أصبح الهاتف المحمول وهو أحد أهم أشكال التطور التكنولوجي الذي يميز عصرنا الحالي، من الضروريات الأساسية في حياتنا اليومية. ويمكننا القول إن الهاتف المحمول بات يعتبر في بعض الأحيان من بين أكثر الأدوات التكنولوجية أهمية، حيث إنه وفي كثير من الأحيان يكون من الصعب الاستغناء عنه في حياتنا اليومية. ولا يمكن أن تقتصر أهمية الهاتف المحمول فقط على حياتنا المهنية وأمور العمل،
بل إنه مهم وضروري أيضاً في حياتنا الاجتماعية وعلاقاتنا الخاصة مع الأقارب والأصدقاء. ويعتمد أشخاص كثيرون على التليفون المحمول في أعمالهم، أو حتى في حياتهم العادية؛ لأنه أصبح يسهل الكثير من الأمور عليهم ويوفر الكثير من الوقت. وباتت أجهزة التليفون تنتشر وبشكل كبير بين أغلبية الناس، ومن المفترض أن يكون دورها الأساسي هو تسهيل عملية إبلاغ الأمور المهمة فوراً لهؤلاء الأشخاص أو اتخاذ القرارات الفورية فيما يتعلق بالجانب المهني أو الاطمئنان على بعضهم البعض في أي وقت يحتاجون إليه على صعيد حياتهم الشخصية. وبما أن الهاتف المحمول أصبح جزءاً مهماً ولا يمكن الاستغناء عنه في حياتنا وفي تواصلنا مع الآخرين فإن استخدامه يستوجب بعض الآداب واللياقة وذلك لضمان حسن التواصل مع الآخر. وهناك أمور معينة يجب أخذها في الاعتبار عند استخدامه لتجنب إزعاج الآخرين، والتي تدل في الوقت ذاته على الرقي واحترام الذات. وأشار اختصاصيو حسن التصرف والإتيكيت إلى أن استخدام الهاتف المحمول يتطلب نوعاً من"الاتيكيت"الذي يجب علينا جميعاً حسن إتقانه، أي هناك قواعد يجب مراعاتها عند استخدامه. إذ إنه ومع ازدياد الاهتمام بالسلوك المتحضر للإنسان داخل مجتمعه، أصبح هناك نظرة مهمة حول ايتيكيت التكنولوجيا المعاصرة أيضاً مثل الهاتف المحمول والإنترنت وغيرها. وأشار اختصاصيو حسن التصرف والاتيكيت إلى أهم الآداب التي يجب مراعاتها أثناء استخدامه في المنزل وفي العمل وفي كل المناسبات التي تغزو مجتمعنا اليوم.
الخصوصية
السبب الرئيسي وراء اختراع التليفون المحمول هو ضمان سير الأعمال المهمة على ما يرام في الوقت المناسب لها، لأن في بعض الأعمال ينبغي اتخاذ قرارات فورية وحازمة لا تتطلب أي تأجيل. وبما أن أي معلومة تتصل بالأعمال، مهمة، فيجب أن تحاط بشيء من السرية أو الخصوصية. ومن الضروري أن نتذكر دائماً أن شعار التليفون المحمول هو"خير الكلام ما قل ودل"لإبلاغ الأمور المهمة بإيجاز، فهو غير مخصص لإدارة شؤون المنزل أو الأسرة أو الشجار في أمور العمل.
المسافة والبعد
لأي شخص منا حيز شخصي خاص به وهو المكان الذي يشغله، وهذا الحيز لابد من أن يضمن للإنسان الإحساس بالأمان والهدوء وخاصة في الأماكن المزدحمة. وعندما يتجاوز شخص حدود منطقته هذه ليخترق ملكية الآخرين فسوف يصيبهم بعدم الراحة ويتجاهل الحيز الشخصي لهم. ومن الأفضل أن لا تتحدث عن أمورك الشخصية أو مشكلاتك في الساحات والأماكن العامة والطرقات، وفي حال كنت مضطراً لذلك اختر رقعة من الأرض تكون فيها وحدك، فليس من اللائق إظهار أخبارك وانفعالاتك ومشاعرك أمام الغرباء فتصيبهم بعدم الارتياح والإحراج. وإذا كنت مع مجموعة من الأصدقاء أو خلال الزيارات والمجالس أو في المستشفيات فيفضل أن تستأذن من الحاضرين قبل الرد على هاتفك المحمول على ألا تتعدى المكالمة بضع ثوانٍ، وإلا فيجب أن تخرج من المجموعة كي لا تزعجهم فتسكتهم مثلاً أو تشوش عليهم بينما هم يتحدثون.
الأماكن العامة
هناك بعض الأماكن التي يجب أن تعرف تماماً كيف تتعامل فيها مع الهاتف المحمول حيث إنك من غير المنطقي أن تتعامل مع اتصالاتك الهاتفية بنفس الطريقة في جميع الأماكن التي تتواجد فيها. وإذا كنت على سبيل المثال عند الطبيب مرافقاً أحد أفراد عائلتك أي إنك لست أنت المريض وجاءك اتصال على هاتفك المحمول فيفضل إما أن تضعه صامتاً إلى حين الانتهاء وإما أن تستأذن وتخرج من الغرفة للرد على الهاتف. كما أنه من الضروري للغاية أن تقفل المحمول في أماكن دور العبادة والأماكن المقدسة، واجتماعات العمل، وأيضاً داخل صفوف التعليم إن كان في المدرسة أو في الجامعة، وذلك من قبل الجميع طلاباً وأساتذة. أما في حال كنت تنتظر مكالمة مهمة ولا يمكنك إقفال الهاتف فيجب مراعاة استخدام الذبذبات بدلاً من الرنين أي تضعه في وضع"الصامت" وخاصة أثناء الاجتماعات والأعمال المهمة أو في وجود شخص مريض أو نائم.
نبرة الصوت
من أهم الأمور التي يجب أن تراعيها عند التحدث على الهاتف النقال هو نبرة الصوت التي تتحدث بها. وأشار اختصاصيو حسن التصرف والإتيكيت إلى أن وتيرة صوتك يجب أن تكون معتدلة وهادئة؛ لأن الصوت الهادئ يشير إلى الثقة بالنفس والقدرة على السيطرة على الوضع بالإضافة إلى أنه من الضروري أن تتجنب النقاشات؛ لأن مهمة الهاتف ليست للنقاش أو الشجار. كما ينبغي أن تكون نبرة صوت الشخص المتحدث، وصوت التليفون نفسه هادئة لا تسبب إزعاجاً لغيره. وأوضح الاختصاصيون أن التليفون النقال له ميكروفون حساس قادر على نقل الأصوات الهامسة وليست المنخفضة فقط. فحاول أن لا تتحدث على الهاتف داخل المصعد الكهربائي، وإذا رن هاتفك المحمول فجأة فاخفض صوته حتى تخرج من المصعد وترد على المتصل.
مراعاة الأمان
وجد الهاتف المحمول ليسهل علينا العديد من الأمور في حياتنا ولذلك يجب أن نحاول قدر الإمكان أن لا ندعه يكون مصدراً للحوادث المؤلمة والتي يكون من الممكن تجنبها. وأكد الاختصاصيون أنه ينبغي الحد من استخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة قدر الإمكان والتركيز على الطريق للمحافظة على حياتك وحياة من معك في السيارة. كما أنه على الأغلب في حال كنت تحدثت على الهاتف أثناء قيادة السيارة فإنه لن يصعب عليك التركيز على الطريق فقط، بل إنك لن تركز أيضاً مع الشخص الذي تتكلم معه. وفي حال كنت مضطراً لأن تتحدث على الهاتف المحمول في السيارة يمكنك أن تركن السيارة جانب الطريق وتتحدث. أما في حال أتتك مكالمة مهمة ومستعجلة ولم يكن بإمكانك أن تركن السيارة فإن الحل يكون باستخدام السماعات المخصصة لذلك.
التعامل المناسب
ومن ذوقيات الهاتف المحمول أنه إذا تلقيت رسالة نصية sms من أحد معارفك سواء كان شخصاً قريباً أم صديقاً مقرباً أم حتى زميل عمل بمناسبة الأعياد أو غيرها من المناسبات، أن ترد عليه بالمثل أو بإمكانك الاتصال به إذا كان شخصاً حميماً. كما أنه من الضروري للغاية أن لا ترد على الاتصالات التي تأتي على هواتف الآخرين إلا إذا طلبوا هم منك ذلك. ومن غير اللائق أن يقوم من يتلقى اتصالاً من صديق بوضع هاتفه على مكبر الصوت من دون علم المتصل، وإذا أراد أن يفعل ذلك طلباً من أصدقاء أو أقرباء مشتركين، فليستأذن من المتصل به أولاً ويعلمه بالأمر.
http://www.baladnaonline.net/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=14315&Itemid=75
|