ويسمى علم التصنيف Taxonomy، وهو لفظ مشتق من اليونانيـة، مكونٌ من كلمتين:Taxis وتعني ترتيب، وNomos وتعني قانون. وهو علمٌ يهتم بترتيب الكائنات المختلفة على أساس طبقي. فتندمج كل مجموعة أو أكثر من المجموعات الدنيا، في مجموعة واحدة من المستوى الأعلى، الذي تندمج مجموعاته أيضاً بالطريقة نفسها في المستوى الذي يعلوه وهكذا. ويبدأ هذا التسلسل الطبقي من الوحدات التصنيفية الأساسية الموجودة عند القاعدة ـ وهي الأنواع ـ صاعداً نحو القمة، التي يُعبر عنها باسم العالم أو المملكةKingdom .وتبعاً لهذا التسلسل، فهناك سبع طبقات أو مرتبات أساسية، هي: النوع Species، الجنس Genus، الفصيلة (العائلة) Family، الرتبة Order، الطائفة Class، الشعبة Phylum، المملكة kingdom. ويمكن أن يُحدد الموضع النسبي لكل حيوان في المملكة وفقاً لهذا النظام الطبقي، تحديداً معتدل الدقة.
ومع التقدم العلمي والاكتشافات الحديثة في علم الوراثة، ظهرت الحاجة إلى تنظيمات أكثر دقة. وقد أمكن تحقيق ذلك عن طريق إدخال مرتبات إضافية، بين المرتبات الأساسية السبع السابق الإشارة إليها. وبذلك يكون هناك "فوق رتب"Superorder و" تحت رتب " أو " رُتيْبـات "Suborder و" فوق طوائف " Superclass و" تحت طوائف " أو " طويْئفيات " Subclass. كما استُخدم لفظ " قبيلة "Tribe بين الجنس والفصيلة.
ومع التقدم المذهل في علوم الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية ظهرت الحاجة الملحة إلى مزيد من التقسيمات الفرعية. وعموماً فالمرتبات المعترف بها حالياً، هي:
عالم، عويْلم، شُعبة، شُعيْبة، فوق طائَفة، طائَفة، طويْئفة، فيلق، فوق رتبة، رتبة، رتيبة، فوق فصيلة، فصيلة، تحت فصيلة أو فُصيلة، قبيلة، جنس، جُنيْس، فوق نوع، نوع، نُويْع.
وفي الطبعة العاشرة من كتاب " النظام الطبيعي "، طبّق العالم لينيوس نظام التسمية ذات الاسمين، للمرة الأولى، بكيفية ثابتة على الحيوانات. وطبقاً لهذا النظام أصبح الحيوان يعرف باسم الجنس Genus، واسم النوع Species، فمثلاً، الأسد والنمر وهما من فصيلة واحدة Family Felidae، وجنس واحد يطلق عليه جنس Panthera، ولكن الأسد يسمى Panthera leo، بينما يسمى النمر Panthera tigris.
وقد قسم علماء التصنيف المملكة الحيوانية إلى قسمين رئيسيين، هما:
عويلم بروتوزوا أو الأوليات Subkingdom Protozoa، ويضم الحيوانات ذات الخلية الواحدة.
عويلم ميتازوا أو الحيوانات متعددة الخلاياSubkingdom Metazoa. وهذا العويلم يضم عدة شعب، أهمها: شعبة الحبليات Phylum Chordata، وهي من أكبر شعب المملكة الحيوانية وأهمها، وتشمل بدورها أربع شعيبات، أهمها شعيبة الفقاريات Subphylum Vertebrata، التي تتميز أجسادها بوجود حبل شوكي، يمتد للأمام حتى منتصف المخ فقط. أمّا الفقاريات فيندرج تحتها فرعان أساسيان، هما:
أ. الفقاريات عديمة الفكوك، وهي التي ليس لها أطراف مزدوجة، كما أنّ لها عضو شم واحد Olfactory Organ.
ب. الفقاريات التي لها فَكان نشطان، وعضو شمٍ، وأطرافها مزدوجة. والمجموعة الأخيرة تضم خمس طوائف هي:
الأسماك Class Pisces. ( صور الاسماك)
البرمائيات Class Amphibia : وتعني كلمة Amphibia باللغة اليونانية الحياة المزدوجة، لأن Amphi تعني مزدوج، وbios تعني حياة. ويرجع أصل هذه التسمية إلى أن جميع أعضاء هذه الطائفة ومن أمثلتها الضفدع، (الشكل الرقم 4 )تبدأ حياتها يرقات تعيش في الماء وتتنفس عن طريق الخياشيم، ثم تتحول مع الوقت إلي حيوانات تعيش على الأرض وتتنفس عن طريق الرئة.
الزواحف Class Reptilia(الشكلان الرقم 5،والرقم 6 ).
الطيور Class Aves.
الثدييات Class Mammalia.
والثلاث طوائف الأخيرة، مع اختلافها ووجود مميزات خاصة لكل منها، يجمع بينها أن أجنتها تحاط بغشاء خاص يُسمى "الغشاء الأمنيوسي" Amnion، يمتلئ بسائل خاص يُسمى "السائل الأمنيوسي"Amniotic Fluid لحماية الجنين، من الصدمات التي قد يتعرض لها أثناء فترة التكوين. وإضافة إلى هذا الغشاء، فإن أجنة هذه المجموعة تحاط بغشاء خارجي آخر، يُسمى "الغشاء الألنتويسي" Allantois، يتكون من الجدار الخلفي للقناة الهضمية للجنين. والجزء من الغشاء الألنتويسي الذي يقع خارج جسم الجنين، يلقى أثناء الولادة إذ لا حاجة له، بينما تتكون المثانة البولية من الجزء الآخر من هذا الغشاء، الذي يقع داخل جسم الجنين.
وتتميز حيوانات هذه المجموعة برقبة، لا توجد في طائفة الأسماك أو البرمائيات. وتضم هذه الرقبة عدداً من الفقرات العنقية، كما أن لها أثني عشر زوجاً من الأعصاب الدماغية، بينما للأسماك والبرمائيات عشرة أزواج فقط. ويُقَسّم الفم في هذه المجموعة إمّا تقسيما كاملاً أو جزئياً، إلى ممر علوي للهواء، وآخر سفلي للطعام.
وفيما يخص طائفة الطيورClass Aves،(صور الطيور ) فهي تتميز بأنها فقاريات من ذات الدم الحار، فإن معظمها يتكيف للعيش في الهواء. ويُغطّي أجسامها ريش، يختلف في كثافته ولونه. وقد تحور الطرفان الأماميان إلى جناحين يساعدان في الطيران، ولكل منها عادة ثلاثة أصابع.
ويتحرك الجناحان بمساعدة عدد من العضلات الصدرية القوية. أمّا الطرفان الخلفيان، اللذان يتحرك بهما الطائر على الأرض، فمتصلان بالجسم في منطقة أمامية نسبياً، مقارنة بالحيوانات الأخرى، حتى يساعدا على حفظ توازن الطائر أثناء سيره على الأرض.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى لهذه الطيور ميزات خاصة، تساعدها على الطيران بخفة ورشاقة. فقد تبين، مثلاً، أن في عظامها فراغات هوائية، حتى تقلل من وزن الطائر الذي يحلق في الهواء متحدياً قوانين الجاذبية الأرضية. كما أن لها أكياساً هوائية متصلة بالجهاز التنفسي، تمتلئ بالهواء أثناء الطيران لتساعد الطائر على التحليق. وللطيور 14 فقرة عنقية، و5 فقرات صدرية، التحمت الثلاث الأمامية منها سوياً، و6 فقرات قطنية تلتحم في الجزء الأمامي مع الفقرة الصدرية الأخيرة، وفي الجزء الخلفي مع الفقرتين العجزيتين الأماميتين، والخمس فقرات الذيلية الأولى.
وطيور عالمنا اليوم ليس لها أسنان، وقد تحور الجزء الأمامي من جمجمتها العظمية إلى منقار عظمي، تغطيه من الخارج قرنية صلبة. وتنقسم طائفة الطيور إلى طويئفتين، تندرج تحت إحدى رتبها الطيور التي يكون ريشها مزوداً بخطاطيف دقيقة، مثل الصقور والدجاج والحمام والببغاء والبوم وغيرها.
أمّا طائفة الثدييات Class Mammalia ( صور الثدييات ) فتشتمل على الحيوانات الراقية، أي الأكثر تطوراً. وكلمة Mammalia مشتقة من الكلمة اللاتينية Mammae، التي تعنى "ثدي". ولذا تتميز هذه الطائفة بأنها ترضع صغارها. وللثدييات خاصية أخرى وهي أن أجسادها مغطاة بالشعر، وهذه الخاصية تُميز بها وحدها دون أي نوع آخر من الفقاريات. وحتى الحيتان والدلافين، وهي من الثدييات المائية، التي ينعدم تقريباً وجود شعر على أجسادها، نجد عندها بعض الشعيرات التي تُغطي منطقة المخطم.
والثدييات فقاريات من ذوات الدم الحار ـ مثلها في ذلك مثل الطيور ـ وحرارة أجسادها أعلى قليلاً من حرارة البيئة المحيطة. ولهذه الحيوانات جميعها زوجان من الأطراف، ما عدا بعض الثدييات المائية التي اختفت أطرافها الخلفية تماماً، أو تركت أثاراً طفيفة لوجودها لا تكاد تُرى خارج الجسم. وفي بعض الثدييات كالخفافيش، تحورت الأطراف الأمامية على هيئة أجنحة، ولكنها تختلف تماماً في تركيبها التشريحي عن أجنحة الطيور.
وتندرج تحت هذه الطائفة من الحيوانات ثلاث طويئفات، هي:
(1) الثدييات البيوضة أو وحيدة المسلك Monotremata، وهي تتكاثر عن طريق وضع البيض، ولكنها تُرضع صغارها ولها منقار يشبه منقار البط كما في خلد الماء، أو مدبب وطويل كما في آكل النمل الشوكي. وذكور هذه الحيوانات لها غدد سامة عند فخذها الخلفي وتخرج فضلاتها من خلال شوكة.
(2) الكيسيات أو الثدييات البعدية Marsupialia : في هذه المجموعة تولد الصغار في مرحلة جنينية مبكرة نوعاً، وتحميها أمها داخل كيس في منطقة البطن تعلوه مجموعة من الحلمات لتغذية الصغار. والكيسيات أيضاً وحيدة المسلك، ومنها الكانجارو والأَبوسوم.
(3) المشيميات أو الثدييات الأصيلة Eutheria : وأهم صفات هذه المجموعة وجود مشيمة تتغذى عن طريقها الأجنة داخل الرحم، حتى تولد تامة النمو. وتشتمل هذه الطويئفة على 9 رتب، هي:
| رتبة آكلات الحشرات Order Insectivora : ثدييات بدائية، أطرافها ذات مخالب ولها مخطم طويل، وأسنان كبيرة حادة لتلائم طبيعتها في التغذي على الحشرات، كالقنفذ والخلد. |
| رتبة الخفاشيات Order Chiroptera : وتشمل الثدييات الطائرة، مثل الخفاش آكل الفاكهة ، والخفاش آكل الحشرات ، وهو يختلف عن النوع الأول بأن له جهازاً يشبه الرادار يساعده على تحديد موقع الفريسة. |
| رتبة الرئيسيات Order Primates : وتتميز حيوانات هذه الرتبة بكبر حجم المخ وتعقيد تركيبه التشريحي، ولها أيادٍ قابضة في أطرافها الأمامية، مع وجود إبهام في اتجاه عكسي للأصابع المتحركة. وتشمل هذه الرتبة القرود والبابون، والميمون، والنسناس، ومجموعة الشمبانزي، والأورانج يوتان إنسان الغاب: ضرب من القردة العليا الشبيهة بالإنسان Orangutan، والغوريلا. |
| رتبة اللواحم أو آكلات اللحوم Order Carnivora : وهي ثدييات تتغذى على اللحوم، ولها مخالب قوية تمزق بها الفرائس، وأسنان حادة. ولها من القواطع ثلاثة في كل فك. والأطراف الأمامية والخلفية مزودة بما لا يقل عن أربعة أصابع، ولها مخالب إمّا متحركة قابلة للانكماش، أو غير متحركة. وتشتمل حيوانات هذه الرتبة على لاحمات أرضية، مثل: عائلة القطط الأسد ، والببر، والسبع الأمريكي، والنمر، والفهد، وعائلة الدببة وهي حيوانات ذات فراء سميك وذيل قصير وتمشي على بطن القدم وتتغذى على اللحوم، ومنها أنواع عدة، وعائلة الكلاب التي لها مخالب ثابتة، مثل الكلاب، والذئاب، والثعالب . |
| رتبة القيطسيات أو الثدييات المائية Order Cetacea : ليس لها أطراف خلفية، وقد تطورت أطرافها الأمامية إلى ما يشبه المجاديف. كما أن لها زعنفة ظهرية، وزعنفة ذيليه متعامدة عليها. والفقرات العنقية في هذه الحيوانات ملتحمة جميعها. وهي ليس لها أظافر، أو غدد جلدية، أو آذان خارجية. وتندرج تحت هذه الرتبة الحيتان والدلافين. |
| رتبة الخيلانيات Order Sirenia : وهي ثدييات مائية أيضاً، ولكنها تختلف عن المجموعة السابقة بعدم التحام فقراتها العنقية مثل عرائس البحر . |
| رتبة القوارض Order Rodentia : وهي ثدييات صغيرة، لها أسنان قارضة أزميلية الشكل تنمو طوال فترة الحياة، وليس لها أنياب، وتوجد مسافة خالية بين القواطع والضروس. ويندرج تحت هذه الرتبة: الأرانب ، والأرانب الجبلية، والفئران، والجرابيع. |
| رتبة عديمة الأسنان Order Edentata : تفتقر حيوانات هذه الرتبة إلى الأسنان، مع وجود لسان طويل لزج تستخدمه في التقاط الحشرات، ولها مخالب قوية طويلة حادة ذات أطراف مقوسة. ومن أفراد هذه الرتبة: آكل النمل الكسلان ، المدرع ذو الحراشيف الأرماديللو Armadillo . |
| رتبة ذوات الحافر Order Ungulata : أفراد هذه الرتبة من آكلي الأعشاب Herbivores، وتنقسم إلى رُتْيبتين أساسيتين: |