السلام عليكم
يحكى أن الحمار كان يوما شريكا عزيزا والثور بنفس الإسطبل.
كان الثور مهتما بالحرث بينما اهتمام الحمار منصبا على السخرة أيام السوق
فتراه عائدا من السوق الأسبوعي في خفة لا تخلوا من مراوغة لما يُحمل على ظهره فتارة يجذب جزرة مدلاة وأخرى منقضا على عشب من على حافة الطريق مختالا تشبها بالخيول
وما إن يضع حمله حتى تراه يكرش ظهره في متعة بينة
أما الثور فيمضي جل يومه بين خطوط الأرض يقلبها وسيده له بالمهماز ينخر جلده تحفيزا، ولا يعود إلا وهو منهك القوى وهْن العزيمة
صديقنا الحمار كان دوما مشفقا على صديقه ورفيق مبيته، وذات يوم بعدما عاد الثور أكثر إنهاكا نصحه الحمار بتصنع المرض وعزفه عن تناول الضغث (الكلأ) والشعير ففعل وشكر
في الصباح وبينما الثور مسهدا في أرقه لم يجد صاحباهما بدا من أخذ الحمار ليقوم مقام الثور ، فكان اليوم على الحمار أياما وإلا كيف ترى موظفا لا يفهم غير لغة الكرسي وقد كلف بحفر بئر، شتان
ظل الحمار يومه بين السب والضرب يخوض غمار الشقاء فما نفعه نهيقه ولا شفع له تعثره حتى انقضى النهار وعاد مبللا بالعرق فأسقط وجهه في الصهريج يعب من الماء إلى ما شاء الله في حين تساءل الثور:
مالي أراك وقد وهنت في أول يوم؟
ارتشف الحمار آخر نقطة التصقت بشاربه العلوي وصاح: الحمد لله فالعمل من اختصاصي وأنت أدرى بمهمتي في الحياة ، فالشقاء متنفسي لو أنك ستظل رفيق مربطي
هناك وقف الثور منزعجا من القول وتمتم: كيف ذلك يا أخي
فقال الحمار بصبيانية ودهاء: لقد سمعت صاحبنا يهمس لزوجته أنْ إذا ظل الثور على وهنه فخير لنا ذبحه وأكله حتى لا ينفق ويذهب جثمانه سدى
هنالك جمع الثور وقفته وانقض على البرسيم انقضاض الجوارح على الجيفة وبذلك عاد الجميع لقاعدته فأسلم الحمار هيكله للسبات والأحلام الوردية على مدار الأسبوع كالمعتاد وابتسامة لا تفارقه انتصارا لذكائه الذي كاد يطيحه
إنها نصيحة الحمار لبني البشر: أن إياكم الإنسانية بلا ذكاء ......
وتقبلوا تحيات