تتربع شجرة دلب على أحد السفوح الجبلية في وادي العيون التابعة لمنطقة مصياف بمحافظة حماة وتعد أعجوبة من عجائب الخلق وروعة من روائع الطبيعة التي يندر مثيلها وهي أضخم وأقدم شجرة في سورية حيث يفوق محيط ساقها العملاق 15 متراً كما يزيد طول قطر تاجها على70 متراً ويصل ارتفاعها إلى 50 متراً.
ورغم عدم وجود وثائق تدل على تاريخ الشجرة بشكل دقيق وضعف الإمكانات والتقنيات الفنية والمخبرية فإن هناك العديد من المهندسين الزراعيين والمتخصصين في مجال الحراج لدى مديرية زراعة حماة قدروا بأن عمر الشجرة لا يقل عن أربعة قرون.
وتثير ضخامة جذع هذه الشجرة الملتصق بالأرض كأنه كتلة صخرية عملاقة منحوتة العقول ويأسر الألباب وتأسر كل من يراها بسحرها الأخاذ وعظمتها وكبريائها والتي لا تزال شامخة وباسقة في وجه عوامل الطبيعية منذ عدة قرون وحتى وقتنا الحاضر وهي تظلل حالياً مساحة من الأرض تقدر بنصف دونم.
ووصف الشيخ أبو أحمد 81 سنة من أهالي قرية عين الكروم عمر هذه الشجرة العملاقة بالخرافة حيث أن هناك الكثير من القصص والحكايات التي تناقلها أبناء المنطقة عن آبائهم وأجدادهم حول عظمة هذه الشجرة التي أكد جميعهم أنهم لا يعرفونها إلا بهذا الشكل.
وقال إن الكثير من القصص والروايات التي التصقت في ذاكرة أهالي المنطقة عن شجرة الدلب هذه ولاسيما في عهد الأتراك والفرنسيين حيث استخدم الثوار تجويفاً كبيراً داخل جذعها كمخبأ ومقر لهم في تدبير عمليات مقاومة ناجحة ضد الجنود الفرنسيين والدرك التركي.
وأضاف أبو أحمد كنت واحداً من بين مجموعات من الأطفال الذين علمهم الخطيب فيما مضى داخلها دروس القراءة والكتابة مؤكداً بأن تجويفها كان يتسع آنذاك لأكثر من 30 شخصاً أما اليوم فقد زال قسم من هذا التجويف بسبب عوامل الطبيعة والإنسان وقلة وعي بعض الأفراد تجاه الطبيعة والغابة التي تعد ثروة اقتصادية واجتماعية وبيئية هامة.
وأضحت الشجرة التي تعاقبت عليها الأجيال رمزاً طبيعياً لأبناء المنطقة ولاسيما العاشقون لروعة الطبيعة وروائعهاِ وتم مدها بنبع مائي لا ينضب صيفاً ولا شتاءً الأمر الذي أسهم في مواصلة نمو جذورها الواغلة في أرض ذات تربة بركانية خصبة عشرات الأمتار عمقاً كما ارتفعت أغصانها عشرات الأمتار في الهواء معلنة تميزها وسيادتها على باقي مثيلاتها من الأشجار المجاورة.
وبين المهندس محمد زاهد الخطيب معاون رئيس قسم الحراج في زراعة حماة أن هذه الشجرة العملاقة من نوع الدلبيات الشرقية الكبيرة التي يكثر نموها في المناطق الرطبة على الشريط الساحلي والمناطق الجبلية وبالقرب من مجاري المياه موضحاً أن هذا النوع من الأشجار يمتاز بسرعة نموه خصوصاً بالسنوات الأولى من عمره بالإضافة إلى متانة أخشابه الثقيلة التي تصلح للصناعات المنزلية والحربية بالإضافة إلى جذوعه الدائرية التي تكسو بقلف قشري وثمار كروية مستديرة مغطاة بشعر خشن وأوراق كراحة اليد ولها عنق طويل.
ولفت إلى أن هذه الشجرة الكبيرة تدخل ضمن قائمة الأشجار الضخمة التي يتجاوز طولها 45 متراً كما أنها على رأس قائمة الأشجار المعمرة في العالم حيث يتراوح معدل عمرها الوسطي 400 عام في حال إذا توفرت الشروط البيئية والطبيعية المناسبة لها.
وأصبحت هذه الشجرة التي تعاقبت عليها الأجيال رمزاً طبيعياً لأبناء المنطقة ولاسيما عشاق جمال الطبيعة وروائعهاِ وتم مدها بنبع مائي لا ينضب صيفاً ولا شتاءً الأمر الذي أسهم في مواصلة نمو جذورها الموغلة في أرض ذات تربة بركانية خصبة عشرات الأمتار عمقاً كما ارتفعت أغصانها عشرات الأمتار في الهواء لتعلن الشجرة تميزها وسيادتها على باقي مثيلاتها من الأشجار المجاورة.
ومازالت الشجرة العملاقة مجهولة لدى الكثير من أبناء سورية رغم أنها كنز من كنوز الطبيعة السورية وثروة لا تقدر بثمن ما يدعو إلى العناية بها والحفاظ على استمرارية بقائها باعتبارها رمزاً من رموز الحياة في المنطقة.