من الطريف أن يرتبط اسم قرية باسم قطيع من الأغنام تكثر في الجداء، واليوم رغم مرور ما يزيد على القرن على الاستيطان الحديث فيها، وخلوها من الأغنام والجداء... لكن اسمها ما زال يذكر بتلك الأيام.
قرية "جديا" من القرى الوادعة الصغيرة في جبل العرب، تقع إلى الشمال من مدينة "السويداء" وتبعد عنها مسافة 22 كم، وللتعرف أكثر على القرية وسكانها الذين ينتمون لعائلة واحدة.. موقع eSuweda زار القرية وسجل اللقاءات التالية:
مختار القرية السيد "محسن الحسين" قال عن تاريخ القرية: «يقول آباؤنا إن القرية سكنت منذ ما يزيد على القرن، وأول من سكنها شقيقان قدما إليها من قرية "صلاخد" وهما "حسين" و"محمود الحسين"، أهل القرية متحابون ومتعاونون وتربطهم صلة الدم فهم أبناء عمومة، وإلى اليوم لا يوجد في القرية أي عائلة أخرى غير آل "الحسين".
اسم "جديا" اسم قديم أطلق على القرية لكثرة قطعان الأغنام فيها والتي تغلب عليها الجداء، حيث كانت أعدادها كبيرة جداً وتتراوح بين ثلاثة إلى أربعة آلاف، ولكن الجفاف والمحل الذي حل في أغلب السنوات أجبر الناس على بيع قطعان الأغنام والمواشي التي كانت متوافرة مثل الأبقار والخيول الأصيلة حتى لم يبق منها شيء في القرية».
أما عن عدد السكان والأعمال التي يعملون بها؟ أضاف: «يبلغ عدد السكان 500 نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة وعدد قليل منهم اختار السفر إلى دول الخليج بحثاً عن الرزق.
تبلغ مساحة القرية كاملة 21 ألف دونم، وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية حوالي
3 آلاف دونم تنتشر فيها زراعة المحاصيل الحقلية والتي يغلب عليها القمح والشعير والعدس، بالإضافة إلى زراعة الزيتون والعنب اللوزيات والتي ازدهرت بشكل خاص بعد حفر بئر المكرمة، إذ تحتاج مثل هذه الزراعات إلى الري باستمرار، حيث يوجد في القرية سبعة آبار اثنان منها آبار مكرمة وخمس آبار ارتوازية».
الأستاذ "أكرم الحسين" مدير الابتدائية في القرية، تحدث عن الواقع التعليمي والخدمي بقوله: «يوجد في القرية مدرسة واحدة هي للمرحلة الابتدائية، بينما يتابع أطفالنا تعليمهم الاعدادي والثانوي في قرية "ريمة اللحف" والتي تبعد مسافة 3.5 كم عن القرية، وتعتبر نسبة التعليم جيدة مقارنة بعدد السكان.
أما بالنسبة للواقع الخدمي فالقرية تتبع تنظيمياً لقرية "ريمة اللحف"، وهي مخدمة بشبكة من الكهرباء والهواتف والطرق المعبدة، حيث يتفرع من القرية ثلاثة طرق رئيسية أحدها يؤدي إلى قرية "عريقة" والآخر إلى "ريمة اللحف" أما الطريق الثالث فإلى قرية "صلاخد"، أما بالنسبة للطرق الزراعية فهي جيدة وتلبي حاجات المواطنين ومنها ما هو معبد بمسافة 1 كم، والتي تم شقها دون تعبيد على مسافة 1.5 كم».
تقوم بيوت السكان الحاليين في وسط البلدة القديمة والتي هجر قسم منها، وفيها أيضاً ثلاث برك قديمة أحدها في وسط القرية وتصب فيها قناة واردة من قرية
"صلاخد" و"مكن" و"مغارة" كانت تروي الناس قديماً، بالإضافة إلى أبواب الحلس وعدد من النقوش اليونانية والكتابات، وللحديث بشكل أشمل عن الواقع الأثري التقينا المهندس "وسيم الشعراني" مدير دائرة الآثار في "السويداء" والذي تحدث قائلاً: «عثر في قرية "جديا" على كتابة يونانية تذكر أنه بنيت كنيسة حملت اسم القديس الياس، وكتابة أخرى تتحدث عن بناء مصلى، هذا بالإضافة إلى عدد من النصوص والكتابات التي ترجمت ورقمت وفق ما رقمت عليه النصوص في جبل العرب وهي:
رقم 791: كسرة حنت مرمي على الأرض خارج الزاوية الجنوبية الشرقية من الخربة، الجزء الأيسر من الحنت أملس غير منقوش، أما الجزء الأوسط فيحوي على نهاية الكتابة، والترجمة: الياس بن قيام أبناء كايا أو كا أخيه بنى هذه الكنيسة للقديس الياس، ولكن النص بدا مشوهاً بعد أن حولت الكنيسة الصغرى إلى جامع.
رقم 783/2: حجر من ذات البيت وهو الآن قفل قنطرة في المسكن، والترجمة : ... وسرجيوس أبناء يونس بن جراح بنوا على نفقتهم الخاصة هذا البيت المقدس للنبي الياس.
ومن الجدير بالذكر أن عدة كنائس في "اللجاة" و"جبل حوران" قد حملت اسم هذا النبي وهي في "ازرع" والدير الجواني أو ما يسمى "بدير داما" و"سالة".
رقم 783/3:
حجر مبني في ذات القنطرة التي كساها الدخان، وهو مشوه، ويفترض أنه نقل إلى هذا المكان من كنيسة القديس الياس، وتشير الكتابة إلى أن أحدهم قد بنى قدس الأقداس في الكنيسة.
رقم 783/4: الزاوية اليسرى العليا من حجر كبير موجود الآن داخل بيت في الطرف الشمالي من القرية يبدأ النص بالصليب: شمسي و......أبناء صباح بنوا.....
رقم 783/4: كسرة حجر مبنية بجدار ضمن باحة منزل في الزاوية الشمالية الشرقية من القرية وتحوي بعض الأسماء».