يعيش القاطنون على جانبي الحدود التركية السورية حاليا "شهر عسل" فمع الغاء التأشيرات بين أنقرة ودمشق، كثرت عمليات الدخول والخروج عند النقطتين الحدوديتين، فأعجبت الشابات التركيات بالشباب الحلبي، وزادت المصاهرة وكثرت الأفراح.
ويعتبر السوري نيكولا سمعان والتركية مونيكا كيرانجي أوغلو زوجان حديثي العهد، ولدى لقائهما "العربية" كانا قادمين من منزل اهل الزوجة الى بيت الزوجية في مدينة حلب شمالي سوريا.
ويمكن القول إن نيكولا ومونيكا زوجان من بين آلاف الأزواج على خطي الحدود التركية السورية الذين تربط بينهم أواصر النسب والقربى والذين وجدوا في إلغاء تأشيرة الدخول متنفسا اضافيا للرغبة والإقبال على المصاهرة.
وأعرب نيكولا لـ"العربية" عن سعادته لإلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين، معتبرا أن ذلك "ساعد على تخفيف الكلفة المادية، قبل ذلك كنت أزور بيت أهل زوجتي مرة كل ثلاثة أشهر، الآن نستطيع أن نفعل ذلك مرة كل أسبوعين على الأقل".
من جانبها، تؤكد مونيكا في حديثها لـ"العربية" أن من شأن الغاء التأشيرة ان يزيد تعارف الاسر على جانبي الحدود وإن ابقت على مسألة النصيب فيما يتعلق بالزواج.
وفي حالة مصاهرة أخرى وقعت بين البلدين، ولكن منذ فترة ليست بالقصيرة، تزوج الياس السوري من ناديا التركية قبل سبعة عشر عاما وأثمر زواجهما عن ولد وبنت، تقول ناديا إنها لن تقف ابدا حجر عثرة في حال جاء نصيب ابنها وابنتها من تركيا.
أما زوجها الياس فيرى في إلغاء التأشيرة بين البلدين وسيلة جيدة للتواصل بين الأقارب عبر ضفتي الحدود، وقال لـ"العربية" إن الأمور أصبحت الآن أسهل حيث بات بإمكاننا أن نسهر ونعود في نفس اليوم.
تبقى الإشارة إلى أن الارقام حسب معبر السلامة الحدودي اشارت الى ازدياد ملحوظ في حالات الدخول والخروج بين ما قبل الغاء التأشيرة وما بعدها، لكن ذلك حسب الأهالي هنا لايعني ان طلب الفتيات هو من الشباب الحلبي فقط فهذه عائلات متداخلة وحالات المصاهرة هي من الطرفين.
ويبدو انه وبعد اليوم فإن أهالي الولايات الجنوبية التركية سيكونون مدعوين لتناول الكباب الحلبي في سوريا تماما كدعوة أهالي حلب لتناول البقلاوة العنتابي في تركيا فالشبه بين حلب وعنتاب كبير كما يؤكد بطل مسلسل وادي الذئاب التركي مراد علم دار.