ليل الشعراء والصحراء
توزر
تبدو كلمة الصحراء قاسية بحق توزر فهي منطقة تضج بالحياة والحركة والخضرة، وفيها واحد من أجمل ملاعب الغولف في تونس إن لم يكن في حوض المتوسط وفي توزر يغمرك إحساس أنك مقبل على المتنبي أو الشابي وعلى عالم من الشعر والجمال، فواحاتها وبيوتها المصنوعة من الآجرّ الأصفر الصحراوي وأجواؤها الهادئة عالم يداعب المخيلة ويستقر في الذاكرة.
وقد أصبحت توزر اليوم قبلة المشاهير وتزدحم على فصول السنة مقاهيها ومطاعمها وأسواقها بكبار المخرجين والفنانين العرب والأجانب والصحفيين والسياسيين ونجوم الموضة وغيرهم من رموز المجتمعات الراقية أو المخملية.
أما الرحلات السياحية إلى الواحات العديدة في المنطقة بين جبلية وصحراوية أو الرحلات التي يتم تنظيمها على متن القطار الملكي السابق الذي يعود إلى القرن التاسع عشر فمن أهم الفقرات السياحية الناجحة والمطلوبة جدا.
وتشتهر المناطق الصحراوية بصناعة المنسوجات ذات الجودة العالية والتوشيات والرموز الخاصة، ويعتبر المرقوم والكليم من أشهر أنواع السجاد في المنطقة إلى جانب عدد من المنتجات التقليدية الأخرى في توزر أو المدن القريبة مثل قبلي أو دوز كالجلود والملابس الصحراوية والحلي والمصاغات والسعف وغيرها من المنتوجات الصحراوية المميزة.
المنستير والمهدية
تعرف المنستير بقلعتها الكبيرة وسورها الشامخ الذي يعود إلى الفتح العربي لأفريقيا، أما شهرتها السياحية فتعود للفنادق الممتازة التي تزخر بها. وعلى العكس من سوسة الصاخبة تتميز المنستير بهدوئها وبساطتها وبمساحاتها الخضراء وحدائقها التي صنعت شهرتها بين المدن التونسية الأخرى.
وإذا اتجهت إلى الجنوب الشرقي تطالعك المهدية العاصمة الأولى للخلافة الفاطمية التي أشعت على العالم العربي والإسلامي من أفريقيا إلى بغداد والشام مرورا بمصر وبأجزاء هامة من جنوب أوروبا. والمهدية فريدة العمارة وهي محطة مركزية في حركة التواصل بين الشرق والغرب وهو ما تؤكده الشواهد التاريخية بالمنطقة مثل الميناء الفينيقي والمواقع الرومانية المختلفة.
وتعتبر المهدية اليوم من أجمل المواقع السياحية فلون بحرها الموغل في الزرقة ورمالها القطنية البيضاء الخفيفة طارت بشهرتها إلى العالم، وللمدينة سحر يترجمه الإقبال على فنادقها الراقية وأسواقها العامرة والرغبة في التعرف على عاداتها وتقاليدها التي تعود إلى العصر الذهبي للدولة الفاطمية خاصة التي تجري على غرار الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مثلا.
وتعرف المهدية ببساطتها وأناقتها وساحاتها المستطيلة الواسعة وتعد مقاهيها التقليدية فرصة للتمتع بمعايشة هذه المدينة القديمة.
وبحكم ارتفاعها عن سطح البحر يتمثل أجمل المشاهد في منظر الجامع الكبير الفاطمي ببساطته وهيبته ومن خلفه البحر الفيروزي الخلاب. وإلى جانب محلاتها وأسواقها خاصة محلات الذهب والفضة يشمل برنامج زيارة المهدية مواقع مهمة مثل مدينة الجم القريبة حيث الكوليزي المدرج الروماني.
ولن تكتمل زيارتك للمهدية إلا إذا تذكرت الحرير الذي تشتهر به والمنسوجات الرائعة مثل الملابس النسائية الحريرية الموشاة بماء الذهب وخيوط الفضة.
سوسة تعرف سوسة باسم الجوهرة، وهي المدينة السياحية الأشهر بفضل عشرات الفنادق والمطاعم والمحلات الترفيهية التي يتواصل نشاطها ليل نهار، فهي المدينة التي لا تنام وهي قبلة العائلات والمجموعات من تونس ومن الخارج.
وتشتهر سوسة بقلعتها المطلة على البحر وبصيفها الذي يشهد عددا من المهرجانات المنظمة والتلقائية حيث تعيش أجواء أفراح متواصلة، ومن أهمها مهرجان أوسو الشهير الذي يقام حسب ما تشير الدراسات والبحوث التاريخية منذ ما لا يقل عن 2000 سنة.
من مميزات سوسة المدينة القديمة وسورها الخارجي والجامع الكبير بالإضافة إلى عدد من المعالم الهامة الأخرى مثل متحف العادات والتقاليد ودار القضاء الشرعي القديم.
وفي سوسة خيارات عديدة من وسائل الترفيه مثل النوادي والملاهي والمطاعم وفيها الكازينو الذي يوفر متنفسا للعائلات وللسهرات الهادئة والعروض الفنية.
كما تتعدد فيها المرافق المخصصة للأطفال مثل المسابح ومدن الألعاب على غرار أكوالاند أو مدينة حنيبعل أو حديقة أفريقيا للحيوانات التي تقدم تشكيلة من أهم الحيوانات الأليفة والمتوحشة، مع عدد من المرافق الممتازة من مطاعم ومقاصف أو استراحات تلحق بها الخدمات المتنوعة.
أما التسوق في سوسة فله نكهة خاصة، فهناك نجد صناعة النحاسيات والتحف والزجاج والقطع البلورية والفضيات وغيرها التي تتميز بجودتها وبأسعارها المناسبة.
نابل- الحمامات تقع منطقة نابل الحمامات الشهيرة على بعد 60 كم شرق العاصمة، وتقترن المنطقة منذ أقدم العصور بزهرتي الفل والياسمين علامة الصيف في تونس. تمتاز نابل بفنادقها ومطاعمها وسهراتها الرائعة التي جعلت منها المزار السياحي الأبرز، حتى إنها تعرف أحيانا باسم ريفيرا شمال أفريقيا فهي مقصد كبار النجوم والمشاهير في الفن والسينما والإعلام والسياسة الذين يتنافسون على الإقامة بها لفترات طويلة.
وتزخر المنطقة بالشواطئ الساحرة والفنادق والمطاعم الفخمة والمتاحف وبعدد من المغريات السياحية الأخرى مثل رياضة الغولف والكازينو ومنتجعات المياه المعدنية الحارة والاستشفاء بمياه البحر إلى جانب عدد من المواقع التاريخية والحضارية الهامة.
وتتميز المنطقة أيضا بالمناطق الأثرية والثقافية والخصائص المعمارية الفريدة والعادات العريقة التي تستهوي الزائر والمقيم مثل مدينة قليبية أو مينائها القديم حيث يجد هواة صيد السمك خاصة سمك التونة في موسم الصيف ومعهم هواة الصيد بالصقور البزدرة أو البيزرة موسما رائجا هناك في يونيو/ حزيران يجري سنويا بحضور عشرات المولعين بهذه الرياضة النبيلة.
وتشتهر مدينة نابل بصناعاتها التقليدية وأهمها صناعة الخزف، ويعد الخزف النابلي من أجود الأنواع على الإطلاق وبلغت شهرته أصقاع العالم من اليابان إلى الصين وصولا إلى الولايات المتحدة، كما تشتهر المنطقة بالتطريز الذي جعل من الملابس النسائية في نابل والحمامات تحفاً فنية حقيقية، أما مدينة دار شعبان الفهري فتعرف بالنقش على الحجارة التي صنعت شهرة الشرفات التونسية في كل أنحاء العالم.
أما قربص القريبة فتعرف بعيونها المعدنية الحارة وبحماماتها العامرة وجبالها وبحرها الرابض عند قدميها مطيعا صاغرا وهي تجذب الزوار للتمتع بمزاياها العلاجية خاصة أمراض الكلى، والبرد والمفاصل وأمراض الجلد والربو وأمراض الأنف والحنجرة.
ياسمين الحمامات
أما واسطة العقد في منطقة الحمامات فهي المحطة السياحية التي توصف بأنها درة المتوسط وأميرة المنتجعات وهي ياسمين الحمامات التي تقع على مسافة خمسة كيلومترات فقط من الحمامات، وتتميز بمنشآت ومرافق سياحية راقية ومتطورة وفنادق فخمة ومارينا ومجمعات سكنية مستوحاة من العمارة الأندلسية كل ذلك في محيط زاخر بأنشطة الترويح عن النفس والترفيه مثل الأكواريوم العملاق والمطاعم والملاهي والكازينو والصناعات التقليدية التراثية والحرف الفنية الشعبية.
طبرقة تقع مدينة طبرقة بالشمال الغربي للبلاد التونسية وعلى مسافة 17 كلم من تونس العاصمة على الوجهة الغربية للبحر الأبيض المتوسط.
ويحدها من الناحية الخلفية جبال متنوعة بغاباتها الكثيفة الأشجار وبناياتها المتنوعة، وللمدينة طابع معماري مميز ببيوتها ذات السقوف القرميدية الحمراء ويجد هواة الغوص في أعماق البحر خير ميدان لممارسة هواياتهم.
ومن مرافق المدينة السياحية الأخرى منطقة شمتو ومتحفها الأثري والمهرجان الدولي للجاز الذي يقام كل صيف.