أزمة رجولة
أزمات عالمنا اليوم كثيرة ، ليست اقتصادية فقط أو بيئية أو اجتماعيه بل وأخلاقيه أيضا..
، فعالمنا اليوم يعاني من أزمة رجولة ..هل هي كارثة اجتماعية ؟؟
نعم ..
على الاقل بالنسبة لمعشر النساء .
وليس المثل الشعبي الأكثر شهره القائل (ضل رجل ولا ضل حيطه) الا دليل على أن الرجل أصبح أفضل من ظل الحيطه بقليل في أحيان كثيرة .
هل أتجنى على الرجل كما يراني القراء عادة أم أغمز فقط الى ما يشبه الحقيقه كما أراها دوما؟
ليس هذا هو المهم..
المهم هو أن المسلسل الكوميدي الجديد الذي يعرض حاليا في رمضان يعنوان (عايزه أتجوز) هو أيضا يرمي بغمزه صريحة الى أننا حقا نعاني من (أزمة رجولة) ..
اذ صرحت مؤلفته د. غاده عبد العال في برنامج على الهواء وهي صاحبة المدونة الشهيرة (عايزه أتجوز) والكتاب الذي يحمل نفس الاسم بأنها تجاهلت عن عمد الأسباب الاقتصادية وأكدت أن التجارب التي رصدتها في الكتاب لا علاقة لها بالمشكلة الاقتصادية على الاطلاق لأن الأزمة في الواقع هي أزمة رجولة !!
نعلم بالطبع أن ليس كل الذكور رجالا ولا كل أصحاب العضلات المفتولة أو الشوارب المبرومه أو ربطات العنق الأنيقة أو الألقاب الرنانه رجالا ولمفهوم ومقاييس ومعايير الرجولة اليوم أشكالا لا تنتهي من العبث الأخلاقي التي تبدأ بامتلاك المال والصوت العالي الى التنمر والايقاع بالفتيات..
معايير ومفاهيم مشوهه لمجتمع شرقي أعطى الرجل مميزات كثيره بات يثبت يوما بعد يوم بأنه ليس جديرا بها وما تمرد المرأة اليوم الا فعل احتقار وما استرجال النساء الا تعبير صارخ عن الخذلان الكبير الذي تعيشه نساء هذا العصر.
نسائنا وفتياتنا تسمرن أمام التلفاز في شهر رمضان أمام الجزء الخامس على التوالي لمسلسل (باب الحاره) المتخم بمعاني الرجولة المفقوده هذه الايام حتى كاد هذا المسلسل أن يدخل موسوعه غينيس للارقام القياسيه في شعبيتة واستمراريته لخمس سنوات على التوالي والجمهور يبدو منتشيا حتى الثماله الى ما يفتقده من نماذج لمواقف رجوليه لأبطاله ونظراتهم التي تتدفق منها الشهامه والعزه ونماذج لنساء لا يجدن مبررا للمطالبه بحقوقهن المهدورة في ظل السحر الآسر للرجولة.
لماذا لم نرى في مسلسل (باب الحاره) نماذج باتت شائعة في أيامنا هذه كشخصية الرجل النذل أو زير النساء أو المتشبه بهن مثلا ؟
لأنها ببساطه لم تكن بوجودها لتشكل ظاهره تستحق الاهتمام في حين مسلسلات وأفلام اليوم لا تكاد تخلو أبدا من الأنذال والنصابين ومدمني المخدرات .. وأنصاف الرجال .
في انتظار حلولا جذرية لأزمتنا الاقتصادية .. هل نأمل حلولا ثورية مثلا لأزمة الرجولة أيضا ؟
أنا شخصيا لا أملك جواب.[b]