قد يتذكر الشخص حقيقة من الحقائق، ثم يكتشف فيما بعد، (أو يكتشف المصحح)، أن ما ذكره لا يطابق الواقع، وإن كان يشبهه، كما يحدث ذلك إذا أجاب طالب خطأ على سؤال تاريخي. فإذا سئل عن تاريخ الحملة الفرنسية على مصر وأجاب بـ 1897، بدلاً من 1798، فذلك دليل على أن الخطأ يرجع إلى عدم استكمال الذاكرة، فالطالب قد تذكر الأرقام المفردة بنجاح، لكنه في ترتيب الأرقام ترتيباً صحيحاً. ففي عملية التمييز يفرق الشخص بين الحقائق المتقاربة والمتشابهة.
وعموماً، يُعَرِّف علماء النفس التمييز في الذاكرة، بأنه الشعور بأن ما استرجعه الشخص يكون جزءاً معيناً من تجاربه السابقة، التي يرغب في تذكرها فعلاً. ومثال ذلك، ما يحدث للطالب في امتحان، كأن يسأل عن اسم حاكم المملكة العربية السعودية، الذي جاء بعد الملك عبد العزيز، فقد يسترجع الطالب اسم الملك سعود، وقد يسترجع اسم الملك فيصل، لشدة الصلة بين الاثنين، ولأن كليهما من أبناء الملك عبد العزيز، الذين تولوا الأمر من بعده.
فباسترجاع هذين الاسمين، يكون التذكر قد استوفى أصوله، أما عملية الذاكرة، فلم تصل بعد إلى مرحلتها النهائية، وهي الاسترجاع المعين المميز، وهذا لا يكون إلا إذا أرجعنا الحقيقة المذكورة إلى تاريخ زمني معين. فإذا تمعن الطالب في السؤال السابق، فسيجد أن المطلوب هو من تولى أمر المملكة في الفترة التي أعقبت وفاة الملك عبد العزيز مباشرة، فإذا تم ذلك، بأن ذكر الطالب بأن الحاكم المقصود، هو جلالة الملك سعود بن عبد العزيز، استكملت الذاكرة أصولها.
والمثال التالي يقرب معنى التمييز في الذاكرة. مثلاً، إذا كان هناك، شخص مرت عليه عبارة "مقاتل من الصحراء"، وكان قد تصفح الكتاب الذي يحمل هذا الاسم، فسيقوم أولاً بربط العبارة باسم الكتاب الذي رآه معروضاً على رف مكتبة من المكتبات، ثم يذكر اسم مؤلفه، وشكله المدونين على غلافه، ثم يذكر بعد ذلك موضوعه لأنه قلبه سريعاً. فيقول الشخص عند ذاك "إن مقاتل من الصحراء" هو كتاب ألفه الأمير خالد بن سلطان، وأن الموضوع الرئيسي لهذا الكتاب هو حرب الخليج. فإذا تم ذلك تكون عملية الذاكرة قد استوفت خطوة التمييز.
ومن هذا عَرَّف بعض علماء النفس الذاكرة على أنها "قبول حقيقة سابقة على أنها صحيحة ومعروفة، وذلك بإرجاعها إلى التاريخ والمكان الذي اكتسبها الشخص فيه". والشخص الذي سئل عن ما يعرفه عن "مقاتل من الصحراء"، لا شك أنه دار، في خَلَده عديد من الإجابات، واستعرضها واحدة بعد الأخرى، معتقداً، في كل حالة، بأنها الإجابة الصحيحة المقصودة. فإذا اختبرها، واكتشف قصورها، رفضها، واختار غيرها، حتى وصل إلى ما يتحقق صحته. فالشعور بالثقة في الإجابة، هو حالة لازمة في عملية التمييز. لهذا يُعَرِّف بعض العلماء التمييز في الذاكرة بأنه "شعور الثقة الذي يشيع في النفس عند قبول حقيقة من الحقائق".
تقوية الذاكرة
يطلق فن تقوية الذاكرة (Mnemonics) على الوسائل والطرائق المختلفة، التي نستخدمها لمعاونة العقل، على حفظ، وتذكر، المادة التي يصعب الإحاطة بها. فوسائل تقوية الذاكرة هي طرق اصطناعية، يستخدمها المتعلم قصداً، إذا رأى نفسه عاجزا عن تذكر ما سبق له تعلمه، كما يحدث في حفظ الكلمات الأجنبية، أو التواريخ، أو الأسماء الغريبة.
وقد عني الإغريقيون بفن تقوية الذاكرة، فاستخدموا الصور، ووسائل الإيضاح، وسيلة لتقوية الذاكرة. وقد اشتهر منهم الشاعر سيمانيديس (Simanides) ، بذاكرته الخارقة، وبالطرق التي ابتكرها لتقوية الذاكرة.
فقد روي عنه، أنه كان ذات يوم مدعواً في حفل كبير، وبينما كان الضيوف في لهوهم، تزلزل المكان وسقط سقف القاعة فوق رؤوسهم، حتى اختلطت أشلاؤهم بالأنقاض، وتعذر تمييزهم. إلا سيمانيديس تيسر له التعرف عليهم، لأنه تذكر مكان كل واحد منهم في القاعة، قبل الزلزال، والمعالم الثابتة الموجودة حوله، مثل وجود لوحة معلقة، أو آنية زهور.
اعتمد سيمانيديس على فكرتين للتعرف على الأشياء؛ ربط الشيء المجهول بآخر معلوم، ثم ربط هذا الشيء بمكان معين.
وفي الخطابة المرتجلة، ابتكر سيمانيديس طريقة الرموز. فمثلاً إذا أراد الخطيب التحدث عن موضوع اقتصادي، ينتقل بعده إلى موضوع سياسي، ثم يعقب على حدث قريب، وهو غرق إحدى سفن الأسطول مثلاً، ثم ينهي حديثه بنصيحة يريد توجيهها. فإن كل ما يحتاجه الخطيب هو تذكر قطعة نقود (رمزاً للموضوع الاقتصادي)، ثم تاج (رمزاً للموضوع السياسي) ثم سفينة (رمزاً للموضوع الملاحي)، ثم صورة منيرفا إحدى رموز الحكمة عند الإغريق. ومن الممكن أن يكَوِّن الخطيب، من ذلك، قصة صغيرة، مؤداها أن رجلاً قد وجد قطعة من النقود الذهبية الغالية السعر، فأحب أن يهديها إلى القيصر، ليضعها في تاجه، إلا أنه لم يستطع فعل ذلك؛ إذ كان مسافراً على سفينة، وبعد قليل تراءت له منيرفا، إحدى رموز الحكمة، التي نصحته أن يقلع عن ذلك، ويبحث عن صاحب قطعة النقود النادرة، وسيكون بالطبع أحد المسافرين على ظهر هذه السفينة.
بهذه الطريقة البسيطة، يستطيع الخطيب، في رأي سيمانيديس، أن يعي جيداً الخطوط الرئيسية لخطابه. وبذلك يتغلب على خطر النسيان، أثناء الخطابة.
وكان لظهور الإسلام أهمية خاصة، في عناية العرب بشأن الذاكرة، والحفظ. وتزخر الكتب العربية بالنصائح، في تقوية الذاكرة، على لسان العلماء والفقهاء، الذين كان لديهم مقدرة فائقة على الحفظ والتذكر.
وقد ذكر الزرنوجي في رسالته "تعليم المتعلم طريق التعلم"، كثيراً من الأقوال المنقولة والمأثورة، حول موضوع الاستذكار والحفظ مثل:
" ينبغي لطالب العلم أن يكرر سبق الأمس خمس مرات، وسبق اليوم الذي قبل الأمس أربع مرات، والسبق الذي قبله ثلاث مرات، والذي قبله اثنين، والذي قبله مرة واحدة، فهذا أدعى للحفظ". ينبغي أن لا يعتاد الطالب المخافتة في التكرار؛ لأن الدرس والتكرار ينبغي أن يكونا بقوة ونشاط، ولا يجهر جهراً، يجهد نفسه، كيلاً ينقطع عن التكرار، فخير الأمور أوسطها.
وذكر في موضع آخر أن: "أقوى أسباب الحفظ الجد والمواظبة، وتقليل الغذاء، وصلاة الليل، وقراءة القرآن من أسباب الحفظ".
وأكد الباحثون العرب على أهمية الرغبة والمثابرة في التحصيل بحسبانها من أقوى وسائل تقوية الذاكرة. فقد روي أن ابن عباس كان إذا حل من علم الحديث، يقول هاتوا ديوان الشعر. كما روي أن محمد بن الحسن كان لا ينام الليل، فكان يضع عنده الدفاتر، فكان إذا مل من نوع، ينظر في نوع آخر.
وفي عام 1648 اخترع ألماني يدعى "منك" (Mennick) ، طريقة في تقوية الذاكرة، خصوصاً فيما يتعلق بحفظ التواريخ الهامة؛ إذ كان "منك" يحول الأعداد الموجودة في التاريخ إلى حروف، ثم يكون من هذه الحروف كلمات، قد تخلو من المعنى، ومن الكلمات جملاً. فمثلاً إذا رمزنا للأعداد في اللغة العربية بما يلي.
ص صفر
و واحد
ن اثنين
ل ثلاثة
ع أربعة
خ خمسة
ست ستة
س سبعة
ثم ثمانية
ت تسعة
فإذا كانت هناك اتفاقية، تم التوصل إليها عام 1917، يتم بموجبها جلاء القوات على مرحلتين، الأولى عام 1937، والثانية عام 1950. فعملاً بطريقة "منك" ، ينبغي على الطالب حفظ:
بموجب "سوتو" جلاء "سلتو" و"صختو". وقد لاقت هذه الطريقة إقبالاً شديداً، وانتشرت في كثير من البلاد الأوربية، وأدخلت عليها جملة من التحسينات لم تخرجها عن صورتها الأصلية.
ومن الطرق التي شاعت في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، وادعى كل من جربوها فائدتها السحرية في تقوية الذاكرة، خصوصاً لدى الأطفال، هي الإكثار من التمارين التي تعود المتمرن على تكوين صورة في الذاكرة، مطابقة للصورة المرئية. فمثلاً، إذا رأى الطفل زهرة في آنية موضوعة على منضدة، ثم أغلق عينيه، وتخيل شكلها وحجمها. وعندما تصبح الصورة واضحة ومتمكنة في خيال الطفل، يسمح له بفتح عينيه مرة أخرى، ومقارنة الصورة بالأصل. ثم يقفل عينه ثانية، ويبدأ من حوله في سؤاله عن الصورة التي رآها ورسمها في ذاكرته، مثل: ما هو لون الزهرة؟ كم كان ارتفاع الماء في الآنية؟ ما هو لون الماء في الآنية؟ ماذا كان يوجد على يسار ويمين الآنية؟ ماذا كان خلف الآنية؟ ما لون المنضدة. ثم يسمح للطفل بفتح عينيه مرة أخرى وتوضيح الأخطاء التي وقع فيها، ثم يغلق عينه مرة أخرى وتعاد عليه الأسئلة مرة أخرى. وهكذا حتى يعي تفاصيل الصورة المطلوبة، وفي الجلسة الثانية، يطلب من الطفل رؤية منظر آخر، وهنا يعي الطفل أن عليه أن يلم بدقاق الأمور، حيث إنه سوف يسـأل فيها، عندئذ ستكون محاولة الطفل للتعلم والحفظ أقوى من سابقتها، وستكون عدد المرات التي يفتح ويغلق فيها عينيه على المشهد المرئي أقل. وبتكرار ذلك، يقول أصحاب هذه الطريقة، أن الطفل ستتولد لديه مقدرة فائقة على الملاحظة، والتذكر، واسترجاع المراد حفظه بسهولة ويسر.
وفي القرن التاسع عشر، مرت دراسة الذاكرة وتحديد أنسب طرق الاستذكار بعديد من التجارب التي أثمر بعضها عن نتائج ومشاهدات ثابتة، في حين لم يسفر بعضها الآخر إلا عن تساؤلات زادت الغموض حول هذا الموضوع الحيوي.
ومن أوائل العلماء الذين أثروا بتجاربهم في هذا الحقل، العالم الألماني كارل ابنجهاوس (Karl Ebbinghaus) الذي أجرى تجاربه في برلين بدءاً من عام 1880.
واستخدم ابنجهاوس في دراسته ألفاظاً لا معنى لها (Nonsense Syllables) ، أو أرقاماً لا علاقة بينها. وقد توصل ابنجهاوس وزملاؤه إلى عديد من النتائج التي أضاءت الطريق إلى دراسة الذاكرة البشرية، وعلى ضوء نتائج ابنجهاوس، تم التوصل إلى قوانين، من شأنها تقوية الذاكرة مثل:
قانون التجميع (Law of Grouping)
يقول هذا القانون إن المتعلم المتميز بذاكرة قوية، يحاول أن يعقد الصلة بين أجزاء ما يريد تعلمه، بأن يكون منها وحدات أكبر من الوحدات التي تتكون منها أصلاً. وهذا القانون واضح الأثر في حفظ الإعداد. فإذا افترضنا ما يريد المتعلم حفظه، هو السلسلة الآتية من الأرقام: 2، 0، 2، 4، 3، 1، 6، 8، 5، 2.
فإن على المتعلم أن يكون من هذه الأرقام وحدات مجمعة، لتكون أسهل في تذكرها مثل:
52- 68- 431- 202.
وما فعله المتعلم في تجربة ابنجهاوس، يحدث بشكل عملي، في حفظ الأعداد التي نستخدمها في حياتنا اليومية، مثل أرقام الهواتف أو المنازل.
التجميع اللفظي
وهي محاولة من المتعلم لعمل لفظ أو كتل صوتية لتسهل تذكر مجموعة معانٍ غير واضحة.
ومن الأمثلة المعروفة لقانون التجميع اللفظي، ما عمد إليه الطلاب في استذكار قواعد اللغة العربية؛ فمثلاً كلمة (أنيت) تتكون من حروف المضارعة، وكلمة (واي) تجمع حروف العلة الثلاثة في اللغة العربية، ومن أشهر هذه التجمعات الصوتية، العبارات التي تجمع الحروف المفخمة: خُصّ، ضِغْطٍ، قِظْ، أو الحروف المهموسة: فَحَثِّهُ شِخْصٌ سَكَت، أو الحروف الشديدة: أَجِدْ قَطِّ بَكَتْ... الخ.
كما يحاول المتعلم ربط كل كلمتين سوياً بعد اكتشاف نوع من العلاقة بينهما. وإذا تعسر ذلك ابتكر علاقة صناعية، لتيسير هذا الربط. فمثلاً إذا أراد المتعلم حفظ مجموعة من أسماء المدن، مثل: الرياض، صنعاء، الخبر، وهران، القاهرة، جدة، الأسكندرية، بنى غازي، واشنطن، بون، بورسعيد، بالتيمور. وفي مثل هذه الحالة يعمد المتعلم إلى تجميع كل نوع على حدة مثل أن يضع جميع عواصم الدول بعضها مع بعض، فتكون: الرياض، القاهرة، واشنطن، صنعاء. وجميع الموانئ كذلك، فتكون: جدة، الأسكندرية، بني غازي، بالتيمور. أو قد يجمع جميع المدن التي تبدأ بحرف واحد، مثل: بون، بورسعيد، بالتيمور، بني غازي. أو يختلق رابطة صناعية، مثل أن يبدأ بالمدن العربية، ثم يضع الآسيوية منها في مجموعة، والأفريقية في مجموعة أخرى. وقد يلجأ بعض آخر إلى ترتيبها حسب موقعها من الشرق للغرب. وهكذا.
وقد يسير بعض المتعلمين شوطاً آخر، فيخترعوا حكاية، قوامها رحلة خلال هذه المدن المبعثرة تجمع بينها حوادث القصة المفتعلة.
قانون التكرار
التكرار هو استعادة المادة التي يراد حفظها عدداً من المرات، يكفي لاسترجاعها صحيحة. والمادة التي يراد حفظها، قد تكون ألفاظاً لا معنى لها، وقد تكون جملة أو جملاً ذات معاني متصلة كقانون طبيعي، أو قصيدة شعرية.
والتكرار أكثر أهمية في حفظ المادة التي تربط بين أجزائها وحدة المعنى، مثل بعض القواعد الرياضية (جدول الضرب، النظريات الهندسية)، مصطلحات علمية، كيميائية كانت أم فيزيقية، أو المترادفات في اللغات الأجنبية.
وفي جميع هذه الحالات يعتمد المتعلم على تكرار المادة عدداً كافياً من المرات. وتعرف الاستذكار بهذه الطريقة، بالاستذكار الآلية، أو ما يطلق عليه العامة "طريقة الصَم".
وطريقة الصَم في الاستذكار ضرورية، إذا كانت المادة المراد تذكرها مجهولة المعنى أو غريبة لدى المتعلم. أما إذا كانت المادة غير ذلك، فإن الاستذكار بطريقة الصَم غير اقتصادية، بسبب ما تحتاج إليه من وقت طويل ومجهود كبير، فضلاً عن أنها عرضة للنسيان، أكثر من الطرق الأخرى.
تكون العلاقات بين أجزاء المادة
وجد ابنجهاوس أن المتعلمين ذوي الذاكرة القوية يلجأون إلى تسلسل الفكرة، والاستنتاج المنطقي، في استذكار الأحداث التاريخية، أو سلسلة التفاعلات الكيميائية. وحينما لا يجد المتعلم هذا التسلسل يلجأ إلى عمله.
تأثير النغم
النغم الصوتي له أثر واضح في عملية الذاكرة اللفظية. وهو، فضلاً عن ذلك، مظهر لقانون التجميع الذي سبقت الإشارة إليه. والميل إلى استحداث نغم فطرى عند الإنسان. لذلك، نلاحظ أن محاولات المتعلم التجميع بطريقة النغم موجودة عند الأطفال، دون أن يلقنهم ذلك أحداً. فالطفل يحدث التأثير النغمي بتقصير أو إطالة الفترة بين المقاطع التي تتكون منها الوحدة الواحدة.
ومن المشاهد أن أفراد الطبقات الجاهلة، قد تحفظ ألفاظ هذه الأغاني، مع غرابة معانيها، وبعدها عن مستوي تفكيرهم، تحت تأثير النغم الموسيقي. وقد استفاد رجال التربية الحديث بهذه الظاهرة، فعمدوا إلى تشجيع الأناشيد في استظهار المحفوظات الشعرية، تيسيراً لعملية الذاكرة.
استخدام الشعر
لا يخرج الشعر عن كونه موسيقى لفظية؛ إذ يتكون البيت الشعري من مقاطع يرتبط بعضها ببعض بتوقيع خاص، وهو ما يعرف في الشعر العربي ببحور الشعر أو أوزانه. كما يرتبط كل بيت شعري بالبيت الذي يليه بقافية واحدة، لهذا كان الشعر أيسر حفظاً من الغير.
وقد عمد بعض رجال التربية في تشجيع استخدام الشعر بوصفه وسيلة من وسائل الحفظ، فتحولت كثير من العلوم إلى منظومات شعرية، تحتوي على أصول هذه العلوم وقواعدها.
ومن أشهر هذه المنظومات ألفية ابن مالك في النحو، التي تحتوي على ألف بيت من وزن واحد، مع اختلاف القافية. فمثلا كتب ابن مالك في باب كان وأخواتها: