1) كرات الدم الحمراء ("Red Blood Corpuscles "Erythrocytes ): وهي عبارة عن خلايا مستديرة، مقعرة الوجهين، يبلغ قطرها من 7 إلى 8 ميكرون، وتفتقر كرات الدم الحمراء- على الرغم من تصنيفها كخلايا- إلى النواة؛ لذا أطلق عليها مصطلح كرات (Corpuscles).
وتتكون كرات الدم الحمراء، أثناء تكوين الجنين، في الطحال، والكبد، والعقد الليمفاوية. أما بعد الولادة، فتتكون في نخاع العظم .
ثم تغادره عقب اكتمال نضجها وتخصصها، ولهذا السبب لا تنقسم كرات الدم الحمراء، ويكون مصيرها الموت خلال 120-150 يوماً. ويقدر العلماء أن قرابة عشرة ملايين كرة حمراء تتحطم في الثانية الواحدة، إلا أن نخاع العظام يعوض هذا الفقد. ويتوقف عدد كرات الدم الحمراء في الإنسان على عدة عوامل، منها: العمر، والجنس، والحالة الصحية، وارتفاع المكان الذي يعيش فيه الإنسان عن سطح البحر. وفي المعدل يبلغ عددها قرابة 5.4 مليون كرة/سم3 من الدم. ويقل هذا العدد في الإناث، فيكون 4.7 مليون كرة/ سم3.
وكرات الدم الحمراء مُترعة بمادة حمراء تسمى الهيموجلوبين (Hemoglobin) أكسبت الدم لونه الأحمر القاني، وأمدت خلايا الجسم بالحياة. وتتكون هذه المادة من جزئيات بروتين يسمى الجلوبين (Globin)، يربط بينها جزيء من عنصر الحديد(Heme)
فتصير مركباً قادراً على الاتحاد بكل من الأكسجين وثاني أكسيد الكربون إذا وجد أيهما بكثرة. فإذا وجد الأكسجين بكثرة على نحو ما يحدث في الرئة، قام الهيموجلوبين بطرد ثاني أكسيد الكربون والاتحاد بالأكسجين. أما إذا توفر غاز ثاني أكسيد الكربون الخارج من خلايا الجسم، لفظ الهيموجلوبين الأكسجين، واتحد بثاني أكسيد الكربون لكي يتخلص منه في الرئتين، ومنهما إلى خارج الجسم .
وجزيء الهيموجلوبين المتحد مع الأكسجين يسمى أوكسي هيموجلوبين، ويتميز بلونه الأحمر القاني وهو اللون المميز لدم الشرايين. أما الدم الخالي من الأكسجين، مثل الدم الموجود في الأوردة، فيميل إلى الزرقة.
وهناك بعض المواد مثل النيكوتين الموجود في السجائر، وبعض السموم الأخرى تعمل على تحويل مادة الهيموجلوبين إلى مادة الميتهيموجلوبين (Methemoglobin)، وهي مادة غير قادرة على الاتحاد بالأكسجين بنفس الكفاءة السابقة، الأمر الذي يؤدى إلى ضيق التنفس، ونقص في كمية الأكسجين الواصل إلى الخلايا، وبالتالي خلل في نشاطها الحيوي.
وإذا قل عدد كرات الدم الحمراء، أو قل تركيز الحديد بها، أو حدث نقص في الهيموجلوبين، قلت قدرة الدم على القيام بالتبادل الغازي، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة تكسير الغذاء وبناء الأنسجة الجديدة، ومن ثم إحساس بالضعف والهزال. ويطلق على هذه الحالة فقر دم (أنيميا) .
ويحتاج الجسم لتكوين كرات الدم الحمراء وما بها من هيموجلوبين إلى عنصر الحديد، الذي يعمل على ربط الأكسجين بجزيء الهيموجلوبين. ومن ثم يُعدُّ الحديد من العناصر الضرورية لجسم الإنسان. ويفقد الإنسان يومياً كميات قليلة من عنصر الحديد عن طريق البول والبراز، كما تفقده الإناث خلال الدورة الشهرية؛ ولذلك لابد من تعويض الحديد المفقود عن طريق تناول الأغذية الغنية به، مثل: الكبد، واللحوم، والسبانخ. كما يحتاج الإنسان إلى عديد من الفيتامينات الأخرى، مثل: حمض الفوليك، وفيتامين (B12) الضروريين لصحة وسلامة نخاع العظم، وزيادة قدرته على تكوين كرات دم حمراء جديدة.