لأسباب مادية .. مربى المشمش يهجر الموائد السورية هذا العام

ربما كان منظر أوعية مربى المشمش التي اعتادت ربات البيوت وضعها تحت الشمس لأسباب مادية .. مربى المشمش يهجر الموائد السورية هذا العام ApricotBwl

وعلى "أسطحة" المنازل أثناء عملية إعداد المربى غائباً بشكل واضح هذا العام، وحتى إن وجد فقد كان تواجده خجولاً نوعاً ما، فمربى المشمش الذي يعتبر واحداً من أكثر الأطباق شعبيةً لدى السوريين ومن أكثر أنواع المربيات استحساناً ورواجاً سيسجل على قائمة الغائبين وكذلك شراب " قمر الدين " الذي ربما سيغيب عن موائد شهر رمضان المقبل على الأبواب طبعاً للسبب نفسه "ارتفاع أسعار المشمش".
موسم المشمش هذا العام لم يكن كسابق عهده من المواسم لا من حيث كمية الإنتاج ولا حتى من ناحية الأسعار التي جاءت مرتفعة ومفاجئة بنفس الوقت للتجار أنفسهم وللمشترين أيضاً، فلم ينخفض سعر الكيلو منه هذا الموسم عن 75 ليرة في معظم الأوقات وفي كثير من الأماكن مما انعكس على إقبال الناس وبالتالي على حركة شرائه.
فبقاء الأسعار على حالها رغم انتهاء الموسم واستعداده للرحيل أعاق الكثيرات من ربات البيوت من تحضير طبق المربى المعتاد وحتى وإن استطاعت نسبة بسيطة منهن فليست بالكمية المعتادة .

خصوصية..وآمال
لمربى المشمش خصوصيته على المائدة هكذا اعتبرته أم رامي التي تابعت: نحن معتادون على تناوله عند وجبة الفطور ولكن أسعار المشمش هذا العام حالت دون إعداده فبالكاد استطعنا إحضاره ضمن أصناف الفاكهة ، فيما اقتصرت سميرة على إعداد كمية قليلة لا تتجاوز 5 كيلو للسبب ذاته .
وهنالك من انتظروا للوقت الحالي أي لنهاية الموسم على آمل انخفاض الأسعار ولو قليلاً وإن كان انخفاضها على حساب الجودة، إلا أن معظمهم أصيبوا بخيبة أمل فالأسعار بقيت كما هي..

التبريرات؟
ربما معظم الناس تفاجئوا بالأسعار المرتفعة للمشمش لهذا الموسم دون معرفتهم بالأسباب الكامنة خلف الموضوع والمتمثلة بموجة الصقيع التي ضربت معظم الأشجار اللوزيات خلال شهر آذار الفائت.
مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة عبد المعين قضماني أوضح في حديثه مع شام برس أن قلة الإنتاج الناتجة عن موجة الصقيع التي حلت بأشجار المشمش حالها حال بعض أشجار اللوزيات هي السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار، حيث تراوحت نسبة الضرر الذي لحق بأشجار المشمش بين 80 - 100 % في الأشجار المزروعة وامتد على مساحة 651 هكتار لتبلغ كمية الإنتاج المتضرر 3030 طن.