزت عن ايقاظهم وإشعارهم بأنه قد آن الأوان لطرح الاسئلة الاستراتيجية على عقيدتهم وتراثهم وقدس أقداسهم. فهل ينبغي أن تقوم القيامة أو تنطبق السماء على الارض لكي يبدأ المسلمون بطرح السؤال الاول على تراثهم الديني؟ وأصلا 11 سبتمبر يشبه بشكل من الاشكال يوم القيامة. ومع ذلك فانه عجز عن ايقاظ المسلمين. فهل هي نومة أهل الكهف يا ترى؟

    هذا عن جهة المسلمين. والآن ماذا عن جهة الغربيين؟ بما أنّهم شعروا بأننا نرفض أن نستيقظ ونتحسس المسؤولية اللاهوتية الرهيبة المترتبة على حدث كهذا فانهم قرروا ان يتبعوا معنا أسلوب الصدمات الكهربائية والمعالجة القصوى! من المعلوم ان المريض اذا لم يقم بأي رد فعل على المعالجات الهادئة فان الأطباء يلجأون أحيانا الى أسلوب الصدمات العنيفة عليه لكي يقوم جسمه برد فعل ما، لكي يحيا من جديد، الخ. وهذا ما راح الغربيون يطبقونه علينا تباعا منذ تسعة أعوام وحتى الآن. بالطبع فان مستشرقيهم ومفكريهم راحوا يزيدون جهودهم أضعافا مضاعفة بغية دراسة التراث الاسلامي دراسة علمية استقصائية لمعرفة فيما إذا كان يسمح بالعنف أم لا. ونتجت عن ذلك كتب قيمة أحيانا وهي مضيئة للتراث وتستحق أن تترجم.

    ولكن البعض الآخر من الغربيين وبخاصة التيار اليميني الديني المتطرف لم يكتف بهذه الطريقة الحضارية في معالجة آثار 11 سبتمبر. وانما راح يستخدم أسلوبا فظا، خشنا، مزعزعا: اي أسلوب الصدمات الكهربائية التي قد لا تهدف بالضرورة الى شفاء المريض وانما الى قتله بكل بساطة. من بين هذه الصدمات الكهربائية المتتالية نذكر: الرسوم الكاريكاتورية التي تهاجم نبي الاسلام بشكل مقذع احيانا، ثم محاضرة البابا التي تختزله الى مجرد سيف وعنف وعدم اضافة اي شيء جديد، الى حرق القرآن حاليا. هكذا نلاحظ انه يوجد نوع من التصعيد في كل مرة. والصدمات الكهربائية تشتد الى درجة انها قد تصعقنا وتقتلنا في أرضنا. وهكذا يكونون قد ارتاحوا من مرض الاسلام عن طريق قتل المريض! ذلك اني عندما أقتل مقدسك الاعظم فكأني قتلتك. والقتل المعنوي او الرمزي أخطر وأشد وقعا على النفس من القتل الجسدي.

    هل القرآن مسؤول عن 11 سبتمبر؟



    تيري جونز يشعل العالم!
    بقلم: هاشم صالح
    هذا هو هدف القس الأصولي البروتستانتي تيري جونز في ولاية فلوريد والذي لا يتجاوز عدد أتباعه الخمسين شخصا. ومع ذلك فقد أشعل الحريق في العالم كله بسبب قراره المتهور والمفاجئ هذا. إنّه قرار يصدم في الصميم مشاعر مليار ونصف المليار مسلم. فالهجوم على القرآن أخطر من الهجوم على النبي. ذلك أنّ النبي على الرغم من قداسته ومكانته العليا بالنسبة للوعي الاسلامي إلا انه يظل بشرا. هذا في حين ان القرآن الهي بالكامل. وبالتالي فهذه المرة أرادوا القضاء علينا بالضربة القاضية بعد ان لم ينفع معنا اي علاج من وجهة نظرهم بالطبع. واحد نائم يرفض ان يستيقظ. ماذا تفعل معه؟ تضربه ضربة قوية على رأسه. ويخطيء من يظن ان قسيس فلوريدا الاصولي شخص معزول. على العكس انه يعبر عن أعماق الغرب على الرغم من كل التفنيدات الديبلوماسية والابتسامات الجذابة تجاهنا من طرف السيدة هيلاري كلينتون. وحتى الفاتيكان لم يدن عملية الحرق الا من رؤوس الشفاه وبشكل مبطن. لنستمع الى تصريحه فهو مقتضب جدا:

    "ان حرق القرآن يمكن أن يشكل إهانة خطيرة لكتاب معتبر مقدسا من قبل طائفة دينية معينة".

    أين هي الإدانة في هذا الكلام؟ القرآن مقدّس ولكن ليس بالنسبة لهم وإنّما بالنسبة للآخرين.

    11 سبتمبر وتفكيك الانغلاق اللاهوتي:

    كنت قد كرست كتابا كاملا للرد على هذا السؤال: هل الإسلام دين عنف؟ أو هل القرآن كتاب عنف؟ (انظر: الاسلام والانغلاق اللاهوتي. منشورات رابطة العقلانيين العرب ودار الطليعة في آن معا.2009). كتاب واحد بأربعمائة صفحة للردّ على سؤال واحد. ووصلت الى النتيجة التالية: وهي أنّه كتاب سلام وكتاب عنف في آن معا، تماما مثل التوراة كتاب اليهود، ولكن ليس مثل الانجيل كتاب المسيحيين. فهذا الأخير اكثر مسالمة منهما بكثير. انه مسالم الى حد الاستسلام. "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر". هذا موقف لا يمكن ان تجده في القرآن. ولكن لا يمكن ان تجده في التوراة ايضا.أقول ذلك على الرغم من ان القرآن يميل اليه أحيانا. فليتذكر هذا القسيس المتعصب ذلك وليتذكره الفاتيكان. وكلاهما يقدس التوراة مثل الانجيل تحت اسم العهد القديم. فلماذا لا يكون القرآن مقدسا أيضا؟ نقول ذلك وبخاصة انه يحتوي على آيات أخرى عديدة مليئة بالعفو والصفح والغفران. وليس كله آيات انتقام او جهاد وقتال. وبالتالي فاليمين الغربي عندما يقول بأن القرآن كتاب عنف كله من أوله الى آخره فانه ظالم وكاذب. وعندما يدافع المسلمون قائلين بأنه كتاب تسامح وسلام من أوله الى آخره فانهم يغضون الطرف عن آيات القتال والهجوم العنيف على أهل الكتاب والمشركين في آن معا. بل انه أحيانا يخلط بينهما او يضعهما في سلة واحدة. القرآن قرآنان: قرآن متسامح مع الآخرين،منفتح على ايمانهم، معترف بعقيدتهم، وقرآن آخر مكفر لهم متشدد معهم ولا يعترف الا "بدين الحق": اي الاسلام نفسه. تريدون أمثلة؟ لنستمع الى عينة من الآيات المسالمة والمتصالحة، وإلى عينة أخرى من الآيات العنيفة والهجومية التي يستخدمها الاصوليون لخلع المشروعية الالهية المقدسة على العنف الدموي والتفجيرات الإرهابية.

    أولا:

    الاعتراف الواسع والرائع بكل الاديان وتأسيس الاعتقاد على أفضل الأسس:

    "ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون".المائدة.69

    هذه الآية واردة ثلاث مرات في القرآن مع تنويعات مختلفة وهي تشفع وحدها للقرآن ولعظمة القرآن وتسامح القرآن. وبالتالي فهذا القس الجاهل المتعصب الذي يعتقد ان القرآن كله كتاب كره وعنف لم يقرأ القرآن ولا يعرفه. هناك آيات انفتاحية كونية أخرى عديدة لا نستطيع ان نذكرها كلها. لنذكر منها آية واحدة فقط:

    "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير".(الحجرات.13)

    هذه الآية منقوشة على مدخل جامع كريتيه شرق باريس بالقرب من المنطقة التي أسكنها والواقع في منطقة مخضوضرة رائعة حول البحيرة الشهيرة. وهذا اكبر دليل على ان العلمانية هي وحدها القادرة على الاعتراف بكل الاديان وليس فقط بدين البلد الاصلي، او دين الاغلبية. فلو ان فرنسا بقيت أصولية كاثوليكية لما ارتفعت دعائم هذا المسجد الجميل ولا كل المساجد الاخرى(اكثر من 2000 مسجد في كل أنحاء الجمهورية الفرنسية).

    ثانيا: تمجيد اليهود:

    ولقد آتينا بني اسرائيل الكتاب والحكمة والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين(الجاثية.16)

    هنا يصل الامر بالقرآن الى حد تبني فكرة شعب الله المختار! هل يعرف هذا القس الاصولي الجاهل وجماعته ذلك؟. ومع هذا فهم يريدون حرق القرآن! وذلك لأن فيه آيات أخرى في الواقع وهي التي ترعبهم.


    ثالثا: تمجيد المسيحيين

    لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك ان منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون(المائدة.82) لاحظ كيف ضرب باليهود هنا في حين انه كان يمجدهم ويرفعهم الى أعلى مقام ابان المرحلة المكية السلمية.

    رابعا:

    تكفير اليهود والمسيحيين في آن معا وتحذير المسلمين منهم:

    لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم(المائدة.72)

    وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون(التوبة.30)

    ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم من بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير(البقرة.120)

    قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون(التوبة.29)

    دين الحق هنا هو الاسلام فقط، كل الاديان الاخرى باطلة. ولكن هذا كان منظور العصور الوسطى كلها. كان سائدا ايضا عند اليهود والمسيحيين. وبالتالي فلا نستطيع ان نحاكم القرآن من منظور الفلسفة الدينية الحديثة. ولكن يمكن ان نعيد تأويله على أسس جديدة لكي يتماشى معها. من هنا ضرورة تجديد اللاهوت الاسلامي بشكل راديكالي كما فعلت المسيحية الغربية من خلال اللاهوت الليبرالي.

    وأخيرا آية السيف:

    فاذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم(التوبة.5)

    قال بعض الفقهاء بأنها نسخت اكثر من مائة آية، وفيها جميع الآيات الآمرة بالصبر وبالدعوة الى الحكمة والموعظة الحسنة. لكن لاحظ ما أجمل آخرها وما أحلاه!انه ينقض أولها او يخفف منه على الاقل ويقع على السامع بردا وسلاما: ان الله غفور رحيم. شخصيا أعتقد ان جوهر القرآن الكريم يكمن هنا. انه كتاب خير لا كتاب شرعلى عكس مايشيع اليمين الغربي الصهيوني الحاقد.


    خامسا: ماالحل

    ماالعمل

    أمام كل هذه التناقضات؟


    أولا: هذه التناقضات سببها واضح: انها تعكس التقلبات التي طرأت على علاقة النبي محمد باليهود والمسيحيين الذين كانوا يشكلون أقليات مهمة في شبه الجزيرة العربية آنذاك. فعندما كانت العلاقات جيدة كانت الآيات مرحبة وتصالحية. وعندما ساءت العلاقات وتدهورت لأسباب شتى اصبحت الآيات هجومية وتقريعية وعنيفة بالفعل. ثانيا: الاصولي حله واضح : ليس فقط التركيز على آيات القتال والعنف وانما ايضا محاولة نسخ كل آيات الانفتاح والتسامح!
    أما نحن فنميل الى الاتجاه المعاكس: اي تغليب آيات التسامح واعتبارها جوهر القرآن أو مقصده الأسنى. في العمق محمد لم يكن شريرا! على العكس تماما. لقد تحمل الأذى والمضايقات سنوات وسنوات. ولم يحمل السلاح الا في السنوات الاخيرة بعد ان تجاوز الخمسين وبعد ان شعر بأن الدعوة أصبحت مهددة بالخطر. ومن أجلها، لا من أجل نفسه، كان مستعدا لبذل الغالي والرخيص.ولولا تآمر اليهود عليه مع أهل مكة وخوفه من ان يطعنوه في الظهر وهو يخوض أعنف مواجهة مع القرشيين لما أطاح بهم. وبالتالي فكفانا ثرثرات حول هذا الموضوع. محمد لم يكن يمارس العنف من اجل العنف ايها السادة! محمد كان ضد العنف المجاني او العشوائي على عكس الاصوليين الحاليين الذين ينسبون أنفسهم اليه ويشوهون سمعته وهو منهم براء. لا علاقة لمحمد التاريخي، اي الحقيقي، ببن لادن والظواهري والزرقاوي وكل هذه الاشكال. محمد اضطر الى حمل السلاح من اجل قضية تتجاوزه كليا،قضية تستأهل ان يراق من أجلها الدم. لماذا؟ لأن هذا الدم لم يذهب سدى وانما أدى الى توحيد العرب وتشكيل حضارة رائعة وتقديم شيء له معنى للبشرية. ولو انه استطاع تحقيق ذلك بدون اللجوء الى السلاح لما أراق قطرة دم واحدة. وبالتالي فنحن على عكسهم نميل الى نسخ الآيات العنيفة لأنها كانت مرتبطة بظروف وقتها، ظروف صراعية اجبارية لا حيلة لمحمد بها. لقد حاول تحاشيها الى أقصى حد ممكن ولكنه اضطر في نهاية المطاف الى خوض المعركة وتصعيد اللهجة ضد خصومه. وهم ثلاث فئات أساسية: أولا المشركون من أهل مكة وهم الاكثر عددا وخطرا، يليهم اليهود بالدرجة الثانية، ثم بالدرجة الثالثة المسيحيون. وخطرهم عليه كان أقل ولذلك عاملهم القرآن بشكل أفضل من اليهود. قلت سابقا بأن القرآن هو عبارة عن سيرة ذاتية لمحمد تنعكس فيه صراعاته وهمومه وحالاته النفسية وتقلبات المعركة الهائلة التي خاضها قبل ان ينتصر الدين الجديد الذي حمله للعرب. لقد آن الأوان لأرخنة القرآن لأول مرة في التاريخ. القرآن ليس فقط نازلا من السماء وانما هو ايضا صاعد من الارض: اي من أعماق محمد. ولكنه عندما كان ينفجر به او يتلقاه كان يشعر وكأنه يتصل بالملأ الاعلى. وكان صادقا في شعوره لا غشاشا ولاكذابا كما يزعم بعض الاستشراق المعادي. كان لديه احساس ان هذا الكلام ليس كلامه الشخصي وانما هو آت من مكان آخر ارفع منه. وهذه حالة نفسانية يعرفها كبار العباقرة والملهمين. إنهم يشعرون وكأنهم مسكونون من الداخل او يسمعون أصوات خارجية عليهم. وبالتالي فالقرآن هو نقطة التقاء، او عناق، بين السماء والارض. انه مشكل من بعد تاريخي وبعد متعال. وهذا لاينفي ذاك. المشكلة هي ان البعد السماوي المتعالي غطى كليا على البعد التاريخي الواقعي الارضي وبخاصة بعد ان ضمرت العقلانية لدى المسلمين ودخلوا في عصور الانحطاط الطويلة. ولذلك نلاقي صعوبة كبيرة اليوم في ايقاظ الوعي الاسلامي واقناعه بتاريخية هذا النص اللغوي العربي المدعو بالمصحف. أيا يكن من أمر فان القرآن يشكل لحظة استثنائية توهج فيها التاريخ في شبه الجزيرة العربية وراح يحبل بالممكنات، والمعجزات. نستنتج من ذلك ان الآيات العنيفة ينبغي ربطها بسياقها التاريخي وعدم تعميمها على كل زمان ومكان كما يفعل الاصوليون. لماذا؟ لان ضروراتها انتهت في وقتها واستنفدت بعد نجاح الدعوة. ثم لأنها لا تعبر عن جوهر القرآن ولا عن عمق شخصية محمد. تعبر عنه الآية الجميلة التالية: وما أرسلناك الا رحمة للعالمين(الأنبياء.107).

    وبالتالي فهذا القس المسعور الأبله لا يعرف ما هو القرآن. انه كتاب ضخم يعج بالقيم الاخلاقية والروحانية والتنزيهية. انه أحد الكتب الدينية الكبرى للبشرية، وسيبقى. ولكن قيمته الحقيقية لن تظهر فعلا الا بعد تطبيق المنهجية التاريخية الحديثة عليه. وعندئذ يمكن ان يتحرر المسلمون من آيات العنف والقتال او يجدوا لها تخريجة معقولة. وعندئذ تزول الصورة المرعبة عن القرآن. ولكن لا يمكن ان تزول ما دام الاصوليون المتطرفون يختزلون القرآن الكريم كله فيها. ثم ما داموا يستخدمونها لخلع المباركة الربانية على تفجيراتهم الاجرامية التي تصيب المدنيين العزل بشكل عشوائي كيفما اتفق. لاحظ كيف ينسخون مئات الآيات المتسامحة عن طريق آية متشددة واحدة! انهم هم الذين يشيعون في العالم كله صورة مرعبة، مشوهة، عن القرآن والاسلام. ولولاهم لما تجرأ هذا القس المتزمت مثلهم على التفكير بحرق القرآن. انهم حلفاء موضوعيون لهذا القس وكل أشكاله.


    المسؤولية الهرمية المتسلسة

    عن 11 سبتمبر:

    جنيالوجيا الأصولية


    في البداية كنا نعتقد ان بن لادن هو وحده المسؤول. ثم طلعنا درجة أعلى فاكتشفنا ان أستاذه سيد قطب او بالاحرى أخاه محمد قطب هو المسؤول. ثم ارتفعنا درجة أخرى فوصلنا الى محمد بن عبد الوهاب، ودرجة أخرى فوصلنا الى ابن تيمية، ودرجة أخرى فوصلنا الى الامام أحمد ابن حنبل وكبار منظري الجهاد في العصر العباسي. ثم تجرأنا وارتفعنا درجة أخرى وأخيرة فوصلنا الى مغازي الرسول والنص القرآني نفسه، وبخاصة اذا ما عزلا عن سياقهما التاريخي وفهما بشكل خاطيء تماما كما هو حاصل حاليا. بعدئذ اكتشفنا ان المجتمع الوهابي او ا"لإخونجي" كله مغموس بهذا اللاهوت الصارم الراسخ المتواصل منذ مئات السنين والذي عممه الاخوان المسلمون اليوم عالميا. لاحظ الشعار الشهير: سيفان متقاطعان وبينهما الكلمة القرآنية: وأعدوا.

    وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم(الأنفال.60)

    وبالتالي فكلمة الارهاب واردة في القرآن ولكن بصيغة الفعل لا الاسم.

    ثم يقولون لك بعد كل ذلك بأن الاسلام لاعلاقة له بالسيف او بالعنف. ويعتقدون بذلك انهم يضحكون على البشر.. نستخلص من كل ذلك ان بن لادن هو نتاج مجتمع بأسره وتربية دينية معينة وليس حالة معزولة. والا لهان الامر وانتهت مشكلة الاصولية بطرفة عين. من هنا خطورة المشكلة الاصولية او السلفية الجهادية. فهي أمامنا وليست خلفنا على الرغم من كل ما حصل ويحصل. بهذا المعنى فهي المشكلة رقم واحد للقرن الحادي والعشرين. لكن هنا ينبغي ان نفرق بين لحظة محمد، اي لحظة النبوة، وكل اللحظات التي تلتها حتى اليوم. فلحظة محمد كانت لحظة عبقرية، تدشينية، تخترع كونا دينيا ولغة لاهوتية جديدة بأسرها.أما اللحظات التي تلتها فهي عبارة عن تقليد مكرور لها واجترار امتثالي لا ماء فيها ولا حياة،لا ابداع ولا تجديد. لذلك توجد ثورة اسلامية واحدة في التاريخ: هي ثورة محمد وكل ماعداها وبخاصة ثورة الخميني فهي عبارة عن تقليد كسول ورجعي قروسطي ومحاكم تفتيش. انها ثورة ارتكاسية ترجع الى الوراء لا ثورة تدشينية تتقدم بالناس الى الامام كما فعل محمد. محمد خلق كونا رمزيا بأسره. لقد خلع رمزانية روحانية جديدة على الحياة العربية وهنا تكمن عبقريته. ثم أسس لحياة جديدة وفتح أكوانا لم تكن في الحسبان. محمد شكل لغة دينية جديدة ونجح في ربطها بالمطلق الاعظم،اي ربط السماء بالارض بطريقة مختلفة عما سبق، ومحا اللغة الدينية السابقة وألغاها وصفاها. لقد اخترع مقدسا جديدا وأحله محل المقدس السابق وهنا تكمن عبقريته الكبرى. وهذا المقدس الجديد حل المعضلة التاريخية التي كان يتخبط بها العرب حيث كانوا يعيشون حيرة رهيبة بلا اي مشروع مقنع ولا اي أمل بالخلاص. في هذه اللحظة بالذات ظهر محمد وفي مثل هذه الظروف المدلهمة يتدخل القادة العظام في التاريخ ويحلوا مشكلة الأمة فيتنفس التاريخ الصعداء.
    وهذا ما فعله لوثر بالنسبة للالمان. محمد ثوري، انقلابي، بكل ما للكلمة من معنى. من هنا عظمته. وليس الذنب ذنبه اذا كانت أمته قد تحولت إلى مجموعة من الكسالى المقلدين المحافظين المعادين لكل ابتكار وتجديد. لذلك ينبغي التفريق بين محمد وأمة محمد. اذا كانت أمته قد انقطعت عن ركب الحضارة فليس الذنب ذنبه. ولذلك أقول بأن المخلصين الحقيقيين لمحمد هم كبار المجددين للفكر الاسلامي وليس كبار المقلدين. وهم يقومون ببحوث اركيولوجية وجنيالوجية معمقة لتفكيك العقيدة التي أسسها او تفكيك تراكماتها التي أصبحت عبئا ثقيلا يضغط على كاهلنا، أصبحت تسد الأفق والطريق وتمنع الشعوب الاسلامية من اللحاق بركب الحضارة والعصر. وبالتالي فالثورة الحقيقية الآن هي الثورة المضادة للخميني والإخوان المسلمين: إنها الثورة التفكيكية للتراكمات التراثية. بعدئذ سوف نتوصل الى ترميز جديد للحياة العربية، ترميز علماني روحاني حر يساعد على تفتح طاقات الانسان لا على قمعها او خنقها كما يفعل اللاهوت القديم السائد حاليا. يضاف إلى ذلك أنّ نبي الإسلام كان مفعما بحب الخير والشعور بآلام الإنسان على عكس قادة الأصولية المتعجرفة واللاإنسانية. تشهد على ذلك آيات بينات في القرآن الكريم: فأمّا اليتيم فلا تقهر. وأمّا السائل فلا تنهر. وأمّا بنعمة ربّك فحدّث.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    هل القرآن مسؤول عن 11 سبتمبر؟
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    sher :: منتدى المنوعات :: الشريعة و الحياة-
    انتقل الى: