إنني أكرر عاداتي البالية ذاتها كل يوم، وخصوصاً عادة التدخين الحقيرة... حاولتُ كثيراً أن أتخلى عنها ولم أنجح أبداً... فما هو السبيل لهذا الأمر المستحيل؟لا عليك... الأمر ليس صعباً...
لكن العادات، مثل عادة التدخين، لا يمكن التخلّي عنها بهذه الطريقة التي تحاول القيام بها... لأنها هكذا ستصبح أقوى وأعند.
كلما صارعتها أكثر، ستعطيها طاقة أكبر، لأن صراعك بحد ذاته فيه اعتراف بأن هذه العادات قوية ومتمكّنة...
ومرة بعد مرة ستُهزم أمامها، فتصبح أقل ثقة بنفسك.
ستعرف مسبقاً قبل كل محاولة أنك ستخسر... وتقع في لعبة انهزامية متكررة.
انسَ كل ما يتعلق بأمر التدخين
عندما تشعر بأنك ستدخن دخّن... وعندما لا تشعر بأنك ستدخن فلا تدخّن... لكن لا تجعلها قضية عظيمة.
لا تصنع ضجة كبيرة حول موضوع بسيط، لأنك ببساطة تقوم ببعض الغباء فحسب، لا بخطيئة ولا جريمة عظيمة.
استنشاق الدخان ونفخه شيء غبي ليس إلا... لذلك لا تجعله مهماً جداً.
لا تسمح له باستحواذك أو بصنع الهواجس لك، في الحياة أشياء أعظم بكثير لكي تفكر وتتأمل بها...
هناك ملايين الناس الذين لا يدخنون، فماذا في ذلك؟
لم يصلوا إلى الجنة ولم يصلوا إلى السعادة الأبدية...
الجنة ليست رخيصة لدرجة أنك برميك لباكيت السجائر أو بكسرك للأرجيلة ستحصل عليها!
أنت تصنع من الحبة قبّة...
لا تسمّي عادة التدخين بـ"الحقيرة"، لأن هذه الكلمة أو غيرها من الشتائم محمّلة بكثير من العواطف... وغضبك هذا يدل على أنك ستُهزم.
أنت خائف مسبقاً، ولهذا تقول عنها "حقيرة".... تصارعها وتدينها باستمرار، لكن كل هذه الإدانة ستنعكس عليك.
في اليوم التالي ستصبح أنت "حقيراً"، لأنك الآن تقوم بشيء قد نكرته وأدنته، لهذا ستقوم بإدانة نفسك.
ستشعر أنك قبيح... وبدخول إدانة الذات فيك سيصبح من الصعب جداً الوصول إلى
قمم أعلى من الوعي، لأنك بإدانتك لذاتك لن تستطيع حتى تصديق أن شيئاً جيداً
سيحصل لك ويرفعك.
ترك عادة التدخين لا علاقة له أبداً بالدّين ولا بأي روحانية...
إذا اختفى إدمانك وطلبك للتدخين سيكون أمراً جيداً... لكن لا تعتقد أنك
قمتَ بعمل عظيم، وصار لك فضل على العالم أو على الله: "انظر إلي يا الله،
إنني لم أعد أدخن!"
إذا دخنتَ أم لم تدخن فلا يوجد أي شيء له معنى، وهذا ما أعنيه عندما قلتُ انسَ أمره.
فجأة في يوم من الأيام سترى أن التدخين اختفى من حياتك، لأنه عندما تخرج منه الأهميةُ يموت من تلقاء ذاته.
أنت تعطيه قدراً كبيراً من الأهمية والاهتمام والانهمام وتستمر بتغذيته...
السيجارة لا تتعلق بك، بل أنت من يتعلق بها، لذا استرخي فحسب...