ملايى جزري (1570-1640)
هركول آزيزان
كانت لهُ ضفائر تصلُ إلى مستوى أذنيه
الترجمة عن الكردية: عبدالرحمن عفيف المُلاّ واحدٌ من شعراء وعلماء كوردستان الكبار ذوي الصدى والصيت. كان اسمُهُ أحمد نيشاني. لكنّه مُلقّبٌ ومعروفٌ باسم ملايى جزري. ولد المُلاّ في الجزيرة بمشيئة الله. دراستُه الأولى كانت في الجزيرة أيضاً. بعدئذ رحل بغية الدراسة إلى العراق، سورية، مصر وبلاد العجم.
كان شاعر أمير الجزيرة. لكنّهُ غضبَ وانزعج منه أحد المرّات وذهب إلى ديار بكر.
أمضى هناك مدّة لابأس بها، كتبَ جزءاً من أشعاره في ديار بكر. لكنّه بعدئذ رجع ثانية إلى الجزيرة. أمضى سنواته في موطن ولادته.
كانت قامة المُلاّ ليست بالطويلة أو بالقصيرة، لكنّها كانت متوسطة. وجههُ كان أبيض وأحمر. عيناه وحاجباه كانت سوداء. لحيتُهُ كانت خفيفة. كانت لهُ ضفائر تصلُ إلى مستوى أذنيه. شعرُهُ، لحيتُهُ وضفائرُهُ كانت ممشّطة على الدوام. جبهتُهُ واسعة، رقبتُهُ طويلة.
كانت مشيتُهُ في استعجال. يسترُ رأسهُ بغطاء، ويلفّه بآخر. وفي رجليه يضعُ حذاء أحمر اللون. يحملُ عباءة. كان على الغالب ضاحك الوجه. متلائماً مع محيطه، مسالماً لا يؤذي أي أحد.
في الجزيرة انتقل المُلاّ إلى رحمة الله. وهو مدفونٌ في حارة تور في المدرسة الحمراء. قبرُ المُلاّ مزارٌ، الكثيرُ من الناس يعرفون ويقدّرون مقامه.
فقهاء كوردستان يأخذون ديوانه معهم أنّا ذهبوا. يحفظون بعضاً من أبياته ويقرأون قصائده في الملتقيات.
قبرُ المُلاّ كان قد شيّد بجودة، لكن في الأيام الأخيرة فقد خرّبوا قبرهُ. الجند الأتراك كسّروا جوانبهُ وأخذوا الحجارة لصنع مواقد لهم.
لقد طُبع ديوان المُلاّ في برلين واستنبول. بين أيدي الناس هناك الكثيرُ من النسخ المخطوطة. فيما عدا لغته الأم كان المُلاّ يتقنُ الفارسية، العربية والتركيّة أيضاً.
تخرّج الكثيرُ من الفقهاء في ظلّ علمه. كان الشاعر المعروف فقهِ طيران أيضاً من تلامذته.