كيف جعلتني اعشقك حبيبتي

جلست في غرفتها تطل على النافذة المطلة على المزرعة تتامل الفلاحين وهم يهتمون بالزرع والنباتات , سمعت الباب يطرق –ادخل , دخلت الخادمة وهي تقول
-انسة فلورنس السيد كلاوديو يود رؤيتك
-حسنا انا قادمة ( ياترى ماذا يود ابي مني )
خرجت من الغرفة وتوجهت الى مكتب طرقت الباب بخفة – ادخل-
دخلت ووجدت اباها جالسا على الكرسي مستديرا جهة النافذة اقتربت بهدوء واغمضت عينيه وهو يقول
-توقفي ايتها المشاغبة الن تكبري لقد قاربت سن 20وانت تلعبين كفتاة في 10 من عمرها
ضحكت رغم انها كانت تحاول اخفاء تلك الضحكة
– انا لست طفلة انا فتاة خطيرة لا تتحرك والا اذيتك
ضحك وقام بنزع يديها من على عينيه وقال
- كيف حالك صغيرتي
- ابي لقد اشتقت اليك كثيرا , انت دائما مشغول دائما اعمال , الا يوجد لديك وقت لابنتك الصغيرة ؟
قال :- حسنا حبيبتي اليوم يوم اخذت اجازة وساظل معك حتى المساء
فرحت كثيرا فابوها لم يجلس معها منذ مدة
- صحيح؟ هذا جيد , اذا ماذا سنفعل الان؟
اتريدين الخروج مع ابيك الى المزرعة, صراحة ان اشتقت لهواء المزرعة
والورود التي مازالت تطور براعمها والى الخضر التي تنمو لتصبح اكبر واكبر
- حسنا ابي لا اظن انك تريد ان تصبح شاعرا امام ابنتك هههههه
خرجا من الغرفة توتجها الى الباب الخارجي , كانت تمسك بابيها وتتشبث بكتفه وهو لا يعترض ابدا
كان يتاملها وهي تلعب مع الغنم تارة وتلتفت اليه اخرى لتزف اليه ابتسامة يبادلها هو باخرى ,
فجاة راى زهرة ياسمين قطفها واخذ يقترب منها حتى وصل اليها فوضعها على شعرها
وابتسمت وقبلته فقال لها مازحا :- لن اسمح لاحد بان يتزوجك ابدا
- حسنا انا ساكتفي بالبقاء معك لانك كل شيء بالنسبة لي
- لكنك ستغادرين الى المدينة لتدرسي ولن يبقى لديك وقت لوالدك
- الا تريد ان تفتخر بابنتك اما الناس , الا تريد ان يخبرك الناس كم هم يحسدونك لانه لديك ابنة مثلي
ضحك وقال - يالك من شقية حسنا انا اريد هذا, ولكن هل انت راضية لانك ستدرسين تجارة
فانا اعلم كم انت موهوبة وتحبين الرسم
- لا يا ابي انا راضية اريد فقط ان اراك سعيد وان احمل عن كاهلك بعض من حملك الثقيل
اريد ان اساعدك في الشركة
- انا حقا محظوظ لانك ابنتي
- وانا محظوظة لانك ابي...
....................
بعد الجولة التي دامت ساعة كاملة عادا الى المنزل دخل ابوها غرفته التي يبقى فيها معظم وقته
اما هي دخلت غرفتها وهي تفكر في المدينة وكيف ستكون , فجاة بدات معدتها تصدر اصواتا تدل على شدة جوعها ضحكت ونادت على الخادمة
- ازمرالدا ؟؟...
فتح الباب لتدخل ازمرالدا - نعم انستي هل ناديتني
- ازمرلدا النجدة معدتي تكاد تخرج من بطني من شدة جوعي
- لن تتغيري ابدا ...ماذا تريدين ان احضر لك مازال على وقت العشاء 3 ساعات
- كالعادة طعامي المفضل صندويش الخضر
- حسنا انستي
كانت ستخرج من الغرفة لكن فلورنس نادتها وقالت لها :- الن تتوقفي عن مناداتي بانستي
- اسفة آنـ....آه فلورنس , واقفلت الباب وهي تبتسم
اما فلورنس فقد اخذت حماما سريعا قضته وهي تغني تارة واخرى تفكر كيف ستعيش بعيدا عن والدها وجدتها وازمرلدا التي هي بمثابة شقيقتها الكبرى
خرجت بعدها وجففت شعرها ولبست فستانا وردي اللون يصل الى مافوق الكعب
خرجت بعد هذا واتجهت الى المطبخ وجدت صندويشها على الطاولة وقالت وهي تاكل
- ازمرلدا ؟
-نعم انستي
-لقد كنت معنا مذ كنت صغيرة الم يزرنا عمي ابدا
- بلى لكن بعد ان توفيت زوجته اصبح انطوائيا فلم يعد يزور احدا , اعتقد انه مل من هذه الحياة ففضل الانغماس في عالم الوحدة
- يا الهي كيف ساسكن معه وحدنا
- هههه ضحكت ازمرلدا وقالت - لا تخافي فهو انسان حباب ولديه خدم كثيرون وستجدين من هي افضل مني
- هل تمزحين لا احد مثلك
تعالت ضحكاتهما لتصل الى كلاوديو الذي كان نازلا من غرفته التي كانت في الطابق العلوي
اتجه الى المطبخ وقال - لمن هذه الضحكات الجميلة
- ابي انها تقول بان منزل عمي فيه خدم احسن منها, وان عمي انسان حباب لكنني لا اتذكر ان كان يزورنا,
هل اثر عليه وفاة زوجته الى هذا الحد؟
قال بعد ان صمت برهة :- في الحقيقة اخي جورج لم يكن هكذا لكن بعد وفاة كلارا فضل العزلة والعيش وحيدا
وابنه مايكل يهتم بالاعمال في شركاته لانه يفضل البقاء في المنزل والعناية بحديقته الكبيرة
- اه حديقة ايضا كنت اظن ان المدينة خالية من هذه الاشياء فقط المباني
ضحك ابوها وقال - كنا نسكن انا وامك هناك قبل ان تولدي لكنه فضل ان يترك هذا البيت لنا من اجل ان ينسى لكنن متاكد انه لم ينسى
- حقا لم اكن اعلم هذا , ولديه ابن ايضا ؟
انا ذاهب الان لقد اتصلو من المكتب ساعود بعد ساعة
- الى اللقاء ابي
خرجت من المطبخ واتجهت نحو الشرفة تطل وتفكر في عمها وفي امها التي كانت تعيش هناك ياترى هل بقي شيء من امي في ذلك المنزل
تحولت افكارها الى ابن عمها الذي لم تعرف انه موجود في هذه الدنيا وقالت بهمس - مايكل- اسم جميل نفضت من راسها هذه الافكار
واتجهت الى غرفتها لتوظب حقائبها ولم تعلم ان القدر يقودها الى مكان لا يعرف البراءة والحب
الى عالم ستتعلم منه القسوة والجراة , عالم مليء بالكره والقسوة والالم
اخرجت صورة امها وقالت
- امي غدا ساغادر من اجل ان ادرس لاساعد والدي واتمنى ان ترضي عني (احبك امي )
سقطت دمعة من عينيها السوداوين الكبيرتين ونزلت على خدها الوردي مسحت المعة باناملها الرقيقة وابتسمت
بعدها وضعت صورة والدتها ووالدها في حقيبتها وخرجت من الغرفة متجهة الى التلفاز
فهو الوحيد الذي يملء فراغها او ازمرلدا
فجاة سمعت ازمرلدا صراخها واسرعت اليها
- مابك انستي
- انظري انه سيرجيو نجمي المفضل
- يا الهي ساعدني , سوف تزعجين جدتك
- اه جدتي لقد نسيت ان اذهب اليها اين هي ؟
- انها كالعادة في غرفتها
نهضت من على الكنبة واتجهت الى غرفة جدتها التي كانت في الطابق السفلي لان جدتها لا تستطيع صعود السلالم بسبب تقدم سنها
طرقت الباب
- ادخل , قالت جدتها
فتحت الباب بلطف وببطء وقالت
- جدتي حبيبتي الن تخرجي لنتكلم لقد اشتقت اليك وانت تحبسين نفسك في هذه الغرفة
- لقد كنت اتذكر جدك
- هههههه جدي ؟ ماذا ايتها العاشقة المراهقة امازلت تتذكرينه
- طبعا ولا يمكنني ان انساه ابدا
- كنت انوي ان اخبر ابي لنجعلك تتزوجين وانت تتذكرين جدي
ضربتها جدتها بخفة على راسها وقالت
- كفاك مزاحا واخبريني الا تستطيعين تاجيل سفرك لايام اخرى
- لا يجب ان استقر عند عمي اولا واتعرف على المدينة , وكما تعرفين انا لست سريعة الحفظ او الفهم
ضحكتا معا وبعدها قالت
- آآآآه جدتي ساشتاق اليك والى المنزل وابي وازمرلدا
- حبيبتي يجب ان تدرسي لتساعدي والدك فهو متعب وانت امله الوحيد
ومسحت على راس فلورنس كانما تباركها
قبلت فلورنس جدتها وخرجت من الغرفة وهي تتفقد كل زاوية من المنزل الذي ستغادره قريبا جدا تلمس كل مرة الاثاث كأنما تريد ان تحس به ويحس بها
وكانت ازمرالدا تراقبها بحزن وهي تمسح دمعة نزلت على خدها المجعد وقالت
- كيف ساقضي كل هذا الوقت وانت بعيدة عني ايتها المشاغبة
.................