يقال أن ملكة رومانية تدعى "سالي" قد حكمتها، وأطلقت عليها اسمها.. وهناك من يقول إن وفرة أمطارها وغزارتها في فصل الشتاء تدفع بالمياه للسيل في أودية صغيرة في أرجائها وهو سبب تسميتها "سالة".
على السفح الشرقي لجبل العرب وإلى الشرق من محافظة "السويداء" تتربع قرية "سالة" المشهورة بمناخها الرطب المعتدل.. وبإنتاجها المميز للفواكه البعلية وأهمها التفاح.
وفي زيارة موقع eSuweda للقرية التقى عدداً من سكانها للحديث عنها وكان أولهم السيد "فايز طلايع" مختار القرية حيث قال: «قرية "سالة" قرية قديمة وتعود لعصر الأنباط، وكانت مقر إمارة بعد العصر النبطي، وفيها من الآثار ما يدل على عراقتها، ومن أبرز آثارها النبع الروماني القديم وهو مبني من الحجر الأزرق البازلتي المصفوف بشكل منتظم، ويوجد أمام النبع أرضية مرصوفة بحجر البازلت أيضاً، فيه أحواض رومانية تسمح بخروج الماء وعدم دخوله على الرغم من عدم وجود أي مادة بين الحجارة، مياهه دافئة شتاء وباردة صيفاً، وقد قامت مؤسسة المياه بترميم سقفه بالبيتون وإنشاء خزان وإزالة الأحواض ولم يبق من معالمه الأثرية أي شيء.
سكنت القرية قديماً في عام 1860 من قبل آل "الزغير"
ثم قدم إليها آل "بحصاص" الذين انتقلوا فيما بعد إلى قرية "شعف" وخلت قرية "سالة" مدة من الزمن حتى سكنها آل "طلايع" وآل "نصار" ومن ثم توافدت باقي العائلات التي أصبح عددها اليوم أربع وعشرين عائلة هم سكان القرية الحاليين الذي يبلغ عددهم 2000 نسمة».
السيد "كنج طلايع" رئيس الجمعية الفلاحية تحدث عن الواقع الزراعي بقوله: «تشتهر القرية بزراعة الأشجار المثمرة وبشكل خاص التفاح، حيث تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في القرية 11012 دونماً، منها المزروعة بالأشجار وهي 7096 دونماً، والمساحة المزروعة بالمحاصيل الحقلية من قمح وشعير وحمص هي 2750 دونماً.
جميع الزراعات في القرية بعلية، وبالنسبة لمياه الشرب فيوجد في القرية نبع آخر غير النبع الروماني ويدعى نبع المعلقات وهو مستثمر من قبل المؤسسة العامة لمياه الشرب وتستجر مياهه للقرية لتغذيتها، وتغذى القرية بمياه الشرب من آبار "الدياثة" شرق قرية "العجيلات"، وآبار "الرشيدة" شرقي قرية "الرشيدة"».
وعن الخدمات في القرية تحدث الأستاذ "بيان قرقماز" مدير مدرسة التعليم الأساسي في القرية بقوله: «يوجد في القرية وحدة ارشادية ومحطة ثقافية ونقطة هلال أحمر وجمعية فلاحية ومستوصف طبي ومشفى قيد الإنجاز، أما بالنسبة للوضع التعليمي فهو جيد جداً ففي القرية مدرستان للتعليم الأساسي وثانوية للفرع الأدبي فقط».
الأستاذ "يحيى طلايع" رئيس بلدية "سالة" تحدث عن أعمال البلدية في القرية وعن الواقع التنظيمي قائلاً: «بلدية "سالة" تقدم الخدمات لكل من قريتي "سالة" و"الرشيدة"، تبعد قرية "سالة" عن محافظة "السويداء" مسافة 24 كم، وهي مخدمة بشبكة من خطوط الكهرباء والهاتف بحيث تصل لكافة بيوت القرية، بالإضافة إلى شبكة من الطرق والتي يبلغ طولها 23 كم، الطرق المعبدة منها بطول 14 كم».
أما الأعمال التي نفذتها البلدية في القرية، فتحدث عنها بقوله: «تقوم البلدية بشق وتعبيد الطرق في كل عام تقريباً، كما قامت بتخديم بعض الطرق ببقايا المقالع
في قرى البلدية.
بالإضافة إلى حفر قنوات لتصريف مياه الأمطار بعضها بيتونية، وتنفيذ شبكة صرف صحي في قرية "سالة" شملت 80% من القرية وبطول 12 كم، ومد قمصان اسفلتية فوق خطوط الصرف الصحي. وتعمل البلدية حالياً على دراسة العروض المقدمة لتنفيذ محطة معالجة الصرف الصحي، ونسعى لزيادة الخطط المتعلقة بشق الطرق الزراعية في القرى التابعة للبلدية».