إعتادت مُلاحقته برسائلِها حتى يَعتَادُ حَنينها
ويُسَلم بحُبِها الغريب .
وحتى لا يَضيع حَديثها معهُ سُدى ، أدمنت ترجمة ما يَعتريها على هيئةِ كلمات بلا رتوشٍ
أو دموع دون خجل .
ولأنها تؤمن أنهُ يَقطن داخلها ، كانت هى نفسها المُرسل لهُ !
ولم تَعُد تَعبأ بإبتسامة السُخرية المُتَجددة في عينيها ، كلما أمسكت الهاتف وراحت تَكتب رسالة لها !
فهو حتماً سَيقرأها ويَشعر بها .
ولم تَكُن حَركة رأسها الموشومة بعدمِ الإكتراث ، سوى إجابة على تَساؤل عَنيد يَندلِعُ كُلما هَمَتْ بكتابةِ رسالة
" ما داَمَ يَسكُن قلبكِ ، وهو مَصدر إحساسكِ ، لِمَاَ تُعَاودين تَعريفهُ بشُعُوَركِ في لحظةٍ ما .. !؟ "
الليلةُ كانت تَشعُر بثقْلٍ يُجبر جُفونها على الإرتخاءِ ، رغم أنها ما زالت تُريد الكتابة لهُ " لها ".
أحكمت قبضتها على هاتفِها ، وهى تُحاول الفوز على النومِ فى جولاتٍ مُتعَددة .
وكانت كل جولة تنتهي بظهورِ عبارة تأكيد إتمام إرسال رسالة جديدة ، وبعدها تُسدل جفونها لثوانٍ ، في محاولةٍ لإيهام النومَ أنها إستسلمت ، ثم تعود وتُفاجئهُ مرة أخرى ، وتُشَتِتَهُ بضغطاتٍ مُتَتَالية على مفاتيحِ الحروفِ .
تَم إرسال الرسالة ..
تَم إستلام رسالة جديدة ..
فجأة إنتفضت ، و فَرَ النوم من عيونِها مذعوراً
كيف حدثَ هذا ؟!
راجعت الرسائل المُرسلة والواردة ، وفي كُل مرة تزداد أحداقها إتساعاً !
كيف يتناقص زمن الرسائلِ ؟
أكلما أرسلت رسالة تراجع الزمن دقائق للخلفِ ؟ !
أيُعقل أنه كلما زادت الرسائل ، كُلما عادَ بها الزمن ؟!
إعتدلت فى جلستها ، و قررت بسرعة أن تواصل إرسال الرسائل بلا إنقطاعِ ، لتحظى من جديد بلحظاتِ قُربه ،
و لن تخشى إنتهاء الرصيد ،
فرصيدِ حُبها لا منتهي