يعتبر جامع "شرف" أحد المساجد الجامعة التي تنتمي إلى العصر المملوكي، هذا العصر الذي شهد انتشارا واسعا للمساجد والمدارس والزوايا، متميزا بمئذنته المثمنة المتوضعة فوق الجهة الغربية للجامع. حيث يقع جامع "شرف" في حي "الجْديدة" شمالي ساحة الحطب عند حارة "عبد الحي".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يرجع المهندس "عبد الله حجار" في كتابه "معالم حلب الأثرية" تسمية هذا الجامع إلى أحد المدفونين فيه وهو "الحاج شرف"، فيقول: «ربما كانت تسمية جامع "شرف" نسبة للحاج "شرف" المدفون فيه عام 796هـ / 1393م مع بعض عائلته. كما أن هناك شاهدتي قبر أخريين: واحدة من بداية الفترة العثمانية، والأخرى من عام 1786م».
وترجع الدكتورة "نجوى عثمان" في كتابها "الهندسة الإنشائية في مساجد حلب"، بناء الجامع إلى عهد "قانصوه الغوري"، فتقول: «أنشئ أيام "قانصوه الغوري" 906-922/هـ، وسعه "حسين بن محمد الميداني المتوفى عام 1527م، وجدد عام 1933م.
ويتفق المهندس "عبد الله حجار" فيما ذهبت إليه الدكتورة "نجوى عثمان" من كون الجامع مملوكي، فيتحدث عن تاريخه وبعض من ملامحه فيقول: «يتميز جامع "شرف" بمئذنته المضلعة المملوكية. وقد أقيم مقابل إحدى واجهاته وأمام نافذتين قسطل مما يدل على أن بناء الجامع أقدم من القسطل. وهناك كتابة على لوحة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في الجدار الداخلي العميق بين قوسي تفريغ الحمولة في النوافذ مؤلف من ثلاثة أسطر نسخي مملوكي تنص على انه: (أنشأ هذا السبيل المبارك "بردبل" تاجر المماليك السلطانية أثابه الله الجنة بتاريخ شهر محرم سنة سبعة وتسعين وثمانمئة، وملعون من يتعرض لقطع جريانه). وهناك أعلى واجهة القسطل رنكان للسلطان "قايتابي".
أما جامع "شرف" فيعود ربما للقرن التاسع الهجري. وقد تم ترميم الجامع عام 1903م وقد أضيف شريط كتابي قصير أعلى الباب عبارة عن سطر واحد نسخي مملوكي معتنى به جدا نصه: (عمر هذا المكان المبارك في أيام سعد مولانا السلطان الأشرف "قانصوه الغوري" عز نصره). ومن المعروف أن "قانصوه الغوري" حكم كسلطان ما بين /906-922/هـ. /1500-1516/م».
أما عن الصبغة العامة لمساجد العصر المملوكي فتتحدثت عنها الدكتورة "نجوى عثمان" في كتابها "الهندسة الإنشائية في مساجد حلب"، فتقول: «شهد العصر المملوكي الذي يمتد في "حلب" /685 الى 922/
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بناء المساجد الجامعة، بالاضافة إلى المساجد والزوايا والمدارس. ومن الملامح العامة لمساجد هذه الفترة تكون القبلية لبعض هذه الجوامع جنوب الصحن ويحيط بها ثلاثة أروقة إنْ اختلفت عدد مجازات القبلية أو عدد فتحاتها.
ولبعض جوامع هذا العصر قبلية بمجازين يضم كل مجاز ثلاث فتحات ولها أروقة تحيط بالصحن. وهناك جوامع تتألف قبليتها من مجاز واحد يتراوح عدد فتحاتها بين الفتحة الواحدة وأربع فتحات، ومنها جامع "شرف" وله (6) فتحات حيث كانت مساجد العصر المملوكي على العموم بسيطة وصغيرة المساحة والقبلية فيها جميعا من مجاز واحد. وفي جامع "شرف" تستند القبة إلى الجدران دون رقبة. والمئذنة مثمنة بشرفة مثمنة على مقرنصات فمظلة خشبية مثمنة، وأما المنبر فهو تقليدي خشبي.
وبشكل عام فإن مساجد العصر المملوكي لم يحصل فيها تغيير في المساقط الأفقية عنها في العصور الأولى. ومنحت الواجهات الخارجية في المساجد الرئيسية عناية كبيرة فزينت بزخارف حجرية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مختلفة تركزت حول النوافذ والمداخل مؤكدة وجودها لافتة النظر إليها.
انتشرت المآذن المثمنة على نطاق واسع مع الابتعاد عن المربعة، رغم أن المآذن الدائرية ظهرت في فترة مبكرة من هذا العصر إلا أنها لم تنتشر، مما يدل على أن المعمار الحلبي انسجم تماما مع الشكل المثمن للمئذنة ما جعله من المميزات الرئيسية لهذا العصر».
موضوع: جامع شرف".. معلم من العمارة المملوكية 
