أبيات لابن نباتة تغنى بها إبراهيم الموصلي:
نفس عن الحب ما أغفت وما غفلت ... بأي ذنب وقاك الله قد قتلـــــــــــــــت
دعها ومدمعها الجاري لقد لقيـــــت ... ما قدمت من أسى قلبي وما عملـــت
أفديك من ناشط الأجفان في تلفــــي ... والسحر يوهم في أنها كسلــــــــــــت
وأوضح الحسن لو شاءت ذوائبـــه ... في الأفق وصل دجا الظلماء لاتصلت
معسل بنعاس في لواحظــــــــــــــه ... أما تراها إلى كل القلوب حلـــــــــــــت
من لي بألحاظ ظبي يدعي كســــلا ... وكم ثياب ضنى حاكت وكم غزلـــــــت
وحمرة فوق خديه ومرشفــــــــــه ... هذي محاسنها تزهو وذي ذبلـــــــــــت
أما كفاني تكحيل الجفون أســـــى ... حتى المراشف منه باللمى كحلـــــــــت
أستودع الله أعطافاً شوت كبـــدي ... وكلما رمت تخديد الوصال قلــــــــــت
ومهجة لي كم ألقت بمسمعهـــــــا ... إلى الملام ولا والله ما قبلــــــــــــــــت
وقال الفاضل:
شرخ الشباب بحبكم أفنيته ... والعمر في كلف بكم قضيته
وأنا الذي لو مر بي من نحوكم ... داع وكنت بحفرتي لبيته
كيف التعرض للسلو وحبكم ... حب بأيام الشباب شريته
لله داء في الفؤاد أجنه ... يزداد نكساً كلما دوايته
قالوا حبيبك في التجنى مسرف ... قاس على العشاق قلت فديته
أأروم من كلفي عليه تخلصاً ... لا والذي بطحاء مكة بيته
ولو استطعت بكل اسم في الورى ... من لذة الذكرى به سميته
ووقال اللشيخ بدر الدين الدماميني:
سل سيفاً من الجفون صقيلا ... مذ تصدى جلاه رحت قتيلا
صح عن جفنه حديث فتور ... وهو ما زال من قديم عليلا
مر أبدى لنا من الخصر ردفاً ... فأرانا مع الخفيف ثقيلا
ذو قوام كأنه الغصن لكن ... بالهوى نحو وصلنا لن يميلا
كامل الحسن وافر ظل وجدي ... فيه يا عاذلي مديدا طويلا
فاتك الجفن ذو جمال كثير ... أتلف العاشقين إلا قليلا
قلت إذ لاح طرفه ولماه ... فاتر اللحظ بكرة وأصيلا
كيف حالي وهل لصب إليه ... من سبيل فقال لي سل سبيلا
وقال آخر:
لو أن قلبك لي يرق ويرحم ... ما بت من ألم الجوى أتألم
ومن العجائب أنني لا سهم لي ... من ناظريك وفي فؤادي أسهم
يا جامع الضدين في وجناته ... ماء يرق عليه نار تضرم
عجبي لطرفك وهو ماض لم يزل ... فعلام يكسر عندما تتكلم
ومن المروءة إن تواصل مدنفاً ... والدهر سمح والحوادث نوم
وقال آخر:
تصدق بوعد إن دمعي سائل ... وزود فؤادي نظرة فهو راحل
فخدك موجود به التبر دائماً ... وحسنك معدوم لديه المماثل
أيا قمراً من شمس طلعة وجهه ... وظل عذاريه الدجا والأصائل