قال شمس الدين بن البديري:
خيال سلمى عن الأجفان لم يغب ... وطيفها عن عياني غير محتجب
وذكرها أنس روحي وهي نائية ... والقلب ما زال عنها غيــــر منقلب
لم أصغ فيها للاح راح يعذلني ... ولا لواش خلي بات يلعــــب بـــــــي
عذابها في الهوى عذب ألذ به ... ومر هجرانها أحلى من الضــــــرب
فإن نأت أو دنت وجدي كما علمت ... تشيب فيه الليالي وهو لم يشب
دعها فأمر هوى المحبوب متبع ... وغير طاعته في الحب لم يجتـــب
وقال :
سقى طللا حلته سلمى معاهـــــــد ... وحياه من دمعي مذاب وجامـــد
فربع به سلمى مصيف ومربــــع ... وأرض نأت عنها قفاز جلامــــد
وحيث ثوت أرضاً فأعذب مـورد ... ولو كدرت منها علي المـــــوارد
رعى الله دهراً سالمتني صروفه ... وظلت لياليه بسلمى تساعـــــــد
وقد غفل الواشون عني ولم أزل ... ويقظان طرف البين عني راقـــد
وأيامنا بالقرب بيض أزاهـــــــر ... وأوقاتنا بالوصل خضر أمالـــــــد
وأرواحنا ممزوجة وقلوبنـــــــا ... ونحن كأنا في الحقيقة واحـــــــــد
وكم قد مرجنا في مروج صبابة ... ولم يطرد فينا من البين طــــــارد
نجر ذيول اللهو في قمص الهوى ... تلوح علينا للغرام شواهـــــــــد
ولم يخطر التفريق منا بخاطـــر ... ولم نحسب الأيام فينا تعانـــــــــد
فهل أنت يا سلمى وقد حكم الهوى ... كما كنت لي أم حاد بالقلب حائد
وهل ردنا باق وإلا تغيــــــــــرت ... على عادة الأيام منك العوائــــــــد
وهل محيت آثار رسم حديثنــــا ... وأنساك حفظ الود هذا التباعــــــــد