بسم الله الرحمن الرحيم
وداعــــــاً حبـــي
عدت لأكتب من جديد .. بل عدت لأكتبها هيّ ! .. لأن قلبي ما زال معلقاً بها .. ما زال مرتبطاً بها ..
ما زال هناك الكثير من الغبار المترسب داخل الذاكرة
صدقت أحلام مستغنامي عندما ربطت ذاكرتنا بأجسادنا .. فكل طرفٍ من أطرافي يذكرني بها ..
يدي .. عندما تصافحنا في لقاءنا الأول الذي كان فيه اولى إنهزاماتي أمامكِ
أنفي .. عندما تجذبني رائحة كلماتكِ من على بعد كيلومتر ٍ منكِ
أذني .. عندما تسمع همستكِ لتعترف بمدى جودة صوتكِ
فمي .. عندما قبّـل يدكِ لأول مرة معلناً بذلك أنك أميرتي
أرجلي .. عندما تركض لوحدها معلنة عن لهفتي و إ شتياقي لرؤيتكِ
قلبي .. عندما كان ينبض بتواجدكِ
عيني .. عندما تسقط في بحار عينيكِ لتعلن نفسها غريقاً في جمال حيائكِ و براءتكِ
أما زلتِ مجنونة بي كما أنا مجنونٌ بكِ ؟
لماذا أتساءل و أنا الذي تركتكِ !!!
لن أنسى آخر حديث جرى بيننا .. كنتِ في قمة سعادتكِ .. و كنتُ انا في قمة تعاستي !!
كانت عينيكِ تقول لي :" أحب صمتكْ " ..
و كانت عيناي تقول لكِ :" وداعاً حبي "
سألتْني بإبتسامتكِ البريئة :" ما بك صامتٌ حد السكون؟ "
- أريد أن أتأملكِ
- و أنا أريد سماع صوتِكَ .. ليحييني
- و أنا أريد رؤية عينيكِ .. لأموتْ
- إن مت لمن ستتركني
- و إن حييتي فلمن ستعيشي ؟
يقال بأن دموع الرجال غالية .. لكن أمامها أشعر بها لا تساوي شيئاً .. لأن ما يجيش به قلبها يجبرك على البكاء لتشعر بدفء أحاسيسها
أظن بأن الله إجتباها بجرعات إضافية من المشاعر ليجعلها كاملة الأحساس و الحنين .. حفظك الله
قالت :" ما بكْ ؟ .. دموعك تخيفني .. ففيها كلامٌ كثير .. أشعر به سيحرق قلبي "
- بل هي دموع أحرق بها نفسي قبلك
- لا أريدك أن تحترق .. لأن رمادك هو قلبي
- لكنكِ شمعتي التي تحرقني
عمّ صمتٌ طويل .. و شعرت بإحتراق عينيها التي إمتلأت دمعاً
هل كان عليّ مواساتها أم كان علي الدفاع عن أسبابي .. هل كان علي إحتضانها أم كان علي الإبتعاد عنها كأعدائي !!! ..
ما زالت هيّ في صمتها .. و ما زلتُ انا في إحتراقي
يقال بأن أجمل لحظات الحب الخالده هي الوداع .. ربما لأنه أقسى اللحظات التي تعبر فيها عن قوة حبك
فهل أتيتها مودعاً لأثبت لها مدى حبي ؟
أم لأريها مدى قوتي ؟
كنت قاسياً .. لكنني أعلم بأن الأفضل لحياتها أن تستمر من غيري ..
أيعقل بأنني قد أحببتها لدرجة تمنيت فيها أن أراها مع من هو أفضل مني ؟
اي منطق في الحب يقول مثل ذلك !!
كنت مجنوناً .. لكن محباً .. و واثقا بأنها ستحيا في أمان و هي بعيدة عني ..
سألتني :" ما بك يا حبيبي لا تحادثني أمللت مني؟ - و ما زالت دموعها تسري على خديها "
- عندما يمل النمل من جمع الطعام .. و تتوقف الأرض عن الدوران .. و تعتزل الشمس بث ضيائها .. و تعيش الأسماك خارج الأنهار .. و تطير الطيور في السماء دون جناحان ..
حينها فكري إن كنتُ مللتكِ
- إذن لماذا تحاول إختباري بصمتكْ ؟
- لأن كلماتي تنهزم أمامك ِ
- ألا تهاب من إنهزاماتي ؟
- طبعاً .. فإنهزامك لا يعني إنتصاري بل يعني دماري
.........
ما زالت دموعها تنزف أمامي .. كما ما زال قلبي ينزف لوداعها
- و ما رأيك في إنتصاراتي
- هي تعنى بأن قلبي لم يختركِ هباءاً
تماما كما أردت ان أخبرك .. وداعاً لأنك فوق قدراتي ..
- يكفيني ما لديكْ
- لكنني لا أملك شيئاً
- يكفيني قلبك يا حبيبي
كنت أريدها أن تسمعني و انا اقول لها هو لكِ وحدكِ يا حبي .. هو لكِ وحدكِ يا حبي
فقلت لها :" وداعاً .. أعلم بأنك سترينني الأحقر و الأقسى .. الأسوأ و الأقبح و الأشقى
لكننى أعلم بأنك ستفهمين بصحة قراري بعد مرور عدة ليالي لأني أريدكِ أن ترتاحي .. فقد تألمتي بما يكفي "
و قلت في نفسي .. يكفيك عذاباً ياحبي .. يكفيك عذاباً
و هنا كانت آخر كلماتي
وداعاً .. وداعاً حبي.