القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة

مع اتساع عالم الفضاء، والتطور التكنولوجي، والثورة المعلوماتية، والانفتاح على الغرب، وانتشار شركات الإنتاج العالمية وإقبالها على المواد الإعلامية، اتجهت معظم القنوات نحو التخصص من حيث الشكل والمضمون.

فبمجرد أن تمسك بجهاز التحكم، ترى قنوات فضائية كثيرة ومتنوعة، لكل منها هويتها وطابعها الخاص الذي يميزها عن باقي القنوات، منها الجيد والهادف ومنها الرديء والهابط، وفئة أخرى من هذه القنوات لا يستطيع المرء وصفها، فهي أسوأ من الأسوأ.

قنوات السحر والشعوذة القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة 035

القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة 035

حبيب غدر، وزوج هجر، وفقر عمَّ البيت، ومشاكل الحياة التي لا تنتهي، ولكن الحل بالتأكيد ستلاقيه بمجرد أن ترفع سماعة الهاتف وتتصل بالمشعوذ- عفواً- القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Icon_exclaim

الشيخ الظاهر على إحدى الفضائيات المتخصصة بهذا النوع من البرامج، فتظهر مذيعة تستضيف أحد الشيوخ الذي يسرد المشكلة بمجرد أن يسمع صوت المتصل، فيبدأ بإعطاء الحلول بكل ثقة وسذاجة.
وهؤلاء الذين يسمون أنفسهم شيوخاً، والمكشوف عنهم الحجاب ينتمون لكل شرائح المجتمع فمنهم المعمم ومنهم المطقم ومنهم الموديرن الذي يرتدي الجينز والتيشرت ويصفف شعره بالجل.
أما المشاهدون المساكين المتصلون فأغلبهم من النساء ( للأسف طبعا)، اللواتي يعانين من مشاكل نفسية واجتماعية وعائلية وحسد واكتئاب وقلق وسحر وأمراض و........ والحل آيات قرآنية يتلوها المستشيخ بركاكة وضعف على المتصل أو المتصلة لقراءتها لأيام معينة وفي أوقات محددة للتخلص من المشكلة، وطبعا كل ذلك بإذن اللـه وقدرة المشعوذ الضيف ونصب واحتيال القائمين على هذه القنوات الذين استغلوا طيبة الناس والدين والقرآن لاقتحام البيوت. وطبعا الملام الوحيد والذي يسمح باستشراء هذا النوع من القنوات، قليلو العقل المتابعون والمتصلون من المشاهدين الذين يصدقون هذه الخزعبلات والادعاءات.

قنوات الفوازير والتشات القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة 11one

القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة 11one

ما الحيوان الذي له ذنب وأذنان ويقول (عو)؟ القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Icon_question

سؤال إذا أجبت عليه، تحصل على آلاف الدولارات فارفع سماعة الهاتف واتصل على الرقم الظاهر على الشاشة أو ابعث برسالة من جوالك، ولكن انتبه يجب أن تكرر الاتصال والرسائل آلاف المرات لتزيد فرصتك بالربح علماً أن هذا السؤال التعجيزي سيظل على الشاشة مدة أسبوع أو أكثر حتى يتسنى لجميع المشاهدين الحصول على الفرصة للحصول على الملايين، وبعد طول انتظار يتصل أحد المشاهدين الأذكياء، ليكون جوابه (الفيل) القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Icon_arrow

، ليخيب أمل المذيعة التي تعبت من التمايل والرقص والغناء والاستعراض القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Guitar

وتقبيل اليدين والرجلين القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Qam_frwono

لإقناع المشاهدين بالاتصال، عدا الحركات الغبية والثقيلة الظل التي تخرج من هؤلاء المذيعات لساعات، وحفاظا على رضا المشاهد ونظرا لتنوع الأذواق، يتفنن أصحاب هذه القنوات بأشكال عرض المذيعات القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Qam_happy

القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Qam_happy

، فأحيانا تقدم الفترة مذيعتان الأولى جالسة تكاد تخرج من الشاشة والأخرى واقفة في آخر الكادر القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Qam_egp

، تتناوبان في عرض السؤال والرقص والمياعة التي لا تحتمل، وأحيانا أخرى تختفي مذيعة وتظهر الأخرى مباشرة لاستكمال الفقرة.
وفي أسفل الشاشة ترى شريطا محملا بأتفه أنواع الرسائل وأغباها على الإطلاق القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Mrgreen

القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Mrgreen

، رسائل معلبة وجاهزة وسطحية خالية من المعاني وفي أحيان كثيرة تتلقى المذيعة رسائل إعجاب ومدح أو ذم من المشاهدين، وفي مرات عديدة تمر عبر هذا الشريط عبارات لا أخلاقية تعكس مستوى مرسلها والقناة التي تتلقاها وسمحت ببثها. القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Qam_ma

القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Qam_ma

قنوات الموسيقا القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة 11istling

تنقسم قنوات الموسيقا إلى نموذجين: الأول ذو الهدف الفني الراقي يجعل المشاهد يرقى بما يسمع.
أما النموذج الثاني فهو- للأسف- منتشر بكثرة متطفلاً على البيوت، مكتسحا شاشات المنازل التي لا يخلو واحد منها من المراهقين والأطفال وأصحاب المراهقة المتأخرة. القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Icon_evil

وقد بدأت هذه القنوات تتسابق وتتنافس للحصول على جماهيرية كبيرة من خلال الكليبات الخلاعية المملوءة بالإثارة الغرائزية، والتي استغلت المرأة لتجعلها سلعة رخيصة يستغلها المخرج والمنتج لترويج القناة والكليبات التي تعرضها. ولم يقتصر دور هذه القنوات فقط على عرض تلك الكليبات، بل أخذت تقوم بإنتاجها وتوزيعها. فظهرت إمبراطوريات غنائية متنافسة.

أما بطلات وفنانات الكليبات فتخلين عن جمال الصوت ورخامته، مستبدلات الأدوات الأساسية لكل فنانة محترمة، بعري الأجساد وكشف الصدور، وما يرافق أوساطهن من غنج ودلع، عدا الحركات الإيمائية التي لا صلة لها بالأخلاق من قريب ولا من بعيد والتي تعكسها العيون وباقي حركات الجسد. أما المطربون الشباب فسمتهم الأساسية العضلات المفتولة والقوام المشدود والوسامة والابتسامة الجذابة وغيرها من المقومات التي لا علاقة لها بأصالة الصوت ولكنها تكفي لدخول هذا المطرب أو المؤدي- إذا صح التعبير- إلى قلب وحلم أي فتاة لتصنع له جماهيرية أنثوية كاسحة.

وعلى الرغم من هذا الوضع المعيب، لا يخفى على أحد ازدياد شعبية هذه القنوات بشكل مطرد في الشارع العربي، لدرجة أنها أصبحت تشكل هوسا وحالة إدمان لكثيرين، لتكون منفذا يساعدهم على الهروب من هموم الحياة وكآبتها، لدرجة أنها أبعدت أغلب المشاهدين عن بيئتهم، فترى المشاهد العربي يفضل هذه القنوات على القنوات الإخبارية التي تعكس محيطه وواقعه السياسي والاجتماعي بحجة أنه سئم من النكد والحزن ولا بد من الترويح عن النفس. وفي الوقت الذي يعتقد فيه الكثيرون من العاملين في عالم الغناء، أن كثرة الفضائيات الفنية أو الغنائية، ما هو إلا دليل على ارتقاء الفن وتوسيع دائرة الترويح والتنفيس عن كاهل المشاهدين من جهة، وفتح الباب على مصراعيه أمام الفنانين الصاعدين من جهة ثانية، غير أنهم لا يعلمون أن ما نشهده اليوم على الساحة الفنية ما هو إلا البداية الأولى لظاهرة الغزارة في الكم والندرة في النوعية. وفي هذا الازدحام لا بد من تبشير المشاهدين حيث سيكون لكل مواطن عربي ومطرب.

قنوات الملاهي الليلية القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Smoke

القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Smoke

دون مبالغة، قد تصاب بالصدمة والاشمئزاز، إذا حاولت متابعة هذه القنوات التي تخلو من أدنى مظاهر الاحترام، عشرات الفتيات يرتدين الزي الشعبي، شعرهن والذي هو على الأغلب مستعار، متدل على ظهورهن بطريقة بعيدة كل البعد عن الأناقة والشياكة، ورسوم الحناء تملأ أجزاء الأجساد المكشوفة، وهؤلاء الحسناوات يتمايلن على أنغام أغان خليجية، غير معروفة أو مسموعة من قبل، وفي أحيان كثيرة لا يفهم كلامها، ليعكس هذا المشهد طقوس اللهو والمجون والبرامج الراقصة والغنائية التي تقام في الملاهي الليلية التي لا تتمتع ولو بربع نجمة. القنوات الفضائية ما بين الشعوذة و الميوعة Icon_exclaim

تلفزيون الواقع
اقتحمت ظاهرة تلفزيون الواقع (REALTV) شاشتنا، لتتطفل على بيوتنا وعلى عاداتنا وثقافاتنا وقيمنا الشرقية التي ترفض حالة الفلتان اللامنطقي التي تعكسها هذه البرامج.
أفكار غربية بحتة تم استيرادها من التلفزيونات الأجنبية دون تقدير أو بعد نظر من القائمين عليها.
تعددت الأفكار واختلفت، كان أبرزها «ستار أكاديمي» الذي انتُقد بحدة، بسبب الآلية التي عرض من خلالها، حيث جمع صبايا وشباب في بيت واحد، الأمر الذي لم يعتد عليه المشاهد العربي من قبل، كما اقتحمت الكاميرات غرف نوم المتسابقين لتصورهم في ثياب النوم.

كما شجع هذا البرنامج على انتشار أنماط من العلاقات بين الشباب والفتيات المشاركين بطريقة غير مألوفة وغير طبيعية داخل المنزل، الأمر الذي يكفل زيادة جماهيرية البرنامج والقناة المخصصة لبثه على مدار ال24 ساعة، والأمر الأكثر خطورة أن جمهور هذه البرامج وهذه القنوات من المراهقين الذين يقفون بذهول أمام ما يعرض.

برامج وقنوات منها المفيد، ومنها الفاسد، أعدت خصيصا لتخريب عقول ونفوس فتياتنا وشبابنا الذين يجدون أنفسهم، تائهين في انفتاح لم يعتادوا مفرداته.

شكرا على الموضوع المهم اتمنى ان يستفيد منها الجميع