[
[اشعر باختناق شديد ، رغم نسمات الصباح الباردة المنعشة ، احاول التقاط مفردات الصباح الاولى ، لكنها تنسل مني ، لتهرب كفراشة ملونة في الربيع ، احاول ان افتح صدري لشعاع من الفجر ، او لزقزقة عصفور ، لطالما اختار الوقوف بجانب نافذتي ليؤدي اناشيد الصباح ورغم كل هذا اشعر بضيق يمسك بصدري ، واتساءل هل هي نوية لقلب اتعبته الحياة وآن له ان يستريح ؟! اضع يدي فوق صدري فاشعر بتلك الخفقات المضطربة ولكن دون ان تنبعث في اية مشاعر بالخوف والقلق . احاول انا اكسر روتين حياتي ، ابحث عن شيء يحطم هذا الروتين الذي بات يسيطر علي ، اشعر بالحاجة الماسة الى الرقص ، نعم ... اتذكر تلك الرقصة الرائعة لزوربا . ابحث في التفاز عن اغنية تحرر قدماي من قيود الكسل والخمول . فتهل علي الاخبار ، مقتل خمسة في العراق ....... إصابة ثلاثة في فلسطين ، غرق مجموعة من المهاجرين اغلق التلفاز واحاول التقاط بعض ما في الذاكرة من لحظات فرح ، احاول استعادة تلك الايام الاولى للعشق ، يوم كنت انتظر ساعات وساعات على زاوية الشارع لعل حبيبتي تطل من باب بيتها لرمي القمامة على طرف الباب ، ايام كنت ارسل لها الرسائل فتعيدها لي وقد وضعت خطوطا حمراء تحت اخطائي الاملائية ، فاكتشف كم كنت عاشقا فاشلا ..... امضى سنوات دون ان يستطيع ان يمسك بيد محبوبته . استذكر ميلاد طفلي الاول . ..... وتخونني الذاكرة فلم اعد اذكر هل كنت فرحا ام قلقا . واكتشف عبر رحلة طويلة في ذاكرتي كم هي فقيرة بلحظات السعادة وكم هي مكتظة باشياء لا قيمة لها ولكن لا يمكن التخلي عنها . انها اشبه بسقيفة البيت ، مليئة بكل ما يجب رميه ، ومع ذلك نحتفظ به . افتح النافذة ، محاولا التقاط اي شيء يشعرني بالحياة ، فلا اجد سوى الدقات الضطربة لقلب لتعبته الحياة بكل مما فيها . ومع ذلك انطلق نحو يوم جديد .
[/list]