يشعر كثيرون بالرغبة في الصراخ في وجه الشخص الجالس الى جانبهم وهو يجري محادثة مطولة على هاتفه المحمول والقول له " كفى" أو " إخرس" بسبب التشويش الذي يصيب أدمغتهم ويفقدها القدرة على متابعة الحوار بين المتحدث والمتلقي ومعرفة تفاصيله بالكامل.
وقالت الباحثة في علم النفس بجامعة كورنيل في إيثاكا بولاية نيويورك لورين إيمبرسون لموقع "هلث دي نيوز" إن الاستماع بشكل عرضي لمحادثة هاتفية يجريها شخص واحد فقط يسبب الإزعاج والضيق لأن الدماغ يتشوش عند الاستماع إلى نصف المحادثة وليس كلها.
وأضافت إيمبرسون "الاستماع إلى محادثة هاتفية بشكل عرضي مزعج بشكل لا يمكن تصوره"، موضحة " لا يمكنك صرف انتباهك عنها".
وأجرت إيمبرسون وزملاؤها عدة تجارب طلبوا فيها من طلاب جامعيين القيام ببعض المهمات التي تتطلب التركيز بشكل كامل والاستماع في الوقت نفسه لتسجيلات صوتية لطالبات يتحدثن عن أشياء تتعلق بمواضيع مختلفة ،مع تجاهل ما يدور حولهم قدر المستطاع.
وتبين للباحثين أنه عند سماع هؤلاء الطلاب للحوار الكامل وغير المجتزئ للفتيات كانت قدرتهم على التركيز جيدة ، ولكن عندما سمعوا جزءاً فقط منه دون الآخر كثرت أخطاؤهم بشكل كبير.
وستنشر الدراسة في العدد المقبل من دورية علوم النفس.
وقالت إيمبرسون إن الدماغ مبرمج لسماع كل ما يدور حوله، موضحة أن الاستماع إلى نصف المحادثة، بمعنى سماع شخص أمامك وعدم معرفة ما يقوله الآخر في الجهة الأخرى، يشوش الدماغ ويفقده القدرة على التنبؤ بما يقوله الطرف الآخر.
وأضافت "عند الاستماع إلى نصف المحادثة نحصل على معلومات أقل.. ولذا علينا الاستماع أكثر".
وفي الإطار نفسه قال غاري ألمتان وهو أستاذ في علم النفس بجامعة يورك في بريطانيا " عند الاستماع إلى نصف المحادثة فإنك لا تحصل إلاّ على " لقطات" منها ولذا لا يمكنك التنبؤ بما سيلي ذلك لأن الدماغ مر بمراحل تطور للقيام بهذه المهمات".