جلس(ابو العزمحمود) في مقصورته الانيقة على اريكة من القطيفة الفاخرة، وقد فرشت الارض بزرابي وابسطة زاهية اللون،
وامسك بيده نرجيلته الزجاجية بعطر التفاح، ثم قربها من فمه ،وجذب انفاسا عميقة ثم نفث الدخان من فمه وانفه دون ان يسعل
كان اسمر الوجه ،شاحب الفم ،مفتول الشارب ،عابس الملامح....
دخل عليه ابنه البكر فقال له: ما بك يا ابتي متجهما هكذا لم نعهدك على هذا الحال ابدا(والعكس صحيح) فدائما نراك منشرح الصدر..
اجاب ابو العز: اه يا بني لقد غدر بي الزمن حتى بت اظن ان ايامي اصبحت معدودة...
الابن :معاذ الله يا ابتي ، العمر بيد القدير فالحمد لله مازلت في عز شباب يضرب به المثل في القوة والرصانة.(حتى وان شاب شعرك)
ابو العز...وهو يتمتم: ما ورائك يا غراب البيت..؟(لانه يخرج عند حلول الليل فقط)
الابن: فقط اختي الصغيرة تريدك في امر ما وتخاف ازعاجك هل ادخلها؟
ابو العز:وهل تخجل البنت من ابيها!ادخلها فورا...
دخلت البنت وكلها خجل ...وتخوف من تصرف ابيها
البنت: مسائك خير ابي، لم اخجل لكن فقط متخوفة مما ستقرره بشأن الامر الذي جئتك به.. فأمل الا تردني خائبة.
لم يعلق الاب بكلمة حين سمع تلك العبارة ويبدو انه خاف ان يتورط في وعد قد يصعب انجازه فبقي صامتا ..ينتظر....
قالت: انت ابي صحيح ،تقدم لي النصيحة فاقبلها ...
ابو العز:نعم صحيح
البنتك اذن ان نصحتك انا ستقبل بها وتطبقها وتعدني بذلك مهما صعبت عليك..
طغت الاب موجة من الكبرياء الغاضب العاصف وقال: ماذا تريدين من وراء هذا التقديم كله.. اختصري فنرجيلتي تكاد تنفذ..
فصاحت قائلة: اريدك يا ابي ان تكف عن الاستيلاء على اراضي الغير بدافع الطمع.
قال لها :لك ذلك ن لن اخذ ارضا الا برضا مالكها هل ارتحت الان...
ابتسمت الفتاة واذعنت لوعد ابيها فغادرت الغرفة مسرعة...فور خروجها ضحك الاب استهزاء من بلادتها
وهمس لابنه الغراب :اللذين يرفضون بيع اراضيهم سنتلف مزروعاتهم حتى يرضخوا.هههههه واتم ضحكه بشماتة
مرت ايام ..قبل ان اتزور الفتاة صديقتها المحبوبة..جلستا تتجاذبان اطراف الحديث عما يدور في القرية وجديدها
فذكرت الصديقة ان ارض والدها قد نزعت من غدرا وطمعا..كان وقع الخبر كالصاعقة على الفتاة فادركت حينها ان وعد ابيها كان مجرد تمثيل ليسكت فمها الطفولي..ودعت صديقتها فاسرعت تعدو تجاه غرفة ابيها لتعاتبه على قطع وعد لم يكن اهلا لتنفيذه
دخلت عليه فوجدته يترنح ذهابا وايابا ويتمتم بكلام غير مفهوم..رحب بها قائلا: اهلا بك يا وجه النحس
استغربت الفتاة وقالت: لماذا يا ابي تعدني وتكمل جرائمك...فلم تدر من اين تلقت الصفعة..لتجد نفسها ملقاة على الارض .
قال لها: اتسبينني بالجرم يا قطعة لحم نتنة اوصلت بك الحقارة لهاته الدرجة!!..اجابته: وهي تبكي انظرلنفسك ما انت فاعل تشرب وتسرق املاك الناس وتفسد في الارض اي اب انت؟؟؟؟؟
ما ان سمع عبارتها حتى استل السكين الموجود في طبق الفاكهة المجاور وطعنها طعنة بعد اخرى و هو يردد لست مجرما لست مجرما...
فغادرت الدنيا بسبب نصيحة اسدتها لمتقبل خاطئ كان مصيره الاعدام، فارتاح منه العامة وارتاحت منه نفسه التي عذبها واهلكها بمعاصيه وهو لا يبالي....لحظة غضب اودت بحياة ابنته وحياته ايضا..
ففكروا جيدا قبل ان تقرروا وتفعلوا لحظة غضب