ولا يخفى على احد بان الصحافة التي صدرت في مصر ومنذ نهاية القرن التاسع عشر كانت صحافة متطورة جدا من حيث الطباعة والصور المرافقة عن مثيلاتها في باقي الدول العربية.
حتى يمكن القول بان مجلة مثل المصور ، واللطائف المصورة التي كانت تصدر بالحجم الكبير تكاد صورها تكون اكثر جودة من الصور التي تنشر في صحف هذه الايام.
الصورة التي ننشرها اليوم هي منظر عام للاجتماع الكبير الذي أقامته الجامعة السورية في دمشق في أوائل شهر حزيران 1930 احتفالا بتوزيع الدبلومات على متخرجيها من أقسام الحقوق والطب والصيدلية ومدرسة القابلات وقد بلغ عددهم 110 بين شابات وشبان.
وفي هذه الدفعة تخرجت اول فتاة سورية وحصلت على لقب دكتور وهي لوريس ماهر ، وهي أول سورية تنال هذه المرتبة .
وكما جاء في التعليق اسفل الصورة في مجلة اللطائف المصورة ، حضر الاحتفال جمع غفير من الكبراء ورجال "الدولة السورية" والتي كانت تحت "الانتداب الفرنسي" ، وكان بينهم تاج الدين الحسيني رئيس الدولة آنذاك ، والذي يمكن تميزه في صدر الصورة جالسا على المنبر وعن يساره رضا سعيد مدير الجامعة السورية ومؤسسها ومن حولهما الوزراء ورجال البعثة الفرنسوية وكبار الأساتذة في الجامعة.
بقي ان نقول بان جامعة دمشق تأسسست في العام 1923 وكان اسمها " الجامعة السورية"، وضمت في البداية مدرسة الحقوق التي تم تأسيسها في العام 1913 ( في العهد العثماني ) ، وتحولت الى كلية بانضمامها للجامعة ، شأنها شأن المعهد الطبي الذي تأسس عام 1903 وتحول الى كلية الطب البشري ، بالاضافة الى الى المجمع العربي ودار الآثار العربية الذي فصل فيما بعد عم الجامعة.
وحرصنا ان نتيح لهواة التاريخ وجمع الصور القديمة الحصول على الصورة بدقة عالية بحيث يمكن طباعتها والاحتفاظ بها بالطريقة التي يرونها مناسبة.