هي أحد المعالم الإسلامية التي تعود ببنائها إلى العهد العثماني حيث شهدت المنطقة انتشاراً واسعاً "للتكايا" ومنها "التكية المولوية" أو ما يعرف حاليا بجامع "الملخانة".
يتحدث الدكتور "عبد الله حجار" في كتابه "معالم حلب الأثرية" عن تاريخ هذه "التكية" فيقول: «التكية المولوية وتقع إلى الشرق من المتحف الوطني وتنسب إلى مولانا جلال الدين الرومي المدفون في "قونية" 1273م وهي عبارة عن بناء جميل يحيط بباحة واسعة يتقدمها قرب المدخل مئذنة وإلى غرب الباحة خلوات سفلى كتان يسكنها الأستاذ والدراويش وعليا حديثة جعلت سكانا لعائلة الأستاذ.
وإلى جوار الخلوات جنوبا قام بناء كان يستخدم مطبخا لـ "الدراويش" وكان هناك مكان واسع يسمى "ميدان" أو "سماح خانه" أقامه سنة 1250هـ "عبد الغني داده" لتقام فيه "فتلة الدراويش" وفيه مقاصر عليا لجلوس النساء لمشاهدة السماح. ومقابل المدخل الشمالي بعد الباحة تقوم القبلية والى الشرق منها مقبرة فسيحة.
وقد أقام عامل جلبي سنة 1315هـ مسجدا جامعا وفيه مكتبة وسلسبيل ماء. وقد انشأ التكية الدرويشان الفارسيان "الميزار فولاذ" و"الميزار علوان" في القرن العاشر وتولى مشيختها لأول مرة الصوفي العالم الشيخ "أحمد مقري داده" سنة 937هـ 1530م.
ومن المعروف أنه عندما منعت "التكايا" في تركيا في أيام
"أتاتورك" أصبح المركز الرئيسي للمولوية بحلب وكان رئيسهم عام 1929 "محمد باكير أفندي" وكان الخليفة الثاني والثلاثين بعد الخليفة "أبو بكر الصديق" والرئيس الحادي والعشرين بعد "جلال الدين الرومي".
وقد منع الاحتفال برتبة المولوية بحلب 1950والفتلة رمز للفرح الذي استولى على "أبي بكر الصديق" السلف الأول عندما أعلمه الملك جبرائيل رضي الله عن إدارته وحكمه للمسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. وكلمة "دراويش" تحريف لكلمة "دربيش" و"در" تعني في و"بيش" تعني "طرف" والمقصود "المتروون" وكانت تكاياهم خارج البلدة تعتزل الناس كالأديرة».
وعن الطبيعة العمرانية ومميزاتها الانشائية، تتحدث الدكتورة "نجوى عثمان" في كتابها "الهندسة الانشائية في مساجد حلب"، فتقول: «يعتبر المسقط الأفقي لقبلية المولوية التي أنشئت عام 1250م هو الأول من نوعه في مساجد حلب، وتبعه المسقط الأفقي في "البهرمية" عند تجديد سقفها عام 1277 بعد سقوط القبة عام 1237، ثم سقف الحجازية في المولوية عام 1315. وهذا المخطط هو المنطلق لمساجد العصر الحديث.
أما القبلية على جانبي الباب فهي مصطبتان صغيرتان، سقف معظم القبلية بقبة
تتمركز في الوسط على رقبة دائرية من الداخل مثمنة من الخارج، تستند إلى 4 أقواس مدببة تنقل حمولتها إلى 4 دعامات.
يجاور القبة 4 أقبية طولانية مهدية، وفي الزوايا تتوضع 4 قبوات قريبة من المهدية. تستند هذه الأقبية الثمانية إلى الجدران والأقواس المدببة المجاورة التي تنقل حمولتها إلى الجدران من جهة وإلى الدعامات الأربعة من جهة أخرى.
واجهة القبلية بسيطة ولا يوجد فيها من الزخارف سوى المزررات الملونة فوق باب القبلية. وأقواس الباب والنوافذ العليا والسفلى موتورة. أما واجهة الحجازية فمملوءة بالزخارف الحجرية والمزررات، ويتناوب فيها الأسود والأصفر، تذكرنا هذا الواجهة بالواجهات المملوكية، إلا انها داخلية والواجهات المملوكية خارجية.
وتنفرد "المولوية"- كما تذكر الدكتورة "نجوى عثمان- بمئذنتها وسدتها، فتقول عن ذلك: «المئذنة في المولوية فريدة من نوعها في مساجد "حلب"، وربما كانت شرفة هذه المئذنة بأعمدتها وقبتها المنطلق للنهاية التي أطلقنا عليها "فانوس" في مساجد حلب الحديثة. أما المنبر الخشبي فهو تقليدي بسيط بدون زخارف والمحراب في القبلية بسيط.
"السُدة" في قبلية المولوية هي الوحيدة من
نوعها في مساجد حلب القديمة، حيث نهايتها تحت القوس المدبب الكبير منحنية، ودرجها الخشبي ثابت شمال شرقي القبلية».
والجدير ذكره أن "جامع المولوية" يقع في "باب الفرج" جنوب غرف ساحة باب الفرج، شرقي المتحف الوطني. ومازال هذا الجامع محافظا على طبيعته العمرانية الجميلة ومئذنته التي تستقبل الداخل إلى الجامع لتوضعها على الجدار الأمامي عند المدخل. وله ساحة فسيحة وفيه مصلى للرجال وآخر للنساء.