حدثنا سعد النمّام , إنه حينما كان في بلاد ما أمام النهر , من قُصعة تُدعى ( وطن) , إنة رأى الناس نيام , وفي نومهم أبدا لا مقام , كأنهم موتى تقلبهم الريح بانتظام , وما اغرب حالهم , وما أتعس ما كانوا يقاسون من سُنة النوم ... ببطون جائعة تروم , تحسب كأن الطير تناول عشائهم وتركهم في غيهم عابثين ( دائخين)..
ثم صمت ( النمّام) لبرهة عن الكلام .... ثم أردف قوله وزاده بالسرعة مرة بعد أخرى , حيث قال:
وبينمــا , أستكشف الأرض الجديدة , هالني ما وقعت عيني على هذه القطيفة , حتى صُعقت بما لاحظته لاحقــا من هول شديد , فقد طالعت بعض النواحي , في عيشها الرغيد , وفي قصورها تغيد, وفي مزارعهــا تميس , وعلى هناءة عيشهــا تطرب وترقص , فسألت عن هذه الناحية , الغانية , العالية , حتى تناهي إلى مسمعي , بأنها( الخضراء ), وأنهاا منطقة الأولـــياء , والرؤساء , وأنه من دخلهـــا بسلام , أكرموا مثواه , وجعلوه بينهم جبار , وصاحب مقام عال !! ..
فأردت الإفاضة ولجلجة السؤال في طرف لساني تجود , حتى اخبروني أهل الحل وأهل العقد , بأن سكنه هذه الناحية ( أبطـــال) , وأنهم قدموا بعز وبفرح مقدام , فهم ( ثوريون) , جيء بهم كعروس ( ليست عذراء) , ليحكموا باسم ( الله) , وليردوا للرعية ما سُلب من الأموال.. أبان حكم ( فلان) , فما كان منهم إلا أن سلبوا الناس أموالهم , وبخسوهم حقهم .. وهم الآن على ما رأيت يا نمام 0 أخيار ,أخيار) ..
ولأنه نمّام وثرثـــار , ولا يحسب للكلمة من درهم ولا مثقال , فقد تعجب من هذا الحال , والفرق بين ذينك ( النيام) وبين هؤلاء أهل ( الجلال) والدلال...
فما كان الجواب إلا علامات استفهام , وضحك , تبعه ضجيج , وشعار , وقرر النمام بأن يترك هذا السؤال , خوفا على نفسه من طائفية الأشرار أو أن يُرمى من فوق مكان عالٍ , أو تأتيه عبوة ( ناسفة ) فـــ ( تطشره) إلى اشلاء أشلاء ..
فهرب صاحبنـــا ( النمام) بجلده , تاركا المقام , لأصحاب المقامــ , و ولوّل لهم بالثبور وبالدعاء إلى رب العرش , ليجعل جنتهم صعيدا سجرا , أو يأتي من شرار القوم من يأخذ بحقهم وحقه , فيعيدهم كما كانوا زمـــان ...
......
فتضاحكنـــا على ما حدثنا ( النمّام) , وشر البلية يُضحك كما يُقال ...
والسلام ...