حين تدخلين إلى عالم البلوغ هذا يعني أنّكِ أصبحتِ (إمرأة).. هذا شيء يدعو للفخر.. وللسعادة أيضاً.
ماذا هناك؟
جسدُ الفتاة يختلفُ عن جسد الفتى في سرعة النموّ كما يختلفُ في مظهره ووظائفه.. أنتِ تنضجين جسدياً أسرع منه..
أن تسبقي أخاك في النمو، أي أي أن تصبحي مسؤولة أمام الله قبله.. تلك (ميزة)، فالسبق في الطاعات والعبادات سبقٌ مشرّف.
أمّا لماذا لم يساوِ الله تعالى بينكما في البلوغ (النضج الجسديّ) فتلك هي حكمتهُ، والحكيم عادةً لا يفعل شيئاً إلّا وهو ناطق بالحكمة والجمال.. عرفنا تلك الحكمة أم لم نعرفها.. إنّها سنّة التكوين.
بعضُ الباحثين أجاب عن سؤال: لماذا تصل الأناث إلى البلوغ الشرعي قبل الذكور في الدين الإسلاميّ؟ ولماذا يكلّفن بالواجبات الدينية قبلهم؟ ولماذا يحصلن على حقوقهنّ الإجتماعية قبلهم؟
ولتلخيص الإجابة وتسهيل توضيحها، نضعها على شكل نقاط:
1- البلوغ الشرعي للأناث يقوم على أساس الصلاحية الطبيعية، أي الإنسجام بين قوانين التشريع وضوابط التكوين.
2- يعتقد العلماء أنّ بدء الكلام عند الطفل يعني بداية النشاطات النفسيّة وتحرك جهاز الفكر لديه، حتّى أنّ عالِم النفس الشهير (واطسون) رائد المدرسة السلوكية يرى أنّ اللغة والفكر شيء واحد، فأنتِ حينما تفكّرين تتكلّمين.. والطفل عندما يتكلّم تزداد قدراته الفكرية بشكل مثير، وطالما أنّ الأناث يبدأن بالكلام قبل الذكور، فإنّ جهاز الفكر لديهنّ ينشط قبل الذكور.. وتظهر لديهنّ قوّة الإدراك بشكل مبكر.
3- الفتيات يتقدّمن أيضاً في مجال المعلومات والذكاء الإجتماعي، والحفظ، على الفتيان.
4- تتقدّم الفتيات كذلك في مجال الذوق والتعاليم الدينية، وظهور الاستعدادات فيهنّ لتحمّل عبء المسؤولية الدينية والقانونية بصورة أسرع.
5- نمو القسم الخلفي للمخ – الذي هو مركز العواطف والأحاسيس – لدى الفتيات أكثر من الفتيان.
6- النمو الفكري والعقلي يسمو بالإنسان ويدفعه نحو القيم الإنسانية، ويمنحه صلاحية الحرّية والاستقلال، وبما أنّ الفتيات يصلن إلى هذه المرحلة قبل الفتيان، فقد حمّلهنّ المشرِّع الإسلامي المسؤولية وكلّفهنّ بأداء الفرائض في سنّ أسبق من الذكور كي يصلن إلى النمو والتطوّر المعنويّ وبلوغ الكمال الإنساني عن طريق الالتزام بالتعاليم الإلهيّة والحصول على الإستقلال القانوني في الشؤون المالية وغيرها من الحقوق الإجتماعية.