باتت ظاهرة الانفجار السكاني أحد المؤثرات السلبية على الاقتصاد السوري في كافة مناحيه إذ يبلغ عدد سكان سورية 2ر22 مليون نسمة وبمعدل نمو 45ر2 بالمئة وهو اعلى معدلات النمو في العالم ويشكلون 8ر5 بالمئة من العرب البالغ عددهم 307 ملايين نسمة ما يؤثر على استهلاك أي نسبة نمو اقتصادي محققة.
ويشير الخبراء الديمغرافيون إلى أن عدد السكان في سورية وتوزعهم الجغرافي ومراحل التحول الديمغرافي يفرض قراءة جديدة للواقع السكاني في سورية وعلاقته بالتنمية والتنمية البشرية والصحة ومشكلة البطالة والرعاية الاجتماعية والعشوائيات وتاكل الفئات الوسطى اضافة إلى توزيع الثروة والدخل القومي.
ويبين الخبراء أن أي ارتفاع لمعدل النمو سيكون وهميا ما دام التدهور البيئي وحده يستنزف ما يقرب 75 بالمئة منه كما أن ارتفاع عدد السكان يؤدي إلى ضغط كبير على الموارد الطبيعية يصل بها إلى الشح.
ويشير الخبير الاقتصادي حسين العماش إلى أن تحسن الشروط الصحية والخدمات أدى إلى ارتفاع في نسب الولادة وتناقص عدد الوفيات بدوره أدى إلى ارتفاع في عدد السكان ما أحدث خللا اجتماعيا.
ويرى العماش في حديث لإحدى الصحف المحلية أن الزيادة السكانية في سورية خرجت عن السيطرة وتحتاج إلى خمسة عشر عاما مقبلا ليبدأ هذا النمو بالانخفاض ويستقر مشيرا إلى أن النمو الاقتصادي نسبة لعدد السكان ضعيف ويتراوح بين 4 إلى6 بالمئة ما يخلق معدلات بطالة مرتفعة ولفظ سوق العمل للوافدين الجدد إليها واستنزاف للموارد الطبيعية ويضع الأجيال القادمة تحت ضغط البحث عن موارد جديدة لتلبية احتياجاتهم.
ويضيف العماش أن نسبة النمو الاقتصادي يجب أن تتراوح بين 8 إلى 9 بالمئة أي ضعفي معدل النمو السكاني لتتناسب معه وتحقق شروطا معيشية أفضل لافتا أن الحل يكمن في رفع معدلات النمو الاقتصادي لتمتص معدلات الزيادة السكانية إلى جانب الادارة الرشيدة للموارد والتخطيط الاستراتيجي طويل الأمد.
ورأى العماش أنه تم التركيز على توفير الخدمات الأساسية والسعي إلى التطوير في مراكز المدن الكبرى على ضوء اختلالات التنمية فأصبحت تلك المراكز مناطق جذب سكاني كدمشق وحلب وقابلها إهمال هذه الخدمات في بعض المدن والأرياف ما دفع السكان إلى الهجرة المكثفة إلى تلك المراكز في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ورغم انخفاضها في التسعينيات إلا أنها تجددت خلال الأعوام الخمسة الأخيرة الماضية ما أدى إلى ظهور مناطق السكن العشوائي وهذا يستدعي التركيز على الأطراف لا على مراكز المدن فقط.
وتشير القراءات السكانية إلى أن معدل النمو السكاني في سورية سيزداد نتيجة عودة الكثير من المغتربين وخاصة في دول الخليج بعد الأزمة المالية العالمية ما يشكل ضغطا آخر على الموارد والبنى التحتية وسوق العمل. وبالنسبة للتوزع الإقليمي فإن دمشق وحلب تستحوذان على 20 بالمئة من السوريين . 8)