MishteNur مشرف
المشاركات : 1200 العمر : 45 العمل/الترفيه : منتدى المزاج : مو ذيادة تاريخ التسجيل : 07/08/2010
| موضوع: يوميات حلبي في القرن التاسع عشر الإثنين أغسطس 30, 2010 5:40 pm | |
| هذه اليوميات مقتبسة من يوميات حقيقية و واقعية ، و مكتوبة بخط يد المدعو نعوم بخاش، بدءا من عام 1835 ميلادي ، و باللهجة الحلبية العامية الدارجة ،و المخطوطة الأصلية موجودة في المكتبة الشرقية العائدة إلى جامعة القديس يوسف في بيروت ،
و مؤلفة من حوالي الستمائة صفحة ، و تبين هذه اليوميات جوانب الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية في حلب في تلك الفترة .
و قد اقتبست منها مقتطفات و لأيام مختلفة مع بعض التصرف ، و بدون التقيد بذكر أحداث جميع الأيام ، لتشكل هذه المقتطفات مقالتي هذه ، متجنبا التكرار و ذكر الأمور الشخصية للكاتب ، و علقت عليها و شرحت كلماتها ، واضعا تعليقي مع بعض الامثال ، و وضعتها بين قوسين لتمييزها عما جاء في المخطوطة الأصلية
عام 1835 ميلادي:
( في تلك الفترة كان إبراهيم باشا المصري -ابن محمد علي والي مصر - محتلا لسوريا ، و كان عبد الله بك بابنسي متسلم حلب ) :
بداية اليوميات :
- السبت : صار تمسيك لأجل فعالة و نجارين و كمشوا 232 نصارى، يكتفونهم بمناديلهم و لفاتهم ، و 32 يهود ،و من الأكابر ما اخدوا ، بل بلصوا من 50 إلى الألف ، و اخذوا 57 نصارى و 7 يهود ، و المعلم يخلص و الصانع يكتبوه ، و طلعوا بقية الخلق ، و صار تبليص كتير ، وصار تمسيك للإسلام من فرشاتهم باكر ، و عددهم 316 ربطوهم و أرسلوهم لإنطاكية ، و الصغار أرسلوهم للكتاب و صيروا لهم علافة .
( أي أن إبراهيم باشا كان بحاجة لعمال و نجارين و صار يأخذهم للعمل سخرة ، و كلمة المعلم يخلص أي لا يأخذونه ،و يبدو أن البلص شغال من تلك الفترة ، و كلمة - صيروا لهم علافة – أي راتب أو معاش ).
- الاثنين : ختموا الفردة ، و ودوا أوراقها للحارات .
( و الفردة هي الدفاتر التي يدون فيها أسماء المسيحيون المعفيون من الخدمة العسكرية لقاء مبالغ محددة يدفعونها ، و كلمة ودوا أوراقها أي بعثوا و أرسلوا أوراقها ) .
- الثلاثاء : اخذ الكدعان من واحد مائتين و ثلاث غروش في البرية عند السهروردي .
( الكدعان وهم الذين يستعملون قوتهم لظلم الضعفاء و هم اشبه بقاطعي الطرق ، و برية السهروردي كانت تقع خارج حي بوابة القصب الحالي و فيه قبر العالم السهروردي المدفون عام 1191 م و هذه البرية تشكل حاليا وسط المدينة )
- الثلاثاء : دار المحتسب ، و قال إن الوقية 12 درهم و الرطل 144 درهم ، و درجت .
( المحتسب هو ضابط الموازين ، و كلمة درجت أي اعتادها الناس ) .
- الأحد : تفرجنا على المزعبر في المدينة .
( أما المزعبر فهو شكل من أشكال البهلوان الذي يؤدي استعراضات لقاء أجر ، و المدينة هي منطقة الأسواق القديمة و الخانات و التي كان الأجانب و القناصل يقيمون فيها ).
- الخميس : و جعوه عيونه لبطرس ، و كحلهم عند العجمي في الملاخانة .
( الكحل العربي احد أشكال علاج العيون ، و يبدو أن العجمي هو اسم شخص مختص بذلك ، و الملاخانة منطقة حاليا قرب المتحف ) .
- الأربعاء : إجا إبراهيم باشا من إنطاكية ، و لاقوا له عسكر النظام من قبة الوقاف للسبيل ، و من السبيل لأبواب السرايا الواحد بكتف الواحد .
( السبيل هو المنطقة التي بنيت فيها حديقة السبيل لاحقا و تسمى اليوم حي السبيل و كانت يومها بأطراف حلب ) .
- الخميس : انعزم إبراهيم باشا و إسماعيل بك ابن اخته في بيت اليهودي الياهو بجوتو ، قنصل النمسا و الدانمرك ، و لا قوا له من باب خان الجمرك ، و لاقى له الياهو للدرج ، و مدامته لراس الدرج ، رفعته من باطه لفوق ، و صار رقص قدامه ، و ما شرب تتن داخل الاوضة لأجل الدخان .
- الجمعة : رحنا صيد التفنكة و جبت عصافير .
( التفنكة هي البندقية القديمة يدك فيها البارود دكا ) .
- السبت: صدت 3 وقية سمك من عين التل .
( كانوا يصطادون من نهر قويق ، و عين التل بالقرب من المسلمية حاليا ) .
- الخميس : ابتدت الزينة و صاروا يضربوا فتاش في القلعة ، و مشاعل دوار القلعه اللي عالخندق ،و الطوب يضرب ، و كل الخلق طلعوا للقلعة يتفرجوا ، و الازدحام زاد من عسكر الهنادي و طولت سبع أيام ،و كل هاد منشان عرس سماعيل بك ابن اخت إبراهيم باشا على بنت شريف بك ، و تفننوا بأشكال الزينة من حناش و حيات ، و شحت البلد من لوازم الصماط لانه العسكر كله اتغدى يومين خضر و جاج و صيد .
( الفتاش هو الألعاب النارية ، و الطوب هي المدافع التي يدك فيها البارود من الأمام ، و الصماط يعني به لوازم الولائم ).
- الجمعة : هالجمعة طلع جميع البشر أفندية و أعيان و أكابر ، و نصارى و يهود و إسلام ، للم الجراد كل واحد لازم يلم من 30 إلى 60 شنبل ، يرتاحوا تلات أيام و يشتغلوا تلات أيام ، لحتى يخلص الجراد.
( الشنبل هو الكيس الذي يوضع فيه الحبوب و يتسع عادة لمائة كيلو قمح ).
- الجمعة الثانية : كان نص الناس في المقلع و النص الثاني في جبرين ، يلموا جراد، و الناس عتنام في البرية ، و يبعتوا واحد البلد يجيب زوادة ، و ياخد تذكرة من اسماعيل باشا ، و إذا الطوف الداير و جد احد بدون تذكرة ، يمسكه و يوديه للسرايا ، ياكل كرباج ، و يرسل للم الجراد .
( المقلع هو في منطقة الشقيف و الزوادة هو الطعام السفري ، و التذكرة هي الإذن الخطي ، و الطوف الداير هو دوريات العسكر ) .
- اجا قنصل الانكليز الجنرال و معه باش ترجمان ، لعند إبراهيم باشا ، و بعدها بعت إبراهيم باشا لإسماعيل باشا ، و أطلق الجميع ، و أخد من كل حارة عشرة نفر، و عطوا كل زلمة 6 غروش أجره .
( يبدو أن القنصل الانكليزي توسط لدى إبراهيم باشا ، و من الامثال : لو ما بنعرف امنا و ابونا ،كنا منقول القناصل جابونا ) .
- انلم من الجراد أربعمائة ألف شنبل ،و قده نمل اسود ، حفروا الأرض جباب جباب ، و رموهم و طموا فوقهم .
( الجب هو البئر )
- الجمعة: رحت لصيد التفنكة ، و قوست كلب ، و صاب الخردق ولد ، و قدموا علي شكاوة ، و تكلفت صاية نوع السبع ملوك و 115 غرش لأهل الولد .
(أي انه دفع تعويض قطعة قماش ثمينة و مبلغ مالي ) .
- الثلاثاء : سافر ابن عمي اللي كحل عيونو ، لانو عميت ، لمرسيليا ليطببها .
- ( يبدو أن المريض الميسور كان يذهب إلى فرنسا للاستشفاء ) .
- السبت: توفي بطرس من الحمى ، و مات من حارة الكراد 32 نفر ، و صاير أمراض كتير من شي اسبوعين .
- الثلاثاء : إبراهيم باشا لاذذ على الأكابر يزرعوا الضيع بحلب ،و ألزمهم إلزام .
( لاذذ أي ملح إلحاحا شديدا و في الامثال _ لذوا تستلذوا _)
- السبت : كتبت على رزاية ، الفاتحة .
( يبدو انه كتب سورة الفاتحة كاملة على حبة رز ، و هي عملية صعبة و نادرة ، و على الرغم أن نعوم بخاش مسيحي فهو يكتب الفاتحة ، دلالة على الوفاق الديني بين المسحيين و المسلمين بحلب و من الامثال : لاتقول مسلم ، نصراني ، كلنا اولاد الفوقاني )
- الاثنين : صار زلزلة مع المغرب براس السنة ، مع الطوب ، لانوا الدنيا رمضان ، و ارتعبنا كتير ، و قتلت بالشام 12 و خربت كتير .
( مع الطوب أي وقت الإفطار عندما تعلن المدافع بدء الإفطار ).
- الجمعة : رحنا كلنا بستان العويجي ، و انبسطنا و نزلنا بزلاغيط و الله سوا دوس .
( الله سوا و دوس دوس ، أهزوجة شعبية تذكر في الأعراس ) .
- الثلاثاء : صار خبر انه بده يصير زلزلة ، و قالوا انه خبر يهودي ، رحنا نمنا بالبستان النصيبي .
( هذه الإشاعات نسمعها حتى يومنا هذا و يتأثر بها الحلبية ، و ما زالوا يخرجون للبرية في حال ظهور هذه الإشاعات ، رغم مخالفتها للعلم و المنطق ) .
- صار خبر ان الهوى الأصفر عمال يموت ،و الخلق تخبوا ،و العسكر كرتن ،و إذا صاب حدا الهوى ياخدوه عالكرنتينا ، و اهلوا يقفلوا عليهم الباب عدة أيام ،و الهوى بالشام و انطاكية و الجسر .
( الهوى الأصفر هو الكوليرا ، و كلمة العسكر كرتن أي دخل الحجر الصحي ،و الجسر هو مدينة جسر الشغور )
- الأحد : صارت نقشة بنت شكر الله حنة إلى الياس .
( النقشة هي عادة قبل الزواج و العرس ترسم العروس بالحناء على جسدها للزينة ، و تقام احتفالية يومها )
- الجمعة : مات احد عشر من الهوى الأبيض ، اللي قلب حمى و ذات الجنب .
- السبت : ضرب الطوب ، و صاروا يمسكوا منشان العسكر إسلام و نصارى و يهود ، و فرض إبراهيم باشا على كل عسكري يمسك خمسة ، و اللي يجيب خمسين ، له خمسين غرش ، و المسا عزلوا النصارى و أطلقوهم و اجا إبراهيم باشا و لبس الشباب طربوش ،و فرضوا على الحارات من العشرة واحد ، و وكلوا اغاوات الحارات يكبسوا البيوت ، و اللي ما بده يعطي ابنه يدفع من 4000 إلى 8000 للواحد ، و تاني يوم أطلق إبراهيم باشا المحبوسين ، و خلى 800 نفر لانوا كان لازمه 1011 ، و بخشش أهل حلب البقية .
- ( يبدو انو ابراهيم باشا فتح مجالا للبدل و من يدفع يعفى ، و من الامثال : العملة مكتوب على كنارها : قاضية الحاجات ) .
- الأحد : رحنا لتحت الجوزات في القناية لصيد التفنكة .
( كان شجر الجوز يكسو الأرض من عين التل للمسلمية )
- الجمعة : سافر إبراهيم باشا لحوران ،لانوا أهل الجبل قاموا و قتلوا من عسكره 4000 نفر ، فراح عليهم .
- الأحد : رحنا لبستان محرم ، و جنينة النعسان ، و جبنا 33 شقرقه .
( الشقرقة هي الضفدعة ، و كانت و ما تزال تصطاد لتؤكل أفخاذها ، و من الامثال : قالوا للشقرقة تفو بوجهك قالت لهن مية النهر ما غرقت وجهي ، أي المبهدل لا تضره البهدلة ).
- الخميس : استكريت حوش ، و أخد أجارها سلف تلات سنين 350 ربعية احمدي .
( استكريت أي استأجرت ).
- الجمعة : رحنا لبستان العبارة لصيد التفنكة ، و فطرنا من بكير مامونية و كرابيج .
( العبارة حاليا هي الوسط التجاري لمدينة حلب و كانت في ذلك التاريخ بستانا ) .
- الاثنين : رحنا لتعليم عطش ناري إلى ارض عواد .
( عطش ناري تعني التدريب على إطلاق النار ) .
- الثلاثاء : رحنا لجنينة القمين ، و جبنا رمان .
- الأربعاء : أقرضت الياس الف و ستماية و خمسون غرش غازي ، و واحد وأربعين عين ممدوحي ، و كتبت عليه تمسك .
( الغازي و الممدوحي عملات عثمانية على اسم السلاطين ، و التمسك هو السند ).
- الأحد : كانت مشورة ابن الياس ،و كنت معزوم ، و العرس الخميس ، و قالوا العروس كتير كويسة .
( المشورة اجتماع أهل العريس و أهل العروس لتحديد موعد الزواج ، و العروس كويسة أي بيضاء شقراء ، و المثل يقول : بنتك بشعة ،الله بعتا ، كنتك بشعة، اشو ضاربك العمى )
- الجمعة : حاسبوا أغا الشونة ، و طلع ببطنه دراهم من الميري ، و انحبس ثلاثين يوم ، و لما طلع خبر انو العصملي جاي يحارب إبراهيم باشا ، قام قسط الدراهم على المحبوسين ، و دار بكتفهم بلطجي ليحصل الدراهم لأنو رايد يوديهم عكا .
( أغا الشونة هو المسئول عن جمع الحبوب ، و الميري هو الحنطة المجموعة لمصلحة الدولة ، و البلطجي هو من يحصل الأموال بالقوة ، و يبدو انه كان يحمل بلطة معه ) .
- الثلاثاء: قال عبد الله بك بابنسي انو العصملي - رايد يداكش - و اجا إبراهيم باشا ، و أرسل خلف البغال و الآليات ، و بدي يفضي الجوامع و الخانات للعسكر ، منشان الحرب مع العصملي .
( يداكش يعني يتبادل الإطلاق المدفعي ) .
- الأحد : كان عيد الرشيشة ، و درت عيدت .
( و هو عيد يتبادل فيه الناس رش الماء في الشوارع ، و مازال متبع في بعض المناطق بحلب ) .
- الثلاثاء : طلب إبراهيم باشا قرض ثلاثماية ألف من النصارى، و ستماية ألف من الإسلام ،وعدة ، لثلاثين يوم لوقت مجيء الخزنة من والده محمد علي .
( الوعدة أي دين لتاريخ محدد )
- الجمعة: بديوا الخلق نقل اللبش و المصاغ و الاراكيل ، و كتير مرعوبين من النهيبة .
( اللبش هو المفروشات ،و الاراكيل و تكون مطعمة بالذهب و الفضة و هي ثمينة ، و النهيبة هي أعمال السلب و النهب التي تترافق مع أعمال الحرب )
- الخميس : عسكر إبراهيم باشا ، راح لأراضي تل الشعير عند المسلمية ، و فضيت حلب من العسكر ، و المتسلم سلح ألف انكشاري سكماني ، و بديوا يدوروا بالبلد ، و مسكوا 2 مسلحين بحارة السيدا .
( السكماني هم من أصل ألباني ، و يوجد عائلة حلبية بهذا الاسم حتى هذا التاريخ ، وحارة السيدا هي حارة في حي تراب الغرباء بالقرب من باب النصر كان يقطنها آل السيد )
- السبت: طلع خبر انو في صلح بين المصري و العصملي .
- الاثنين : صار بالليل تشليح عند السبيل، و قتلوا عرب عنزة ثلاثة .
- الجمعة : رحنا للشقيف ، و جبنا قفة توت .
- الأربعاء : اجا خبر انو عسكر المصري هجم على الاستانبولي ، و كسره و بده يروح قونية ، و زينوا البلد .
- الجمعة : قتلوا خرفان أغا متسلم الجسر ( المقصود جسر الشغور ) و أرسل إبراهيم باشا إسماعيل باشا ليخرب الجسر و معه أربع ضيع معارة مصرين و سرمين و بابنس و رخص للعسكر ينهب و يقتل و يسبي
- الأربعاء : تغير كيف ابن كبة ، و شرطوه من نقرته و ادانيه ، و صار له هزة الحيط .
( تغير كيفه أي تغيرت صحته و منها كلمة كيفك و هي تحية يومية قصدها الاطمئنان عن الصحة ، و شرطوه طريقة علاج بإحداث جروح بالشفرة لإخراج الدم و هي مثل الحجامة و من الامثال : تعلم الحجامه براس اليتامى – لان اليتيم يحجم بلا أجر لعدم مقدرته على الدفع و يرضى انو تتعلم فيه ، و نقرته خلف رأسه ، و ادانيه أي أذنيه ، و هزة الحيط هي رجفة شديدة من المرض ).
| |
|