زهرة زهرة المنتدى
المشاركات : 1572 العمر : 37 العمل/الترفيه : صناعة الحلويات المزاج : عاشقة لكوباني تاريخ التسجيل : 22/04/2010
| موضوع: الادب مع الله عز و جل الثلاثاء أغسطس 10, 2010 10:31 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد وعلى آله و صحبه اجمعين ......... أما بعد :
لننظر جميعا إلى نعم الله عز وجل علينا , لا شك أنها نعم لا تعد و لا تحصى , غمرتنا من ساعة أن حملتنا أمهاتنا إلى أن نلقى ربنا , فعندما نحس بهذه النعم العظيمة من الله سبحانه و تعالى ، نشعر بعظمة الله سبحانه و تعالى , و نتأدب مع الله بالأدب الذي يلق به رب البرايا .
و أول أدب نتأدب به مع الله سبحانه و تعالى هو شكر نعمه سبحانه و تعالى , إذ ليس من الأدب في شئ كفران النعم و جحود فضل المنعم جل و علا و التنكر لإحسانه و الله سبحانه و تعالى يقول { و ما بكم من نعمة فمن الله } و يقول أيضا { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } فيجب على المسلم أن يسخر لسانه و جوارحه بحمد الله سبحانه و تعالى و الثناء عليه و طاعته فيما أمر فهذا شكر لله سبحانه وتعالى و أدب مع الله سبحانه و تعالى .
ثانيا : أن يعلم أن الله ناظر إليه و مراقبه فيمتلئ قلبه مهابة لله منه و نفسه وقارا و تعظيما له فيستحي أن يراه ربه على معصية أو شئ يكرهه سبحانه و تعالى , و هذا من الأدب مع الله سبحانه و تعالى إذ ليس من الأدب في شئ أن يجاهر ربه بالمعاصي و هو يشهده و ينظر إليه , يقول سبحانه { ما لكم لا ترجون لله وقارا } و يقول سبحانه { و الله يعلم ما تسرون و ما تعلنون } .
ثالثا : أن ينطرح ذليلا بين يدي الله و أن يعلم أنه لا حول ولا قوة له و أن الحول و القوة لله جميعا , فينظر إلى الله و قد قدر عليه و أخذ بناصيته و أنه لا مفر له و لا ملجأ و لا منجا من الله إلا إليه , يقول سبحانه و تعالى : { ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين } .
رابعا : أن لا ييأس من رحمة الله و يطمع بها , فينظر إلى إلطاف الله به في جميع أموره و إلى رحمة الله الواسعة , فيتضرع إليه بالدعاء و الضراعة و يتوسل إليه بطيب القول و صالح الأعمال , فيكون هذا أدبا منه مع مولاه , إذ ليس من الأدب في شئ أن ييأس من رحمة وسعت كل شئ , و لا القنوط من إحسان عمّ البرايا , قال تعالى : { و لا تيأسوا من روح الله { و قال تعالى : } و لا تقنطوا من رحمة الله } .
خامسا : أن يتقي الله و لا يعصيه عندما يرى قوة الله و بطشه و إنتقامه فليس من الأدب بمكان أن يتعرض بالمعصية , العبد الضعيف العاجز للرب العزيز القادر , قال تعالى : { و إذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له و مالهم من دونه من وال } و قال أيضا : { إن بطش ربك لشديد { و قال أيضا } و الله عزيز ذو إنتقام } . سادسا : إحسان الظن بالله , فعندما يطيع الله جل و علا و يتبع شرعه , يستشعر كأن وعد الله قد صدق له و رضاه قد خلع عليه و أما إن خرج عن طاعة ربه و عصاه , فيستشعر كأن وعيد الله قد تناوله و عقابه قد حل بساحته , إذ ليس من الأدب أن يسيئ المرء الظن بربه فيعصيه و يخرج عن طاعته و يظن أن الله غير مطّلع عليه و الله سبحانه يقول : { و لكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون } كما أنه ليس من الأدب مع الله أن يظن أن الله لا يجزيه شئ عن طاعته له و تقواه له و هو عز و جل يقول { و من يطع الله و رسوله و يخش الله و يتقه فأولئك هم الفائزون }
و خلاصة القول أن شكر المسلم ربه على نعمه و حياءه منه عن الميل إلى معصيته , و صدق الإنابة إليه , و التوكل عليه و الخوف من نقمه سبحانه و تعالى , هو الأدب مع الله سبحانه و تعالى و بقدر تمسكه بأدبه مع ربه جل و علا , تعلو درجته و يعلو مقامه و تسموا مكانته و تعظم كرامته , فيصبح من أهل ولاية الله و رعايته و هذا أقصى ما يطلبه المؤمن و يتمناه . و أخيرا نسأل الله سبحانه و تعالى أن يرزقنا ولايته و لا يحرمنا رعايته و يجعلنا من المقربين إليه سبحانه إنه على كل شئ قدير .
وصلّي اللهم على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين __________________
| |
|