وريقات منسية

يقات منسية

في ضباب الصباح ،وفي الطرقات الخاوية ،بقايا الريح تحمل بضع وريقات غريبة،
العصافير تفكر بتأجيل خروجها من أعشاشها البنيّة،امتزج كل شيء بألوان
الرماد ،والناس في سرائرها تنعم بدفء دمائها، الشمس تأخذ غفوات
إضافية،قطرات الماء المتجمد في ذاك الصنبور تنتظر الخروج، كانت ترتعد برداً
كلّما لامست الاسفلت المسجى،محتارة في أمرها لا تدري إلى متى ستبقى أسيرة
الهواء، كانت تلك الوريقات تخشى أن تفترق لكن القدر كان يوجهها نحو مصيرها
حيث بدأت حبّات متناثرة تنساب من أسفل الضباب مقررة طمس تلك الوريقات التي
بدأت تتباطئ حركتها وأخذت تبتل أكثر فأكثر حتى توقفت تماماً عن الحراك ،
عندها فقط قررت وريقة من تلك الوريقات أن تبوح بما تخبئها أسطرها...: عزيزي
.... ها هي أمنا قد غادرتنا هي الأخرى ... عزيزي.. كم أنا مشتاقة لتمسح لي
دمعتي هذه الأيام .. لا أشعر بدفء الموقد الساكن بجانبي لأنني أتوق إلى
دفء يدك التي داعبت شعري ذات يوم... عزيزي ..أتوق للقاءك ثانية حتى أسند
رأسي على كتفك وأخبرك بهمومي وأبكي ولو لمرة واحدة فقط .. والدي
العزيز...مشتاقة لك هكذا ...هكذا وفقط...

ابنتك..