أوكرانيا (وتلفظ غالبا
أُكرانيا[1]؛ Україна
بالأوكرانية وتلفظ
[ukrɑˈjinɑ]) هي ثاني أكبر دول
أوروبا الشرقية. يحدها
الاتحاد الروسي من الشرق،
بيلاروسيا من الشمال،
بولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب،
رومانيا ومولدافيا إلى الجنوب الغربي،
والبحر الأسود وبحر آزوف إلى الجنوب. أوكرانيا عضو في
رابطة الدول المستقلة. بين عامي 1923-1991 وقعت أغلب البلاد ضمن اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. مدينة
كييف هي العاصمة وأكبر مدينة في أوكرانيا.
بدأ تاريخ أوكرانيا الحديث مع
السلاف الشرقيين (en). على الأقل، ومنذ القرن التاسع، أصبحت أوكرانيا مركز القرون الوسطى للسلاف الشرقيين. امتلكت هذه الدولة، المعروفة باسم
روس كييف (en)، القوة والأرض، لكنها تفككت في القرن الثاني عشر. بعد
حرب الشمال العظمى، قسمت أوكرانيا بين عدد من القوى الإقليمية، وبحلول القرن التاسع عشر، خضع الجزء الأكبر من أوكرانيا
للامبراطورية الروسية، بينما ما تبقى كان تحت السيطرة
النمساوية الهنغارية.
بعد فترة من الفوضى والحروب المتواصلة ومحاولات عدة للاستقلال (1917-1921) بعد
الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية الروسية، برزت أوكرانيا في 30 كانون الأول 1922 كأحد
مؤسسي الاتحاد السوفياتي (en). تم توسيع
جمهورية أوكرانيا السوفيتية الاشتراكية غربا قبل فترة وجيزة، وبعد
الحرب العالمية الثانية، وجنوباً في عام 1954 عبر تهجير
شبه جزيرة القرم. في عام 1945، أصبحت جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية من الأعضاء المشاركين في تأسيس
الأمم المتحدة.
[2]حصلت أوكرانيا على الاستقلال مرة أخرى بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991. بدأت هذه الفترة بالانتقال إلى
اقتصاد السوق، حيث ضرب
الركود الاقتصاد الأوكراني لثماني سنوات.
[3] لكن منذ ذلك الحين، فإن الاقتصاد شهد زيادة كبيرة في نمو الناتج المحلي الإجمالي. أثرت الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008 على أوكرانيا واضطرب الاقتصاد. وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 20 ٪ من ربيع 2008 إلى ربيع 2009، ثم تعادل من جديد حيث قارن المحللون حجم التراجع بأسوأ سنوات الكساد الاقتصادي خلال بدايات التسعينيات.
[4]أوكرانيا هي دولة موحدة تتألف من 24
أوبلاست (محافظات)، وجمهورية مستقلة ذاتياً (القرم)، وتتمتع اثنتان من المدن بمركز خاص:
كييف، العاصمة،
وسيفاستوبول، التي تضم
أسطول البحر الأسود الروسي وفقا لاتفاق
تأجير. أوكرانيا هي
جمهورية ذات
نظام نصف رئاسي مع فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، تمتلك أوكرانيا ثاني أكبر
جيش (en) في أوروبا، بعد روسيا. يعيش في البلاد 46 مليون نسمة، 77.8% من أصل
أوكراني، مع أقليات كبيرة من
الروس والبيلاروس والرومانيين.
اللغة الأوكرانية هي اللغة الرسمية الوحيدة في أوكرانيا، بينما تستخدم الروسية على نطاق واسع. الدين السائد في البلاد
المسيحية الارثوذكسية الشرقية، والتي أثرت بشكل كبير في العمارة والأدب والموسيقى الأوكرانية.
السياحة
تحتل أوكرانيا المركز الثامن عالمياً من حيث عدد السياح، وفقا لتصنيف
المنظمة العالمية للسياحة.
[117] عجائب أوكرانيا السبعة (en) هي المعالم التاريخية والثقافية السبعة في أوكرانيا.
الثقافة
مجموعة تقليدية من بيسانكي من فولين
تتأثر التقاليد الأوكرانية بشكل كبير
بالمسيحية، والتي هي الدين السائد في البلاد.
[118] كما أن دور الجنس يميل أيضا لأن يكون أكثر تقليدياً، كما أن الأجداد يلعبون دوراً أكبر في تربية الأطفال مما هو الحال في الغرب.
[119] تأثرت الثقافة في أوكرانيا أيضا بجيرانها الشرقيين والغربيين، الأمر الذي ينعكس في هندستها المعمارية، والموسيقى والفن.
كان للحقبة الشيوعية تأثير قوي على الفن والكتابة في أوكرانيا.
[120] في عام 1932، قدم ستالين سياسة الدولة الاشتراكية الواقعية في الاتحاد السوفياتي عندما صدر المرسوم "اعادة هيكلة المنظمات الأدبية والفنية". الأمر الذي خنق الإبداع لحد كبير. برز الجلاسنوست (الانفتاح) في الثمانينات الأمر الذي سمح للكتاب والفنانين السوفييت بحرية التعبير عن أنفسهم كما يريدون.
[121] كاتدرائية القديس مايكل ذات القبة الذهبية في كييف، مثال على الطراز العمراني الأوكراني.
تقليد
بيضة عيد الفصح، والمعروفة باسم بيسانكي، ذو جذور عميقة في أوكرانيا. يرسم على البيض بالشمع لخلق نمط؛ ومن ثم يطبق الصباغ ليعطي البيضة ألواناً حسنة. لا يؤثر الصباغ على الاجزاء المغطاة بالشمع. بعد أن تصبغ كامل البيضة يزال الشمع وتبقى حينها الأنماط الملونة. هذا التقليد ضارب في القدم، وسبق وصول المسيحية إلى اوكرانيا.
[122] أسست مدينة كولوميا على سفوح
جبال الكاربات في عام 2000 متحف بيسانكا الذي حصل على ترشيح نصب أوكرانيا الحديثة في عام 2007، كجزء من مشروع عجائب أوكرانيا السبع.
تشمل الصفرة التقليدية الأوكرانية الدجاج ولحم الخنزير ولحم البقر والسمك والفطر. يفضل الأوكرانيون أيضا البطاطا والحبوب والخضراوات الطازجة المخللة. من الأطباق التقليدية فارينيكي (زلابية مغلية مع الفطر والبطاطا ومخلل الملفوف والجبن أو الكرز)، بورشت (حساء مصنوع من البنجر والملفوف والفطر أو اللحوم) وهلولبتسي (لفائف ملفوف محشوة بالأرز والجزر واللحم). كما تشمل التخصصات الأوكرانية دجاج كييف (تشيكن ألاكييف) وكعكة كييف. من المشروبات الأوكرانية الفاكهة المطهية، العصائر والحليب واللبن (يصنع منه الجبنة أيضاً)، والمياه المعدنية والشاي والقهوة والبيرة والنبيذ وهوريلكا.
[123] يعود تاريخ الأدب الأوكراني إلى القرن الحادي عشر، بعد تحول روس كييف للمسيحية.[129] كانت الكتابات حينها حول الطقوس الدينية أساسا وكانت مكتوبة بلغة الكنيسة السلافية القديمة. أشهر الروايات التاريخية من ذلك العصر والتي تؤرخ له تدعى الوقائع الابتدائية.[130][g] تراجع النشاط الأدبي بشكل مفاجئ أثناء الغزو المغولي.[129]
تطور الأدب الأوكراني مرة أخرى في القرن الرابع عشر، وأحرز تقدما ملموسا في القرن السادس عشر مع إدخال الطباعة وبداية عصر القوزاق، في إطار الهيمنة الروسية والبولندية.[129] أنشأ القوزاق مجتمعاً مستقلاً ونشروا نوعاً جديداً من القصائد الملحمية، التي اعتبرت نقطة عالية من الأدب الشفوي الأوكراني.[130] تراجعت هذه التطورات في القرن السابع عشر وبداية الثامن عشر، عندما حظر النشر باللغة الأوكرانية. ومع ذلك، في أواخر القرن الثامن عشر برز الأدب الأوكراني الحديث في نهاية المطاف.[129]
بدأت في القرن 19 فترة العامية في أوكرانيا، من خلال عمل ايفان كوتلياريفسكي اينييدا، أول منشور بالكتابة الأوكرانية الحديثة. تطورت الرومانسية الأوكرانية في أواخر ثلاثينات القرن التاسع عشر وظهر على الساحة أشهر الرومانسيين في تاريخ الأمة الأوكرانية الشاعر والرسام تاراس شيفتشينكو. حيث يعتبر ايفان كوتلياريفسكي أب الأدب باللغة العامية الأوكرانية؛ وشيفتشينكو والد النهضة الوطنية.[131]
بعد ذلك، في عام 1863، حظر استخدام اللغة الأوكرانية في الطباعة من قبل الإمبراطورية الروسية.[22] هذا الأمر قمع بشدة النشاط الأدبي في المنطقة، وحيث أجبر الكتاب الأوكرانيون على نشر أعمالهم إما باللغة الروسية أو نشرها في غاليسيا الخاضعة للسلطة النمساوية. لم يرفع الحظر رسمياً أبداً، لكنه ألغي عملياً بعد ثورة البلاشفة ووصولهم إلى السلطة.[130]
واصل الأدب الأوكراني الازدهار في السنوات السوفياتية المبكرة، عندما تمت الموافقة على أغلب الاتجاهات الأدبية. واجهت هذه السياسات انخفاضاً حاداً في الثلاثينيات، عندما نفذ ستالين سياسته الواقعية الاشتراكية. حيث صرح بأن الهدف ليس بالضرورة قمع اللغة الأوكرانية، لكن الكتاب بحاجة اتباع نمط معين في أعمالهم. واصلت الأنشطة الأدبية نشاطاً محدوداً نوعا ما في ظل الحزب الشيوعي، ولم يكن حتى نالت أوكرانيا استقلالها في عام 1991 حين تم إطلاق حرية الكتاب للتعبير عن أنفسهم كما يشاءون.[129]
اندريه شيفتشينكو لاعب كرة قدم أوكراني
دونباس أرينا
فيتالي كليتشكو وفلاديمير كليتشكو
استفادت أوكرانيا كثيرا من التركيز السوفياتي على التربية البدنية. تركت هذه السياسات في أوكرانيا مئات الملاعب وأحواض السباحة وقاعات الألعاب الرياضية، والعديد من المرافق الرياضية الأخرى.
[132] الرياضة الأكثر شعبية هي
كرة القدم. دوري المحترفين الأول هو فيشا ليغا، المعروف أيضا باسم الدوري الممتاز الأوكراني. الفريقين الأكثر نجاحاً هما المتنافسان أبداً نادي
دينامو كييف وغريمه نادي
شاختار دونيتسك. على الرغم من أن شاختار هو البطل السائد حالياً في فيشا ليغا، فإن دينامو كييف كان أكثر نجاحا من الناحية التاريخية، حيث فاز
بكأس الاتحاد الاوروبي مرتين، و
كأس السوبر الاوروبي مرة وحيدة، ورقم قياسي بلغ 13 بطولة في الاتحاد السوفياتي و 12 بطولة أوكرانية، بينما فاز شاختار بأربعة أوكرانية فقط ومرة وحيدة في
بكأس الاتحاد الاوروبي.
[133]لعب العديد من الاوكرانيين في
فريق كرة القدم الوطني السوفياتي، وعلى الأخص
ايغور بيلانوف و
اوليغ بلوخين، الفائزين ب
جائزة الكرة الذهبية المرموقة لأفضل لاعب كرة القدم في العام. قدمت هذه الجائزة فقط لأوكراني وحيد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي،
اندريه شيفتشينكو، والقائد الحالي
للمنتخب الوطني الأوكراني لكرة القدم. وصل المنتخب الوطني لاول مرة
لكأس العالم 2006 لكرة القدم وبلغ الدور ربع النهائي قبل أن يخسر امام البطل في نهاية المطاف،
إيطاليا. الأوكرانيون جيدون أيضا في
الملاكمة، حيث يحمل الاخوة فيتالي كليتشكو وفلاديمير كليتشكو بطولة العالم للوزن الثقيل.
أدلت أوكرانيا بدلوها في
الألعاب الاولمبية الشتوية عام 1994. حتى الآن، تعد أوكرانيا أكثر نجاحا في
الألعاب الأولمبية الصيفية (96 ميدالية في اربع بطولات) مما هي عليه في
الالعاب الاولمبية الشتوية (خمس ميداليات في اربع بطولات). أوكرانيا حاليا في المرتبة 35 من حيث عدد الميداليات الذهبية التي فازت بها في جميع الألعاب الأولمبية أبداً، حيث أن كافة البلدان فوقها في الترتيب تمتلك مشاركات أكثر في هذه البطولات عدا روسيا