على بعد حوالي 15 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة "سراقب" وعلى مقربة من موقع "تل مرديخ" الأثري تقع قرية "لوف"، التي تتبع إداريا لناحية "سراقب" منطقة "إدلب"، فمن نبات الـ"لوف" الذي كان ينبت في القرية في السنوات الماضية جاءت تسميتها، كما يذكر الباحث "عبد الحميد مشلح" الذي يضيف: «هو نبات أوراقه خضراء عريضة تنبسط على الأرض وتخرج له وتخرج له قصبة من وسطها وفي رأسها ثمرة وله بصل شبيه ببصل العنصل ينمو في فصل الربيع والناس سابقا كانوا يستخدمونها كعشبة دوائية وأكثر منابته الجبال» وحول تاريخ القرية فيؤكد بأنها «قرية حديثة نسبياً ترقى إلى أواسط العهد العثماني»
موقع eIdleb زار القرية والتقى بالأستاذ "عبد اللطيف ابراهيم" رئيس بلدية "الريان" التي تتبع لها "لوف" ليعرفنا بالقرية حيث يقول: «"لوف" قرية صغيرة من قرى ناحية "سراقب" تبلغ مساحتها حوالي 800 هكتار، وعدد سكانها 2200 نسمة، والقرية مخدمة بالكهرباء لكن هناك بيوت في القرية لا تعمل فيها الأجهزة والأنوار الكهربائية نظرا لضعف الكهرباء في القرية، مع أن الشبكة تغطي كامل بيوت القرية منذ عام 1988، وجميع بيوت القرية مخدمة بالهاتف الآلي ويقوم جرار البلدية بجمع قمامة القرية ثلاث مرات في الأسبوع وقد تم إنجاز المسح الطبوغرافي لـ"لوف" ولم يتم بعد إنجاز مخطط تنظيمي فيها، والطريق التي تربطها مع القرى المجاورة مقبولة، فطريق "لوف" "الريان" ترابي أما الطرق التي تربطها مع "معردبسي" و"الشيخ ادريس" و"الهرتمية"
فهي معبدة، يوجد في القرية جمعية فلاحية وتعتبر البطاطا والقطن أهم زراعات القرية بالإضافة لزراعة الحبوب والأشجار المثمرة، تتميز "لوف" بتربتها الخصبة ووفرة مياهها»
وحول الواقع التعليمي في القرية يتحدث الأستاذ "فؤاد الجمعة" مدير مدرسة "لوف" قائلاً: «أنشئت أول مدرسة في "لوف" في عام 1963 وكانت المدرسة عبارة عن بناء طيني، وبعد قيام الحركة التصحيحية بنيت مدرسة حديثة على مساحة واحد هكتار وهي حاليا تضم 600 طالب منهم 320 طالب حلقة أولى و280 طالب حلقة ثانية، الكادر التعليمي من أبناء القرية ضعيف فهناك ثلاثة معلمين فقط خريجي صف خاص، ومنذ سنوات قليلة فقط تابع قسم من أبناء القرية تعليمهم الثانوي والجامعي، نسبة النجاح في شهادة التعليم الأساسي في مدرسة القرية العام الحالي بلغت 55
بالمئة»
من يزور قرية "لوف" يلفت نظره أكوام التبن الضخمة المنتشرة هنا وهناك في القرية، حيث تعتبر "لوف" واحدة من أهم مراكز تجارة التبن في محافظة "إدلب" وعن هذه التجارة يتحدث مختار القرية السيد "غازي الشمالي" بالقول: «تعتبر تجارة التبن من أهم النشاطات التي يمارسها سكان القرية، فنحن في موسم الحصاد نقوم بشراء التبن من القرى المجاورة لنا حيث يوجد في القرية أكثر من 70 سيارة شحن تعمل على جمع التبن من تلك الحقول بعد حصادها، ونقوم بتخزين الكميات التي لم تباع بعد على شكل أكوم كبيرة ضمن أرضي القرية بانتظار تحسن أسعاره التبن، ومعظم الكميات التي نبيعها تكون في أسواق خارج المحافظة في ريف "حلب" وريف "دمشق" وريف "حمص"، عندما تكون الأسعار جيدة
يعمد التجار إلى بيع مخزونهم من التبن وعندما تكون الأسعار متهاودة يعمد الأهالي إلى تجميع الكميات وتخزينها، وطبعاً ذلك رهن بأسعار الأعلاف فعندما يكون سعر الأعلاف مرتفع يكون الطلب كبير على التبن على عكس الحال عندما تكون أسعار العلف منخفضة»