حكمت المحكمة على الضفدع أنا

العقل زينة

عندما أكون كالضفدع بدون رقبة لا أنظر إلى أعلى ولا إلى أسفل ليس لأنه محرم علي بل لأنني ليس لدي المقدرة على الرؤية فتكون قد حكمت المحكمة علي بالوجود

عندما أكبر قليلاُ ويخرج من فمي أصوات لا أحد يفهمها سوى الملائكة التي تناغشني فتكون قد حكمت المحكمة علي بالكلام المندثر هباءاُ في الهواء

عندما يشتد غصني وأصبح أمشي ثم أقع ثم أنتظر من يساعدني على المشي إلى الأمام وأنتظره كل يوم ليساعدني فتكون قد حكمت المحكمة علي بالانتظار

ثم يرتفع صوتي لأجيد جميع اللغات المحكية بالمنزل والتي أسمعها على جميع قنوات الأطفال وأتواقح أحيانا مع والدي وأطلب منه أشياء كثيرة دون حياء

أذكر بأني طلبت منه في نفس اليوم سكوتر ودراجة وطيارة ألعاب وعندما لبى ما أريد طلبت منه في اليوم التالي أن يفتح لي قناة فضائية متل عصومة وحنان ووليد طيور الجنة الأرضيين

ونما عندي حس الامتلاك فكل ما حولي هو لي طالما أنه أمامي ... ذاك الملعب وهذه الشوارع وسطوح البناية وجميع أسلاك الكهرباء ومفاتيح الغاز
لأن صوتي أصبح يرتفع أكثر وأحسست بمقدرتي على الغناء فاخترت الجرن والحمام لأدفن فيها مواهبي كي يرتد صوتي بصوتي فتكون المحكمة قد حكمت علي بالاختباء

عندما أخرج للعب بالحديقة وأعمر جبلاً من الرمل ثم تأتي بنت الجيران وتهدمه بغمزة منها وتسرق مني السيدارة والفولار وترتديهم لتغيظني بهم يصبح الأمر لا يعنيني فهم بالأصل للمدرسة وأنا غير مقتنع بهم

وتكثر جبال الرمل في الحديقة لأن والدي لم يتلق ترفيعة الراتب لهذه السنة وبالتالي لن يستطيع أن يخذنا إلى الخيم الشعبية في البدروسية حيث الشواطئ المليئة بالصخور !

وتعود صورة بنت الجيران وهي مرتدية فولاري وسيدارتي الى ذاكرتي في المساء لأشعر بأنني أكره أخي الكبير الذي تزوج من أختها وامتلكها ودفع أبي الأموال

واستغربت بعد فترة وجيزة حينما رأيت الفولار والسيدارة على الأرض مرميين أمام البناء ولكني عرفت السبب من أمي التي قالت لي بأن رفيقتك تحجبت ولا تصلح السيدارة فوق الحجاب

من الآن فصاعداُ أصبح ممنوع عليها أن تلعب معي وممنوع حتى أن أسترد حقي وأسرق منها الحجاب كما هي سرقتني ...لأن الحجاب يخصها ولا يخص المدرسة

عندما أكبر وأذهب إلى نادي الحديد لأستعجل عمري وآخذ حجما أكبر من حجمي ليليق بتلك الفتاة التي تكبر قبل الشاب والتي نطت نطة العشرين دونما أن أدري فتكون قد حكمت علي المحكمة بالشقاء

ليتوفى والدي بعد ذلك الذي كان ينتظر أن أرد له دين التعليم الموازي التي درست فيه على حساب حصة أخي الصغير ولم أنهه بعد ...لأصبح أمام الله مسؤولاُ عن كل من يدب في هذا البيت

وأنسى حجمي الصغير وأجلس مع العمال أصحاب اللحى الطويلة والشوارب المفتولة الذين تعني لهم الرجولة أن يكون في جيبك عشر ليرات بالحلال
ليفوتني الأوان ولا أجد وقتاً لحضور زفاف صديقي على بنت الفولار حيث أنني مرتبط بعمل مسائي على سيارة تاكسي لأعيد حق أخي الضفدع القادم بالحياة

هههههههههههههههههههههه كتير حلو حكمت المحكمة على الضفدع أنا Icon_lol