**** اللقيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــطة***
المقدمة:
في مجتمعنا الذي لايرحم صغيرا ولا كبيرا.تعاني فئة من الناس الامر بسبب نبذ العالم لها.كونها كما يراها الناس عالة عليهم. لوصمة العار التي تلاحقهم للابد والتي لا يمكن الخلاص منها لا بالانتقال الى مكان آخر ولا بالاختباء.
هذه الفئة ليست بمجرمة ولم تقترف ذنبا ولكنها نتجت عن اجرام وعن ذنب.نتجت عن علاقة غير شرعية.
أطفال لهم حقوق كغيرهم. ولكن أين هي؟ درر لها الحق في أن تصان .ولكن من يصونها؟
فتيان وفتيات. يلاقون رماحا من كل الجهات. وبين أيديكم قصة واحدة ممن عانين مرارة معيشة اللقطاء
القصة:
جلست تروي قصة حياتها للبحر.تروي قصة الذل والقهر.قالت والدمع يملأ عيناها. والألم يقطر من مقلتاها: منذ وعيي لذي الحياة. لم أعش عيشة كالأخريات.لاقيت كل المشقات .وتجرعت ألوان الشتائم والدعوات.
فتاة في الثامنة عشرة من العمر. ذاقت كل مصائب يخفيها الدهر. منزلها زقاق مظلم.وفراشها حصير مؤلم.وسادتها صخرة قاسية.وغطاؤها ثياب بالية. مشربها ماء ملوث عكر .غذاؤها تراب وأوراق شجر. وما ذنبها سوى أنها بلا أم وأب. بلا ملاذ أو مهرب .يشير إليها المارة بالبنان. ويمزقون بنظراتهم القاسية الكيان. يمنعون أولادهم التكلم معها. بل والاقتراب منها. لغتهم معها القسوة والظلم. وتعاملهم معها ضرب وشتم. ومما زاد الطين بلة.أن بها علة. هي مشلولة القدمان. وممزقة الوجدان. لاتملك عربة كالمشلولين. ولكنها تنتقل زحفا، فهي لقيطة من المشردين.
جلست تخاطب في حنين.في شوق يحطمه صوت الأنين.تخاطب أما لاتملك حق تسميتها بالأم. تخاطب أما لا تحن إلى ابنتها ولا تزيل عنها الهم:أماه،قد علمت أن الجنة تحت قدميك. وأن رضا الله من رضاك.أماه، لكن أين قلبك قلب كل أنسان. فحتى وحوش الغاب تغمر ابناءها بالحنان.
وبينما هي تشكي للبحر الأحزان. بدأت بالسخرية منها جماعة شبان. أطربوا مسامعها بأبشع الألحان. سب وكلام بذيء رسموه باتقان. طفقوا برجمها بالحجارة. ولم يتأثروا لدموعها المنهارة. ثم أحاطوها بالأولاد. وأمروهم بإهانتها كالمعتاد. واستمروا بالعناد.إلى ان كلّوا ، وهنا بدأوا بالابتعاد. وتواروا عن الأنظار . وكل من على الشاطئ في انبهار. لم يخفف هؤلاء عنها. ولكن بابتعادهم عنها وجزعهم منها دمروها.
هنا أحست بفقدان الأمل. ما الحل وما العمل؟ فكل من تلقاهم. لاتتفق وإياهم.
وأمام امتزاج روعة البحر. بألم القهر. امتد بصرها ووقع على مشهد الغروب.استأنست وأخذت همومها في الهروب. ولم تشعر بوجود حنون أمامها. إلا بعد احتضانها.تفاجأت لما يحدث ودهشت. وبفرح وهول قد شعرت. وقاطعت المرأة كلامها قائلة: أعيش وزوجي وحيدة بلا أبناء ولكني متفائلة. فقد بحثت عن ولد لأرعاه منذ مدة هائلة. والآن وجدتك أنت لتكوني ابنتي، فما أنت قائلة؟
عقدت هذه الكلمات لسانها. واحتارت ماذا تقول لها. وإذ بزوج المرأة يأتي بعربة. يحملها ويضعها فيها وهي مستغربة. وارتسمت تلك البسمة على الوجه الحزين. وبدأ بالتلاشي الكابوس الدفين. فوافقت على العيش مع أسرة المحسنين. واستمرت حياتها كأي فتاة. بعد أن اجريت لها جراحة لترجع لها هبة المشي كالاخريات. وبعد سنوات. دق باب منزلها شاب من أهل الاخلاقيات. وطلب يدها للزواج، وتم له ما شاء. وعاشا معا في جو من السعادة والهناء.
عنى الاسلام باللقيط فأوجب التقاطه، وحرم اهماله، وقد ألحق العلماء اللقيط باليتيم لأن المصيبة عليه أعظم فهو بلا هوية ولا أهل أوأقرباء، وبالتالي لا حقوق نسب له ولا ميراث ولا نفقة ، ولذلك قرر العلماء أن اليتيم ليس من فقد أباه فقط ، ولكنه أيضا كل لقيط وكل من فقد العلم بنسبه.
إن مجهولي النسب فئة كتب عليها أن تعيش ظروفا خاصة، لكن معاناتها أنها ظلت تعاقب من البعض على جريمة لم ترتكبها؟؟
الخاتمة:
يعيش اللقيط في الشارع أو في المؤسسات الايوائية ضمن دائرة من الأسئلة المحيرة** من أنا؟وكيف أتيت إلى هنا؟وأين أسرتي؟وهل اسمي صحيح؟ ولماذا ليس لدي كبقية الناس أم وأب وإخوة؟
ويكبر وتكبر معه هذه الأسئلة وتزداد معاناته تجاه هويته وذاته مما يِؤثر عليه باللجوء إلى الانطواء والعزلة وحتى كره الناس وبغضهم.فينحرف عن الطريق ويصبح عالة على المجتمع.
لذا وجبت رعايته كغيره من الأطفال حتى يشب على الأخلاق بعيدا عن الأزمات النفسية .
ولعل قصة المرأة التي دفع الرسول بابنها إلى أحد الصحابة ليكفله ويرعاه بعد أن تموت أمه التي سيقام عليها حد الزنا، تظهر لنا أي رحمة أرادها الاسلام لمن لا ذنب لهم في خطايا آبائهم، وأهمية رعاية الطفل وان كان مجهول النسب.
كما وجب اتباعه حين قال عز وجل:* فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين