حين امر الرسول صلى الله عليه وسلم ببناء مسجده في المدينة المنورة جاءت عمارته منبثقة من البيئة المحيطةبه . سواء من حيث الشكل المربع ومن حيث المواد التي استخدمت في بنائه من اللبن و الطين والحجارة و السعف .
لقد ظلت الخصائص العمرانية الاساسية لمسجد على حالها . ومن حيث مدلولها ومتطلبات المسجد كدتر عبادة وعلم . وان تنوعت المضامين والاساليب . وفق البيئات الكثيرة التي وصل عليها الاسلام وانتشر فيها والتي عكست ـ بالضرورة ـ كثيرا من تلك البيئات . مما نراه بوضوح في اقاصي افريقيا . وفي الصين. وشبه القارة الهندية ثم الاسلوب العثماني بمميزاته الواضحة المنعروفة .
وفي بادئ الامر . كان بناء المساجد في الامصار . يقتصر على مسجد جامع واحد في كل مدينة . تحقيقا للمقصد الشرعي الخاص بوحدة الجماعة . يستدل على ذلك بالكتب التي أرسلها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه . إلى ولاته في بلاد العراق والشام ومصر . ولكن اتساع رقعة الأقطار التي انتشر فيها الإسلام جعل من الضروري إنشاء مساجد في مواقع متفرقة من المدينة الواحدة مع الاقتصار على مسجد جامع فيها بحث يؤدي المسلمون صلاة الجمعة في الجامع . ويؤدون باقي صلواتهم في مساجد إحيائهم .
ومع اتساع رقاع المدن وتزايد عدد السكان . أتنشئ في المدينة الإسلامية الواحدة . اكثر من مسجد جامع واحد بينما تزايدت أعداد المساجد . حتى بلغت في بعض المدن الإسلامية الواحدة اكثر من جامع واحد بينما تزايدت أعداد المساجد حتى بلغت في بعض المدن الإسلامية مئات من المساجد . وكثيرا من الجوامع .
وعلى هذا فقد استقر العرف على اطلاق كلمة ( المسجد ) على كل مكان لتعبد المسلمين مهما كانت مساحته واطلاق تعبير ( الجامع ) او ( المسجد الجامع ) على المساجد الكبيرة التي تستوعب المصلين الجمع . فان كل جامع هو مسجد ولكن ليس مسجد جامعا .
ثم دخلت على المسجد أشياء أخرى نتيجة للحاجة عليها ثم تكاملت مقومات المسجد في النواحي التالية :
1. المنبر :
والمنبر في اللغة العربية هو : مرقاة منتقلة ذات درجات . وله تعاريف اخرى في المراجع اللغوية تتفق في المعنى . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في المسلمين بمسجده الشريف وهو واقف عند أحد الجذوع التي تحمل السقف ومتكئ إلى عصا خشب (" الدوام ) ولاحظ المسلمون ان هذا الموقف يشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعبه فاقترحوا عليه ان يتخذ شيئا يجلس عليه و يستريح فوافقهم على ذلك و صنه له رجل يدعى (كلاب ) كان في خدمة عمه العباس بن عبد المطلب . منبرا من خشب الأثل يتالف من ثلاث درجات الأولى والثانية منها لصعوده . والثالث لجلوسه وارتفاعه درعان وثلاث أصابع وعرضه ثلاث ذراع واحد وكان في السنة السابعة للهجرة .
وفي العقود القليلة التي تلت الهجرة النبوية وتكاثر أعداد المساجد في البلاد التي دخلت دين الله كانت المساجد بلا منابر وكان الخطيب يقف مستندا إلى عصا من الخشب تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم . وحين بنى والي مصر وعمرو بن العاصر رضي الله عنه مسجده في الفسطاط بمصر أقام فيه منبرا . ولكن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمره بإزالته ففعل .
واقدم منبر بعد منبر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المنبر الذي أقامه ( قرة بن شريك ) عام 132هـ في مسجد عمر بن العاصر .
وتوالت بعد ذلك إقامة المنابر في المساجد . في مختلف ديار المسلمين . وزيد في عدد درجاتها بسبب اتساع مساحة المساجد وكثرة عدد المصلين . ولكي يتمكن المسلمون من رؤية الخطيب يتمكن الخطيب من رؤيتهم .
وبات ( المنبر ) جزءا أساسيا من مقومات المسجد الجامع وهو . يصنع ـ في الأغلب ـ من الخشب . أبدع الفنانون المسلمون في نقش المنابر و زخرفتها . واستخدمت الأخشاب الثمينة في صنعها .
2. المحراب
وردت كلمة ( المحراب ) في القران الكريم اربع مرات وردت كلمة ( المحاريب ) مرة واحدة وكلمة ( المحراب ) كلمة عربية قديمة. وردت في معاجم اللغة في مادة ( حرب ) ومن معانيها : صدر المجلس ومنه محراب المسجد . والمحراب ايضا الغرفة ومنه قوله تعالى ( فخرج على قومه من المحراب ) وقيل من المسجد وكان ورودها في كتاب الله بمدلولاتها القديمة . حيث تعني كلمة المحراب ( الغرفة العالية او المستقلة او افضل مكان في القصر او البيت .
وقد تعارف العلماء على إطلاق كلمة ( المحراب ) على جدار القبلة وقد استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحريبة والعنزة في تحديد اتجاه القبلة اثناء الصلاة في الفضاء . ولم تعرف الكلمة بمعناها المعروف اليوم الا بعد
ان انتشر الإسلام مشرقا ومغربا . وباتت هناك حاجة ملحة لتحديد القبلة التي امر الله بها عباده بالاتجاه إليهم في صلواتهم .
ويروى في هذا الشان انه عندما اعاد والي المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز بناء المسجد النبوي الشريف دعا علماء المدينة المنورة ورجالاتها لتحديد مكان القبلة في البنيان الجديد قائلا تعالوا : احضروا بنيان قبلتكم .. لا تقولوا عير عمر فبلتنا
وحين بنى عمر بن العاص مسجده الذي سماه مسجد الفسطاط ( القاهرة القديمة ) شارك ثمانون رجلا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحديد مكان القبلة بعد ان صبح المحراب جزءا اساسيا في بناء عمران المساجد استقر معنى كلمة المحراب على انها تجويف في جدار المسجد باتجاه الكعبة المشرفة وتلاشى استعمال الكلمة في غير هذا المعنى . عدا ما ورد في القران الكريم بطبيعة الحال . ولا يعرف بالتحديد من كان اول من اوجد المحراب في المسجد فهناك اقوال نسب ذلك الى الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه واخرى تتنسبه الى الخليفة الاموي معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وهناك اقوال ذلك الى خرين وقد يفسر تعدد الروايات الى ان كلمة المحراب استخدمت ـ كما اشرنا ـ بمعان عديدة مما لا يمكن معه التاكيد ما اذا كان المقصود هو ( المحراب ) كما هو معروف اليوم . او شيء اخر .
على ان تحديد القبلة كان اول واهم ما وجه بناة المساجد اليه في مختلف الاقطار التي دخلت في الاسلام وكان بناة المساجد اولئك يكتفون بوضع علامة على الجدار المتجه نحو القبلة او بدهان جزء من الجدار بلون مميز . او بوضعه بلاطة بدلا من ذلك وبذلك يقف الامام ازاء الجدار ويؤدي الصلاة .
اما تجويف مكان المحراب في الجدار المتجه نحو القبلة فاغلب الظن ان اول ن نفذه هو والي المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز عندما اعاد بناء المسجد النبوي الشريف في خلافة الوليد بن عبد الملك وقد استاثر ( المحراب ) باهتمام بناة المساجد من الخلفاء والملوك والسلاطين والامراء والولاة في سياق عمارة المساجد حتى اشتهرت محاريب معينة في التراث المعماري الاسلامي تنسب الى من انشاها . او انشئت في عهودهم .
3. القبة
عندما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم . مسجده في المدينة المنورة كان سقفه من السعف المحمول على جذوع النخيل . وظل الحال على ذلك . فيما ني المساجد ولم تكن القبة قد دخلت بناء المساجد .
اما اول قبة بنيت في الاسلام فهي قبة مسجد الصخرة المشرفة في القدس التي بناها الخليفة الاموي عبد الملك بمروان علم 72 هجرية والتي تعتبر الى اليوم اجمل القباب الاسلامية ظاهرة انشاء القباب في الساجد الا ان ايا من تلك الاقوال على ان يكون اجتهادا ولا يوجد بين ايدينا أي من المصادر يقدم التفسير الحاسم في هذا الموضوع ومهما يكن من الامر . فالثابت القباب باتت جزءا اساسيا في معظم المساجد . مع اعطائها لمسات عربية اسلامية جعلتها تختلف عن القباب المستخدمة في المعابد غير الاسلامية في القصور والدور الكبيرة وفي البلاد غير الاسلامية .
وقد تفنن المعماريون المسلمون في بناء القباب باشكال هندسية تلفت الانتباه وتعبر عن روح فنية مرهفة .
فهناك القباب المستديرة و المضلعة و المؤلفة من دور واحد او دورين او اكثر وهناك القباب ذات الزخاريف الدقيقة والاخرى المغطاة بصفائح الذهب او الرصاص .
وبلغ بناء القباب وزخرفتها . قمةابداعه في عهود الفاطميين و المماليك في مصر وما زال معظمها باقيا الى يومنا هذا كما اعتبرت القباب كاسلوب مميز في العمارة العثمانية التي اتسمت ببناء قبة كبيرة في المسجد الواحد . ومعها قباب صغيرة كثيرة وهو ما نراه بوضوح في معظم المساجد العثمانية الكبيرة داخل تركيا وخارجها . بشكل خاص في القطاع العثماني من عمارة المسجد الحرام المبارك في مكة المكرمة . و المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة .
4. الصحن
وصحن لمسجد هو المساحة المكشوفة منه والتي تتصل بحرم المسجد واورقته وجدرانه الخارجية ويسميها البعض التي بنيت في الامصار التي دانت بالاسلام هو اقتداء بعمارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانت فيه مساحة مكشوفة بين مظلتين مغطاتين . احداهما في الجهة الجنوبية والاخرى في الجهة الشمالية .
وفي كثير من المساجد يضم الصحن مصادر للمياه يتوضا الناس منها وهي في الاغلب على شكل ( بحيرات ) يندفع اليها الماء الجاري . وتشكل اضافة الى مهمتها الاساسية ـ لمسة جمالية على صحن المسجد كما في المسجد الاموي في دمشق . و مسجد ابن طولون في القاهرة اقيمت فيي صحنيهما قباب صغيرة ذات ابواب مقفلة .وضعت في خزينة الدولة واوراقها ووثائقها الهامة .
5. الرواق
كان لاورقة المساجد دور كبير في اسلوب تدريس العلوم الدينية في المساجد الكبيرة والرواق هو الممر العريض المسقوف الذي يحيط بجميع او معظم جهات المسجد ، وكان يسمى ايضا ( المجنبة ) وهي الكلمةالتي استعملها كثير من قدامى المؤرخين في وصف بعض المساجد . تحت هذه الاورقة كان العلماء يلقون دروسهم على المتعلمين ومن هذه الكلمة اشتقت اسماء الاورقة الموجودة في الجامع الازهر بمصر حيث يجتمع الدارسون من جنسية معينة في مكان واحد ـ سمي رواقا ـ ليتلقوا العلم من اساتذتهم فيه فكان هناك رواق المغاربة ورواق الاتراك ورواق الشوام ورواق السودان ورواق الهنود وغيرها وكانت تلك الاورقة اضافت الى المبنى الاساسي للازهر تبرع بها اهل الخير اما اول من اتخذ الاورقة في المساجد فالغالب انه الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما اضاف الى اورقة المسجد النبوي الشريف حين وسعه.
وهكذ اصبحت اضافة الاوراق الى المساجد وسيلة لتوسعتها دون المساس بالمبنى الاساسي وهناك ايضا العناصر التي دخلت على المسجد الشمسيات والقمريات والشمسية شباك او فتحة مزخرفة في جدار المسجد تقفل بلوح من الرخام اوالخشب المخروم اما القمرية فهي فتحات مستديرة او مربعة ااو مسدسة او مثمنه الهيئة تفتح في اعلىالجدران او في رقاب القبب وتغطى بالزجاج الملون .
كما توجد ايضا الزخارف والحلويات تتفنن المسلمون في إبداعها وجانبها الجمالي يأتي من تكرارها وتوازنها لملئ الفراغات ولنقابة الداخل الى المسجد من الشمس والمطر وجدت الشماسان وهي مظلة خشبية مزخرفة تقام فوق الأبواب والنوافذ وتعد إحدى العناصر الجمالية في عمارة المسجد .
العناصر الاساسية التي دخلت على المسجد :
فضلا علةالعناصر الاساسية للمسجد والتي ذكرناها انفا . هناك عناصر اخرىدخلت علىعمارة المسجد بعد . واصبحت متممة لعمارته ومشيرة الى مكان بنائه . ومن هذه العناصر الاضافية . المئذنه والقبة والعقد والعمود والزخارف الاخرىالتي تؤدي دورها كعناصر معمارية او زخرفية مكملة .
1- المئذنة.
والمئذنة هي العمارة التي يعلوها المؤذن ينادي الى الصلاة في مواقيتها المعروفة :
ــ الله اكبر .. الله اكبر .. الله كبر
ــ اشهد ان لا اله الا الله .. اشهد ان لا اله الا الله
ــ اشهد ان محمدا رسول الله .. اشهد ان محمدا رسول الله
ــ حي على الصلاة . حي على الصلاة .
ــ حي على الفلاح . حي على الفلاح .
ــ الله اكبر .. الله كبر
ــ لا اله الا الله
وكان اول من رفع الاذان . هو بلال بن رباح رضي الله عنه . مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولم يكن هناك مكان معينا في المسجد لرفع الاذان . فكان بلال يرتقي اسطوانة مرتفعة في دار عبد الله بن عمر , المواجه للمسجد النبوي الشريف .
ويجمع مؤرخوا المسلمين على ان المساجد التي بنيت في الجزيرة العربية وسواها من الامصار التي دخلت في دين الله الماذن . وان اول من بنى ماذنة في الاسلام هو معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه . وذلك في المسجد الجامع الكبير في دمشق الشام .
ومع مرور الزمن بابتت المئذنة قطاعا قائما بذاته في فنون العمارة الاسلامية فقد وجهت لها عناية في التصميم والتنفيذ . وتفاوتت ارتفاعها الى عدة عشرات من الامتار وزخرف بنائها وزين بالنقوش الاسلامية البديعة . و اعطيت اشكالا شتى ما بين مدورة ومضلعة ومربعة وقاعدتها تتناسب طردا مع ارتفاعها وبداخلها حلوزني يصعد شرفتها حيث يقف المؤذن وينادي للصلوات .
وفي بعض المساجد . ولاسيما الكبيرة منها بنيت اكثر من مئذنة ووصل عددها في بعض المساجد الى عشر . كما هو هذا الشان في المسجد النبوي الشريف عبر مشروع خادم الحرمين الشرفين الملك ال سعود في التوسعة الكبرى الحديثة .
واطلق على المئذنة ـ ايضا ـ ( اسم المنارة ) وقد جاءت التسمية من القناديل التي كانت تضاء فيها ليلا ثم استخدمت في اضاءتها الطاقة الكهربائية على ان اسم المنارة كان منتشرا حتى قبل انارة الماذن وفي اخبار العهد الاول من الاسلام قبل ان بلال رباح رضي الله عنه كان يؤذن في اعلى المنارة يقف على اسطوانة ـ أي عمود ـ في بيت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ويعتقد في هذا الصدد ان سبب التسمية جاءت من ( الهداية ) حيث الصلاة عمود الدين .
وخلال حوالي الف ومائتي سنة . بعد الهجرة بات انشاء الماذن جزءا لا يتجزء من انشاء المساجد . وتنوعت اشكال الماذن بتنوع العصور التي التي مرت على ديار المسلمين واشتهرت المدن الاسلامية بعدد ماذنها كما هو الحال في القاهرة التي تعرف بمدينة الالف ماذنة واستنبول التي تعرف بمدينة الـــ ( 444) .
وصنف المتخصصون في العمارة الاسلامية طرازات الماذن واشكالها في فئات تتصل اما بالحقب التاريخية او بالبلد الاسلامي لو بالبلد الواحد . او باشخاص بناتها من الخلفاء السلاطين والملوك والامراء
وانشئت بعض ماذن من طبقات عديدة كل طبقة منها تختلف في تصميمها عن الطبقات الاخرى . واشهرامثلتها مئذنة مسجد ابن طولون في القاهرة . التي تتالف من ثلاث طبقات اولها ــ وهي القاهرة ــ مربعة والثانية اسطوانية . والثالثة ذات ثمانية اضلاع وهناك اليوم عدد لا يحصى من طرارزات عمرة الماذن في شتى انحاء العالم يتفق كل منها مع البيئة االتي اقيمت فيها : باستحياء الطابع المعماري الغالب في تلك اليبئة . وتطويره بما يتناسب مع هندسة المساجد وماذنها . وفي هذا الصدد يمكن ان نشير الى الطرازات في شبه الجزيرة العربية والطرازات السلجوفية والمملوكية والمغولية. والاتابكية . والايوبية وقبلها الاموية والعباسية . وطرازات اسيا الوسطى وشمال افريقيا . والاندلس وغيرها .في كل من هذه الطرازات روائع من الابداع المعماري الذي يعتبر فنا اسلاميا خالصا تاثر به معماريو اوروبا . واقتبسوا منه في عمارة ابراج كنائسهم ومعابدهم .
ومن نماذج الماذن التي بلغت حدا عاليا من الروعة تصميما وتنفيذا ماذن المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة والجامع الازهر . وجامع ابن طولون والجامع الازرق ومسجد السلطان حسن في القاهرة والجامع الاموي في دمشق والجامع الكبير في سامراء ( وفيه المئذنة الملوية المعروفة ) . ومئذنة مسجد زكريا
الشكل الثالث ـ المصري
الشكل الرابع ـ السلجوقي
الشكل الخامس ـ الهندي
الشكل السادس ـ الصفوي
الشكل السابع ـ العثماني
فاما الشكل الغربي فاهم ملامحه تركيزه على بيت الصلاة والاهتمام بتعميق جوفه حتى يصبح قريبا وتمتاز مساجد الشكل المغربي بمنابرها البديعة كما هو ماثل في مسجد عقبة بن نافع القيروان.
اما الشكل الاندلسي فقد ولد مع انشاء الجزء الاول من مسجد مدينة قرطبة الجامع الجامع على يد عبد الرحمن الداخل ومن بعده ابنه هشام . فهو اذن ياتي زمنيا تاليا للشكل المغربي. وهي قائم على طريقة المزاوجة في صنجات العقد بين الحجر المنحوت وقوالب الاجر . وتعمد صانعوه ان يكون السقف خشبيا خفيفا لكيلا يزيد الثقل على الاعمدة . وزينت ابوابه بشماسات حقيقية او صماء . وهذا يمثل طراز احدى الطرز الاندلسية .
هنا من الطرز الاندلسية الطراز المدن نسبة للمسلمين الذي بقوا في نواحي الاندلس التي سلبها النصارى . وقد تطور في اخر صورة الى طراز زخرفي مث بالزخاوف و الشماسات والقمريات وهذا التطور قد عد اخر فصل في تاريخ العمارة الاسلامية في الاندلس .
اما الشكل السجلوقي . فلا يتخذ هيئة واحدة متميزة بخصائص واضحة . وانما الرابطة فيه تتعلق بخصائصه التفصيلية من ناحية المواد المستعملة والطرق الفنية . وقد احسن المعماريون استخدام الاحجار ما بين حجرية ورملية وجرانيتية ورخام متينة ورخام ومرمر فخامات الصخور التركية السلجوقية بديعة في صلابتها وتكوينها . كما ان جودة الحجارة ومن هنا جاءت مساجدهم متينة ومحكمة ومزخرفة باحكام ودقة واستطاعوا بمهارة ان يصنعوا الواجهات والعقود والازر والمثلثات الكروية والقباب والماذن كما تفننوا في ابتكار اشكال زخرفية بديعة واستخدموا التصوير على الخشب والمعادن والزجاج .
اما من حيث الخصائص المعمارية . فالمساجد التركية السلجوقية تتميز بالبوابات الضخمة ذوات العقود المدببة والجدران الشامخة وماذنها في الغالب مستديرة . ومنها ما هو مضلع وقبابها مرفوعة على رقاب عالية في اغلب الاحيان وذوات عقود مدببة . وجميعها من الحجر المنقوش بالزخرف او الاجر الزخرفي وقد تطور هذا الطراز في ايران الى الطراز الصفوي فيما اصبح باسيا الصغرى بوابة للطراز التركي العثماني .
اما الشكل الهندي فقد تميز بعدة خصائص اذ كانت المساجد في الهند اشبه بحصون فالهدف من اقامة المسجد الاول هناك لم يكن فقط مجرد ايجاد مكان للعبادة بل و ايضا
حماية الجماعة الاسلامية الناشئة . وقد زالت جميع هذه المساجد الحصينة . فيما تطورت المساجد حتى بدات الهيئة العادية للمسجد وان لم تتخل تماما على الطابع العسكري والمعمار الاسلامي الهندي فريد في بابه اذ استطاع المعماريون الهنود ان يجمعوا بدقة واتقان شديدين بين تقاليدهم في الهندسة والمعمار . ونظام المساجد الاسلامي . ومن ابرز المعماريات الاسلامية في الهند ( تاج محل )
اما الطراز الايراني الصفوي فهو ثمرة تطور للطراز التركي السلجوقي . ونماذجه زخرفية راقية تكاد توصف بانها الغاية في حن الذوق والانسجام . وتقوم الزخارف في كل جزء من اجزاء المسجد تقريبا بدءا من البوابة الى قمة القبة . وقد وصل الطراز الصفوي في ايران الى قمته من حيث الجمال وانسجام التكوين والابتكار. وبدا باضمحلاله بالاسراف في الزينة والتركيز على التزويق بالذهب والفضة والالوان .
اما الطراز التركي العثماني فهو نموذج متطور للطراز التركي
السلجوقي فهو على ذلك استمرار للنمط السابق واول مسجد عثماني واوضح المعالم هو ( اولو جامع ) والماذن العثمانية تتميز بنحولها وشرفتها الواحدة. وقد دخلت العمارة العثمانية في دور تور عظيم على يد سنان باشا احد احد اهم المعماريين المسلمين في القرن السادس عشر الميلادي .
ونلاحظ ان اقوى هذه العقود هو العقد المدبب والمسنن لان ثقل الاوزان الحملة عليه ينحدر الى الارجل ثم الى كتف البناء . كما نلاحظ ان هذه العقود هي الاساس في تطوير السقوف المقببة والقباب .
وقد تطور هذا الفن فب البلاد الاسلامية من طراز مختلفة للعقود ومنحنياتها وزخارفها طبقا لطبيعة البلد التي عمل بها واستعمل فنانوها وبناؤها مواد البناء المتوفرة فيها ولذلك فقد امتازت العمارة العربية . بتنوع اشكال العقود .
1. الاعمدة
تعتبر الاعمدة من اهم العناصر المعمارية الانشائية بالمباني والمساجد وقد كانت في البدايات الاولى لبناء المساجد من جذوع النخل لتحمل السقف المصنوع من جريدة النخل . ولما انتقلت صناعة البناء من الطين الى الاحجار عملت الاعمدة بساق وتاج اعلاها فالقاعدة هي التي يرتكز العمود كاساس على الارض والساق او البدن الذي يعتمد عليه العمود . والتاج هو راس العمود وهو الجزء الزخرفي العلوي الذي كانت فائدته من الناحية الانشائية كمخدة او قاعدة لتلقى الاحمال ونقلها جسم العمود . وكان الاقدمون يزخرفونه بالنباتات والازهار ولذلك اشكال هذه النباتات والزهور قد انتقلت الى صناعة الاحجار مع تطور البناء مع الاعمدة النخلية واعمدة نبات اللوتس .. الخ .
2. الشرافات
والشرافات هي النوافذ او الشبابيك مختلفة الاشكال والاحجام . وهي نوع من انواع التجميل المستحب في معظم المباني وهي تتنوع الى نوعين :
الاول : الشرافات المورقة . وهي التي تمثل زخارف محورة من اشكال اوراق النباتات المختلفة في خطوط تجريدية بسيطة .
الثاني : الشرافات المسننة . سواء كانت هذه الاسنان مائلة . وهي التي يطلق عليها الشرافات المسننة المنشارية . او كانت باسنان غير مائلة .
وفي الحقيقة اننا نجد في الشرافات عنصرا جماليا من اهم الزخارف التي استعملت في الابنية العربية عامة . وفي ابنية المساجد بصفة خاصة واصبحت من سماتها الظاهرة في مساجد الشرق العربي ومن هنا فقد اهتم بها الناصر لما لها من تاثير جذاب . فهي من العناصر الجميلة التي يستحسن ان لا نغفلها في بناء المساجد الجديدة .
6- المقرنصات
والمقرنصات هي زخارف تشبه خلايا النحل . استعملت في المساجد كعامل انشائي . ثم استعملت كعامل زخرفي للتجميل .
وقد بدا ظهور المقرنصات في القرن الحادي عشر الميلادي . ثم اقبل رجال المعمار على استعمالها في المباني الاسلامية وبناء المساجد . واصبحت من سماتها الظاهرة في تصميم الواجهات والمآذن والقباب والأسقف الخشبية والاعمدة . واختلفت اشكالها باختلاف الزمان والمكان . الغرض الذي تعمل من أجله .
والاصل في استعمال المقرنصات كعامل إنشائي كان للتدرج من السطح المربع الى السطح الدائري الذي يراد إقامة القباب وعليه وقد طور العرب كل الافكار القديمة وتوصلوا في العصر الاسلامي الزاهر الة فكرة الانتقال من المربع الى المثمن لبناء القباب عن طريق المقرصنات التي أخذت تنشر بسرعة . فاستعلمت في القباب والمآذن والاسقف الخشبية والاعمدة وغيرها من عناصر البناء الانشائية و الزخرفية كما أخذت المقرنصات أشكال متعددة حسب الاستعمال ، وحسب الشكل المطلوب .
الأشكال المعمارية للمساجد :
المساجد عامة على الرغم من تاريخها الطويل وتعدد أشكالها لم تخرج في تكوينها العام عن هيكل مسجد رسول الله وصلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة فالمعماريون المسلمون وإن تفننوا في إبداع أشكال المساجد وصحونها ومحاربيها ومنابرها وأرواقتها لم يضيفوا عنصراً رئيسياً واحداً إلى عمارة المساجد الحديثة .
ويمكن تقسيم الأشكال المعمارية للمساجد تبعاً لقدمها التاريخي إلى سبعة أشكال :
الشكل الأول _ المغربي
الشكل الثاني _ الأندلسي
الشكل الثالث - المصري
الشكل الرابع - السلجوقي
الشكل الخامس - الهندي
الشكل السادس- الصفوي
الشكل السابع - العثماني