[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
هذه مائية موكاسين، أو موكاسين قطنية الفم، وهما لقبان لنفس الأفعى. تشاهد هذه الأفعى أكثر من غيرها من الأفاعي السامة في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، أما السبب في ذلك فهو بكل بساطة، لأنها عادة ما تسكن حيث يلعب الناس. فكر مليا بالأمر، أي تحب اللعب وما الذي تحب القيام به في الصيف؟ ربما تحب السباحة، أو الصيد أو التنزه بالقارب أو التزلج على الماء، وربما أحببت التنزه على الشاطئ، أو بين الغابات القريبة من ضفة النهر، كل هذه أماكن تدعو للهو، ولكنها جميعا تقود إلى الأماكن التي تسكن فيها مائية موكاسين.
ألم يسبق أن سمعت بأحد كان يلعب في المياه الضحلة عندما تنبه فجأ إلى وجود ثعبان عند قدميه؟ ماذا يفعل حينها؟ هل ينظر إليها ويقول جميل جدا، إنه ثعبان، إنه يسبح عند قدماي، وهو كبير جدا.
كلا، ليس هذا ما يقوله، بل عادة ما يصرخ بأعلى صوته، ثم يقفز في الهواء لعشرين قدم، ثم يطير مسرعا إلى ضفة النهر. ولماذا يفعلون ذلك، طبعا لأنهم يخافون من الأفعى التي تسبح من حولهم، أي من هذه الحية، إنها مائية موكاسين السامة.
علما أنها غالبا ما لا تكون مائية الموكاسين، بل مجرد ثعبان مائي لا يؤذي، وهناك الكثير منها تشبه الموكاسين السامة، فلدينا مائية فلوريدا والمائية البنية والمائية السوداء وحتى المائية الخضراء تبدو شبيهة بالموكاسين السامة أحيانا.
لا شك أن جميع هذه الثعابين الغير ضارة، تشبه نسبيا مائية الموكاسين في الظاهر، وقد يكون رأسها قوسي مثلها أيضا، وقد تغطيها علامات سوداء أو بنية فوق الجسم، ولكن هذا تشابه في الظاهر لا أكثر.
لنتأمل عن عمق بمائية الموكاسين، كي نرى كيف نميز هذا الثعبان بين غيره من الأفاعي المائية الغير سامة.
لإحدى الأشياء التي تميز مائية الموكاسين عن غيرها بالطبع هي السم والأنياب. ولا يمكن أن تقترب من ثعبان لتفتح فمه كي ترى إن كان فيه أنياب، أعتقد أن هذا أسلوب خاطئ في التعرف على مائية موكاسين. بدل ذلك من الأجدر أن ننظر إلى رأسه، واعلم أنه عادة ما يكون مسطح من أعلاه، وكأنه أعلى الطاولة، كما أن جانبي الرأس مستقيمة جدا كالجدران. وحيث يلتقي الجانبين مع السطح يتشكل نوع من الزاوية، أي أن رأس الموكاسين يعتبر شبه مستطيل الشكل، وإذا نظرت إلى رأس الأفعى سترى أن عيناها على جنبي الرأس وليست في أعلاه، وهي مستقيمة لا تبرز خارج حدود الجانبين. وإذا تمعنت برأسه جيدا من فوق سوف تلاحظ أنك لن ترى عيناه أبدا، لأن جنبات رأسه مسطحة تماما.
إذا نظرت إلى عيناه جيدا سوف ترى أنها شبيهة بعيني القط، وإذا تمعنت أكثر سوف ترى أن هناك ثقوب بين عينيه على جانبي الوجه, وأنفه، لأنه من فصيلة البيت فايبر السامة.
إذا تأملنا بالثعابين المائية الغير ضارة سنرى أن هناك فارق كبير بين ما شرحناه حتى الآن وما فيها. الفارق الأول هو أن أعلى رأس الأفعى المائية الغير ضارة ليس مسطحا بل مستديرا، كما أن جانبي الرأس ليس مسطحة كالجدار بل مستديرة ومتعرجة، رؤوس الأفاعي المائية ليست مستطيلة وليس فيها أي زوايا على الإطلاق بل مستديرة وناعمة. إذا تأملت في عيني أفعى مائية غير سامة، سترى أنها في أعلى الرأس وليست على الجانبين، كما أنها بارزة تماما، فهي تبدو كعيني الضفدعة أو مثل كريات ظاهرة على السطح، من السهر رؤيتها جدا.
كما أن حدقات العيون مستديرة وليست كعيون القطة التي تميز الموكاسين، ولن تجد في الوجه ثقوب لأنها ليست من فصيلة البيت فايبر. أي أن هناك فوارق كبيرة بين المائية الغير سامة وأفعى الموكاسين.
إذا أردت العثور على مائية الموكاسين، أين ستبحث عنها؟ أعتقد أن البعض قد يفكر في البحث عنها في الماء، لا شك أن هذه إجابة حسنة، ولكنها لا تعيش في جميع برك المياه التي تتوقع أن تكون فيها، بل تفضل العيش في البحيرات الضحلة الدافئة، ومياه الأنهر الساكنة، وفي المستنقعات أيضا وما شابه ذلك، لا يمكن أن تجد الموكاسين في مياه باردة بين الصخور أو في بحيرات عميقة. ولن تجدها في أنهر نساب المياه فيها مسرعة، فهي لا تحب الحركة والبرودة أبدا بل تفضل المياه الساكنة والدافئة.
تعتمد هذه الأفعى في غذائها على نخبة متنوعة من الحيوانات التي تتغذى عليها، وبما أنها تعيش في الماء نتوقع منها أن تأكل الأسماك، والضفادع، وهل تعرف ماذا تأكل أيضا؟ إنها تتغذى على صغار التماسيح أيضا. لا شك أن التماسيح الكبيرة تأكل مائية الموكاسين، أما هذه فتتغذى على صغار التماسيح.
تتغذى هذه الأفعى أيضا على الحيوانات التي تأتي إلى النهر كي تشرب. أي أنها يمكن أن تأكل الفئران والجرذان، حتى أنها يمكن أن تبتلع الأرنب. قد يفكر البعض الآن بأن الأرنب كبير نسبيا، لا يمكن لهذه الأفعى أن تأكله، ولكن الحقيقة أن ما لدينا هنا هو أفعى صغيرة بعد، أما الراشدة منها فقد يبلغ طولها ستة أقدام، وهي تتمتع بجم بدين وثقيل جدا، لهذا يمكن أن تأكل حيوان بحجم الأرنب، فهي من الثعابين الكبيرة.
ولكن، ماذا يمكن أن تفعل هذه الأفعى إذا رأتك يوما وهي بين الأعشاب على ضفة نهر، تسير نحوها مباشرة؟ هل تعتقد أنها ستطاردك ولسعك وتؤذيك؟ كلا، أول ما ستفعله هو السكون، ستجمد مكانها بهدوء تام، لن تتحرك إطلاقا، على أمل أن تمر من جانبها دون أن تراها، وهل تعلم أنك إن لم ترها، ستدعك تمر بسلام، لن تعضك أو تطاردك أو تسبب لك الأذى على الإطلاق، أما السبب في ذلك، فلأنها تخافك، فعادة ما تعتقد هذه الأفاعي أننا عمالقة، وهي تقول لا بد أن هذا العملاق البشري يبحث عني على ضفة النهر، أعرف ما يريد أن يفعله إذا عثر علي سيبدأ بالرقص فوق رأسي بأقدامه البشعة جدا، وبما أنها لا تريدك أن تحطم رأسها، سوف تحاول الاختباء منك، وستجري الأمور على ما يرام، إلا إذا ما رأيتها أنت. ماذا إن رأيتها؟ ماذا إن نظرت في عيناها؟ وماذا إذا توجهت نحوها؟ كل ما ستفعله الأفعى حينها هو السعي لإخافتك، ولكن كيف لها أن تفعل ذلك؟ ستلجأ ببساطة إلى عرض العضلات، ينم عن التهديد والوعيد، وفي هذه الأثناء، ترفع رأسها عن الأرض، ثم تفتح فمها على وسعه، ويستعرض أنيابه الحادة والطويلة، ويستعرض حجم فكيه الهائلين، وكأنه يقول حذار فهذا أنا ذو الفم القطني. عندما يفعل ذلك، عادة ما يلجأ الجميع إلى الفرار. ولكن أحيانا ما نجد شخصا يدعي الذكاء، ويرفض الفرار، بل يؤثر على البقاء للتأمل وهو يقول: رائع، إنه ثعبان جميل. فيرد الثعبان على ذلك بالقول: يبدو أنه ليس ذكي جدا، ويتساءل في نفسه عما سيفعله الآن، فيسعى لمتابعة تخويفه، وهكذا يسرع نحو الشخص بأسرع ما يمكن، ولكنه لا يتقدم أكثر من خمسة أقدام، يتوقف بعدها، أما السبب في ذلك، فلأنه لا يحاول أن يمسك بك أو يلسعك، أو يؤذيك، بل يحاول إخافتك حتى تقرر الهرب، وهو ما يسمونه بالهجوم المزيف، الذي عادة ما يفلح في إقناع الجميع بالفرار، باستثناء من يدعي الذكاء، ويبقى في مكانه مندهشا وهو يقول: واو! لم أر ذلك من قبل.
عندها ينظر الموكاسين للمرة الأخيرة نحو ذلك الشخص، ويقول لا بأس، لن أجد خيارا آخر، ثم يلسعه.
الموعظة من هذه القصة، هي أنك إذا رأيت مائية الموكاسين، وهي تستعرض عضلاتها، غادر المكان، ولا تبقى حتى نهاية العرض، لأنه قد ينتهي نهاية محزنة، وهذا ليس في صالحك.
=-=-=-=-=-=
هذا وَرَل السهول، وأنا أقوم الآن بتنظيفه قليلا، فهناك بعض القشور فوق رأسه، لأن السحالي تبدل جلدها كالثعابين تماما، علما أن جلدها لا يخرج قطعة واحدة كما هو الحال بالنسبة للأفاعي، بل تسقط ملايين القطع معا، لا شك أن هذه السحلية تنتمي إلى عائلة الورل، سنلقي نظرة على ورل السهول ونتحدث قليلا في الوقت نفسه عن عائلة الورل من هذه الفصيلة. نذكر أولا أن هناك أنواع كثيرة من سحالي الورل، وهي تزيد عن سبعين نوعا، وهي تنتشر في أنحاء كثيرة من العالم، وهي تسكن في مناطق متنوعة جدا. يمكن القول أنها تستطيع العيش في أراض صحراوية جافة جدا، كما وفي مناطق غابات المطر الاستوائية. كما تنتشر أيضا في الظروف المناخية المتنوعة التي تقع بين هاتين المنطقتين.
لسحالي الورل أحجام مختلفة جدا، يمكن أن تجد منها من يبلغ طوله الأقصى اثني عشر إنشا، كما يمكن أن تجد نوعا يصل طوله الأقصى إلى اثني عشر قدم. لنتعرف الآن على بعض مزايا سحالي الورل، لنرى أولا حاسة الشم لديها، وهي قوية جدا، ولا شك أن لها أنف كجميع السحالي، وهي تستعمله لتعزيز حاسة الشم، مع أنها تعتمد في حاسة الشم أولا على اللسان، الذي تستعمله على طريقة الثعابين، إي أنها تطلقه في الهواء لتأخذ جزيئات منه، ثم تعيد لسانها إلى الفم، لتحلل الجزيئات التي التقطها، عبر عضو يسمونه جيكبسون، الذي يلعب دور الكمبيوتر ليحدد ما يشمه، ما يمنحه حاسة شم دقيقة وبعيدة المدى.
تشم بعض سحالي الورل الأشياء عبر مسافة بعيدة ما يسدي لها خدمة كبيرة، لأن الأطعمة المفضلة لدى الورل هي الحيوانات الميتة، التي عادة ما تكون متعفنة تصدر عنها رائحة كريهة، وهي عادة ما يطلق عليه تعبير الجيف، أي أن الجيف هو أي حيوان ميت. أي أن هذه السحالي تحب أكل الجيف. لنفترض أن لدينا ورل كبير الحجم كما هو حال الكومودو دراغون، أتعلم أنه يشم رائحة الجيف عبر مسافة سبعة أميال؟ أي أنه يتمتع بحاسة شم قوية جدا، كما أن الورل الصغير يمكن أن يشم رائحة الجيف عبر ميلين أحيانا، وهذه حاسة شم قوية جدا بالنسبة لسحلية صغيرة، كما أنها تشم رائحة الجيف حتى لو كانت مدفونة تحت الأرض، تغطيها طبقة من الأوساخ توازي عدة إنشات.
أما إذا عثرت على جيف مدفونة تحت الأرض، تحفر بحثا عنها، وتأكلها فورا، فهي ترى بأن للجيف طعم لذيذ.
صحيح أنه يحب طعم الجيف، ولكن الورل يتغذى على حيوانات يصطادها بنفسه، أي أنه صياد ماهر، بل يسمونه أحيانا بقناص الفرص، أي أنه يأكل أي نوع من الحيوانات التي يستطيع النيل منها. وهو يكمن للحيوانات ويطاردها حتى إن كان نائما ومر بجانبه حيوان ما قد يستيقظ فورا وينقض عليه ويصطاده ويأكله.
أما ورل السهول فهو ينتشر في أفريقيا، وهي عادة ما تنتشر في أراض عشبية جافة وخالية من الأشجار يسمونها البطحاء.
يعتمد الورل على طريقة غريبة في التخلص من خصومه، بل يعتبر ورل السهول غريب جدا. أول ما يفعله الورل إذا رأى حيوان يقترب منه، هو الاختباء، وذلك بأن يبقى ساكنا، على أمل أن تتولى ألوانه الواقية، إخفائه، وهي عادة ما تفلح في ذلك. إذ قلما يراه الأعداء فيتابعون المسير. ولكن أحيانا ما يراه بعض الأعداء، وحينها يقفز الورل، ويفر هاربا. لا ينطبق هذا على ورل السهول، فهو بطيء جدا ويعرف أنه إذا حاول العدو لن يبتعد كثيرا، لهذا لا يزعج نفسه، لهذا يقف على القائمتين الخلفيتين، ما يجعله يبدو أطول وأكبر، ثم يبدأ بفتح فمه وإغلاقه، ما يوحي بأنه كبير وسيئ الطباع، ثم ينفخ حلقه، ما يجعله أشد بشاعة من قبل، ويحرك ذيله إلى الأمام والخلف، ليوحي بأنه عدواني شرس.
عندما يفعل ذلك عادة ما تقول الحيوانات في نفسها، لا أريد العبث مع هذا الشرير، ويرحلون، أي أن طريقته مفيدة ولكن أحيانا ما يأتي خصم يرفض الرحيل، حينها يفعل ورل السهول شيئا لا يعرفه باقي أبناء جلده، وهو أنه ينهار على الأرض ويلعب دور الميت، وهذا تصرف غريب جدا، لأنه حيث يسكن، هناك الكثير من الحيوانات التي تأكل الجيف، ولن توفره. ولا أعرفغ لماذا يلجأ إلى هذه الحيلة، ولكن بعض الحيوانات قد تنظر إليه وتقول، يا إلهي لقد مات يجدر بي أن أدعه وشأنه، ثم يرحلون. لا أعرف لماذا يفعلون ذلك ولكن الحيلة تنجح معه وإلا لما بقي على قيد الحياة بل كان ليتعرض للانقراض.
يتغذى ورل السهول على نخبة متنوعة من الأغذية، فهو يأكل حيوانات صغيرة، كالثعابين والسحالي والضفادع، ويأكل العصافير وبيض الطيور والحشرات، كما يأكل العقارب أيضا.
قد تتساءل عما إذا كان ورل السهول شريرا، والإجابة هي نعم، فكل من يأكل العقارب هو شرير بلا شك.
=-=-=-=-=-=
قد تبدو هذه السلحفاة غريبة الملامح، ولكنها تسمى بسلحفاة لينة الصدف. تعرف بأن لجميع السلاحف صدف يحميها يمكن أن تراه هنا على الظهر والبطن، ولكن لهذا الحيوان صدف ليست من النوع الصلب القوي المقاوم كالدروع، بل لديه صدفة ناعمة هي أشبه بالجلد الناعم، هذا هو حال صدفتها.
ينقسم هذا النوع من السلاحف إلى مجموعتين كبيرتين، المجموعة الأولى هي التي تسكن في المحيط، وهي تسمى بالسلحفاة الجلدية الظهر، التي يشاع أنها أكبر سلحفاة في العالم، إذ يصل طول الصدفة لديها خمسة أقدام، ليقارب وزنها طن كامل، أي ألف كيلو غرام، أي أنها كبيرة جدا.
وهي تسمى بجلدية الظهر لأن طبقة سميكة من الجلد تغطي الصدفة. تعتبر تلك السلحفاة التي تسكن المحيطات، من الفصيلة المائية، وهي لا تخرج إلى اليابسة على الإطلاق، إلا عندما يحين الوقت كي تضع الأنثى بيضها على رمال الشواطئ، وإلا فهي تبقى في الماء طوال الوقت.
والحقيقة أنها تمضي كامل حياتها في المياه الدافئة للمحيطين الأطلسي والهادئ، أما هذه فهي تنتمي لمجموعة أخرى من الصدف اللين، إنها مجموعة السلاحف التي تعيش في المياه العذبة، وهي عادة ما تختار المياه الضحلة من الأنهر والبحيرات والبرك، لا شك أنها من السلاحف المائية أيضا ولكنها تتميز بالخروج إلى اليابسة أحيانا، فقد تشاهدها على الشواطئ وضفاف الأنهر، تجثو لتستمتع بأشعة شمس الظهيرة، ولكنها غالبا ما تمضي باقي الوقت في المياه.
غالبا ما تجد هذا النوع من السلاحف في أعماق الأنهر والبحيرات، تجلس بين الرمال والوحل، حيث تختبئ، الشيء الوحيد الذي تخرجه من الرمال والوحل، هو أنفها المميز وعيناها الكرويتان، وهكذا تختبئ من الأعداء، ومن طعامها أيضا.
حين تمر سمكة ما لا توقع أن يكون هناك سلحفاة مختبئة، إلى أن تخرج السلحفاة رأسها، وتمسك السمكة بفمها، فلهذه السلحفاة عنق طويل جدا، وفك قوي جدا. تستمتع هذه السلحفاة في البقاء في الماء، كغيرها من السلاحف المائية، كما تحب البقاء داخل الصدفة في المياه الضحلة، حيث تخرج عنقها من المياه أحيانا، وتخرج الأنف بسرعة، لتأخذ نفسا عميقا، ثم تعيد العنق بهدوء إلى الصدفة حيث تختبئ، وهكذا لا يمكن أن يشاهده أحد أعدائه، أو الأسماك التي يريد أن يأكلها.
أي أن هذه السلاحف تختبئ جيدا ولكن أحيانا ما يراها حيوان ما، فما الذي تفعله، أول ما قد تفعله هو السباحة بعيدا. إذا نظرت إلى قوائمها الخلفية يمكن أن ترى بأنها شبيهة بالدوافع المصممة بدقة، كي تساعدها على السباحة بسرعة كبيرة، حتى أنك إن رايتها تعوم تحت الماء ستشعر وكأنها تحلق هناك ولا تسبح فعلا. أي أنها سباحة ماهرة، ولكن هذا النوع من السلاحف لا ينجو هكذا، بل يفضل القتال، وهو يعارك بشراسة وعناد، وهو يعتمد في ذلك على عنقه الطويل وعلى فكيه القويان، إذ يمكنه أن يقتطع جزءا من أي حيوان يقترب منه.
ولكن ماذا يجري إن كانت السلحفاة على اليابسة؟ هل تذكر أنه يخرج أحيانا للتمتع بأشعة الشمس بعد الظهر؟ ولكن صدق أو لا تصدق، إذا رأى عدوا على اليابسة، أول ما يفعله، هو العدو. أعرف أنك قد تسخر مني حين أقول بأن هذه السلحفاة تستطيع العدو أمام عدوها. ولكن هل تعلم بأن هذه واحدة من بضعة سلاحف في العالم يمكن أن تعدو فعلا، مع أن غالبية السلاحف تجهد نفسها في محاولة العدو، أما هذه فهي سريعة جدا يمكن أن تفر من عدو لها. أما إذا أمسكها العدو قبل أن تتمكن من الوصول إلى الماء، أتعرف ماذا تفعل، تخرج للقتال، فهي تقاتل بشراسة على اليابسة، جميعنا يعرف أنها تتمتع بعنق طويل وفك قوي، يمكن أن تقطع جزءا من المنطقة التي تعضها إذا تمكنت من الوصول إليه.
ولكن هناك عناصر أخرى يقاتل بها، فإذا نظرت إلى قوائمه، سترى أنها مسلحة بمخالب طويلة وحادة في نهاية أصابعه، وهي مخالب حادة أكثر من الشفرات، عندما يطعن بها أعدائه يصيبها بجروح نازفة وكأنه منشار.
الوسيلة الأخرى التي تساعده على الهرب من الأعداء هي الصدفة، وهي ليست صلبة بل لزجة جدا، أي أ،ه من الصعب جدا الإمساك بها، أي أن محاولات أي حيوان للإمساك بها بأسنانه أو قدميه ستبوء بالفشل الذريع. أي أنه يفلت من أسنانه ويفلت من يديه، إذ يصعب جدا الإمساك به، أي أن الصدفة اللينة، لا تتمتع بالصلابة اللازمة، ولكنة ليست بلا جدوى