حب كاد أن يضيع
كان يا مكان في سالف الزمان، شابة شعرها شديد اللمعان ، و جمالها جمال صغار الغزلان، محبوبة عند كل إنسان ، أغرم بها شاب أحبها و أعطاها كل الحنان ،يصعب عليه مفارقتها في غالب الأحيان، أرادها أن تكون زوجته في يوم من الأيام، لكنه كان مدمنا و كل يوم سكران، و هذا ما لا يعجبها في هذا الإنسان ،و طلبت منه نسيان ما كان في سالف الأيام، و مر الزمان و أبى النسيان ،فزاد في الإدمان ، في حين لم تفارقه حتى في الأحلام، فكره الحياة و فضل أن يكون من الأموات، فلجأ إلى الإنتحار و اتخد القرار بالوقوف أمام القطار، و هو في طريقه صادف عدة قنينات ، خرجت من إحداهما جنية إسمها أسينات ،فقالت له ما أمنيتك قبل الممات ،فأجابها أن تحبني شابة اخترتها من بين الحسناوات، فبكت الجنية لساعات ،وسألته عن اسم التي يعجز لسانه عن مدحها بالكلمات ، سكت و نزلت من عينيه بضع قطرات ،فقال في يدي حرفها الأول مكتوب ،و في قلبي حبها محفوظ، فطلبت منه الجنية النسيان مقابل أن تعطيه ما يتمناه كل إنسان ،ففضل الممات على تلبية طلب أسينات، و في طريقه إلى الإنتحار وجد حبيبته في الإنتظار ،و قد حكت لها أسينات كل ما حدث و سار ،فعانقته عناقا حار ،دهش لرؤيته من وقف في إشارة المرور ،ووعدها بالإبتعاد عن الخمور ،ففرحت و قدمت له باقة من الزهور ، فأكملا حياتهما بحب تغمره الفرحة و السرور.