قصة جميلة جدا

بسم الله الرحمن الرحيم
رنين .. و صمت .. رنين آخر .. و صمت جديد .. ثم هدوء

أبعث إليك ِ برياح الشوق التي تُرجف جسدي .. وتغفو العين في مداك ...لأعانقك بخيال ٍ كان لك وحدك
و أجلس وسط جموع محتشدة إحتفالاً .. لكنني أجلس بينهم محتفلاً بك ..أجتلي النجمِ لأصلكِ
رياح هائجة .. تقود معها سُحباً هادئة .. في سماء ٍ لا يُرى فيها سوى القمر (أنت ِ)
أهدي بين و بينه لنجدنا شخصـ واحد..نراقب تفاصيل الشجو عبر طيفكـ
----
- ما بكَ تحدق الى السماء
- إشتقت إليها
هنيهات من الصمت
- هل كانت هناك
- بل هي التي كانت معي
- أنت كما أنت ستظل مجنوناً هكذا
---------
- ما بك تحدق الى السماء
- أحدق فيها لأشعر بتوهج مشاعرك
- سيظل قلبيـ ينبض بإسمكـ
-لكن
-لكن أنا بجانك
- لأصلكِ علي أن أصل السماء .. فمتى سيجمعنا القدر ?
أطلقت ضحكة بريئة
- أنت كما أنت ستظل مجنوناً هكذا
-------
تمر الأيام و يزداد شوقي و أنت ِ بعيدة عني .. تجتمع صدى الأصوات في أذني لتصبح صوتك ِ
كل يومـ تتكرر نفس المشاهد لأجدني أتـغلغل بين ثنايا الذكريات..
يمر بجانبي العديد من العشاق .. تلتقي أعينهم .. و تلتمع الحدقات ..
لكن دموعهم لم تكن قريبة كدموعنا .. ربما لأننا كنا ندري بإفتراقنا أكثر منهم !!
أو ربما لأنهم لا يدرون بأنهم سيفترقون يوماً !!
-------
- ما رأيك بأن نشرب الشاي ؟
- لا أرغب
- هيا بنا .. أضيفي نكهة المرحـ لحياتك
- إذا كان المرح مجرد شاي .. لكنت اتجرعه كل دقيقة لأمرح !!
-----
- ما رأيك بأن نشرب الشاي ؟
- لا أريد
- هيا بنا .. أريد أن أشاركك شيئاً
- ألا يكفيك قلبي ؟
- لنضفي بعض المرح
- مرحي كل دقيقة أقضيها معك ِ
-----------
كل لحظة كنت أعيشها لك ِ .. أصبحـ مجرد حلم بعدكِ
و كل لحظة كنت أعيشها لنفسي .. ما زالت تبحث عنك ِ
أسكنتُ مشاعري للورق من بعدك ِ
أشعر بأنني قد أهنتكِ بفعلتي هذه .. فقد أوصلته إلى قامتك بمشاركته إحساسي
كنت أريده لك وحدك ِ .. لأن الورق لا يملك قلباً !!
------
- ماذا تكتب ?
-مشاعري
- أريني
- أكتب اسمك على طول الورقة فأنت مشاعري
بضحكت بريئة
-أحبك
------
-ماذا تكتب ?
- اسمها
- لماذا ?
- لكي يحفر داخل قلبي
-أنت كما أنت ستظل مجنون
--------
- ما رأيكَ بتلك الفتاة
- جميلة
- هل أتقدم لخطبتها ؟
- لكنكَ ما زلت لا تعلم بواطن روحها الأخرى !!
- ماذا تعني ؟
- قلبها .. فالقلب روحاً أخرى لا نعلم بوجودها إلا بفقدانه !!
--------
- ما رأيكَ بتلك الفتاة
- جميلة .. لكن !!
- لكن ماذا ؟
- أشعر بأن روحها تعيشـ في عالم أخرى
- و ما رأيك بروحي الأخرى
- هي قلبي
---------
رنين .. و صمت .. رنين آخر .. و صمت جديد .. ثم هدوء
هي رسالة منها تقول:" حياتي .. عمري .. قلبي .. حبي .. متى سأسمع صوتك ؟ "
----
رنين .. و صمت .. رنين آخر .. و صمت جديد ثم هدوء
كانت رسالتي إليك ِ .. بصدح الهمسـ و نبض القلب
ظللتِ تبحثي عن كلمة لتقرأيها .. و عندما لم تجدي شيئاً إتصلت ِ بي
قلتُ لك ِ :" رسالتك كأرض جرداء لم أرى فيها زهور نابتة كانت قاحلة لهذا اتصلتـ لنزرع الزهور معاً "
-----
رنين .. و صمت .. رنين آخر .. و صمت جديد .. ثم هدوء
وجدتها رسالة فارغة
بحثت عن المرسل .. فإذا به أحد أصدقائي
إتصلت به .. قال :" لم يكن لدي رصيد.. ولا وقت لهذا أرسلت الرسالة..أردت أن أرواغك قليلا "
- لكنك بذلك قد أنهكتني
- لماذا ؟
- لأنني كنت أعتقد بأنني سأسمع صوتاً آخر !!
اطلق ضحكة ساخرة كعادته
---------
كان اليوم ماطراً .. أظن السماء أرادت أن تبكي
لا أعرفـ هل شعرت بمعاناتي و آهاتي
أو فقدت حبيبا اخر..أو فقط طيف خيالها يرافقني لاتحسس من مُحيطي
----
كان اليوم ماطراً .. و كنت أعلم بأنك ِ تعشقين المطر و لا تقاومين حباته .. إتصلتُ بك ِ
- أين أجدكِ ?
- أنا في السماء
- إذاً هل تلمحينني ؟
- لا
- أظن المطر قد حجب الرؤية عنك ِ
- بل أظنك أنت الذي تهاب المطر و لا تريدني أن أراك
- لا أحب أن أبلل نفسي .. أو يمكنك القول بأنني لا أريد أن أكون مجنوناً مثلك ِ
- جرب و سترى .. مر وقت دون أن تمر بنفس تجربتي
-أي تجربة ?
- أن تعانق السماء و تشعر به
- لم أرى شخصاً يعانق السماء عندما يرفع يده للأمطار غيرك ِ
- كما لم أرى شخصاً لا يرفع يده إلى السماء عند هطول المطر سواك
- مجنونة
- مثلك يا شقي
---------
- كأن السماء مليئة بالسحب .. شعاع الشمس عصفُ ُُكاد أن يختفي أظنها ليلة ماطرة
- علينا القيادة بسرعة لنعود قبل أن يشتد المطر و نعلقـ هنا
سقطت حبات صغيرة على الزجاج الأمامي .. و إزداد عددها شيئاً فشيئاً
صحت فيه :" توقف هنا .. بسرعة "
- ما بك َ .. هل أنت مجنون
- قلت لك توقف
مال الى الجانب الأيمن ليوقف سيارته .. و عندما أراد أن يصرخ في وجهي
لم يجد سوى مقعد خالي بجانبه
كنت حينها أعانق السماء !!!!
--------------
صمت حالك وسط زحمة..لم أستطع البوح..قررت الصمت و التأمل إلى دفتر ذكرياتي
كل شيء يذكرني بها..
فقررت النظر الى المرآه لم أكن أعلم بأنني سأجدها أمامي .. بوقفتها و عمفوانها .. بضحكتها و براءتها .. بهدؤها و همستها ..
مددت يدي لألامِس يدها التي إمتدت إلي .. و لم أكن أعلم بأنني كنت ألامس رواسباً من الماضي ..
جلست على الأرض واضعا يدي فوق رأسي متكأ على الحائط و في رأسي تسؤلات عديده .. أهمها كان هل تتذكرني الآن ؟

رنين .. و صمت .. رنين آخر .. و صمت جديد .. ثم هدوء
كانت رسالة قصيرة .. قصيرة جداً بالنسبة لشوقي
" أتمنى لك َ حياة سعيدة مع من ستقابله من بعدي "
-----------
إنتهت

كلمات جميلة شكرا