"عبد القادر كردغلي" نجم الكرة السورية

«"عبد القادر كردغلي" المبدع والمخ في الكرة السورية» هكذا بدأت مجلة "صقر" المتخصصة في الرياضة عنوان تحقيقها الذي خصصت له 6 صفحات وجاء في مقدمته: "الكردغلي كلاعب تتحيز له بسرعة في الملعب، أنيق، ثعلب، يتنفس ويراوغ، ويحول كراته إلى غزو تكتيكي، وأحياناً يكون كحرب معلنة وأحياناً يضرب بغتة دون سابق إنذار".




هكذا وصفت الصحافة العربية أعجوبة الكرة السورية وملكها "عبد القادر كردغلي" خلال مرحلة معينة من الحياة التي قضى جلها بين خطوط المستطيل الأخضر ملكاً يهابه كل من يواجهه سواء أكان لاعباً أم مدرباً.

موقع eLatakia انفرد بحوار خاص مع الكابتن "كردغلي" في مكتبه ليتعرف على حياته الكروية وليقرأ رؤيته الحالية لما يصيب الكرة السورية وليتحدث أكثر عن "أبو خالد" عن قرب حتى يتسنى لعشاقه أن يتعرفوا أكثر على الشخصية التي حازت مرتبة متقدمة بين أشهر عشر شخصيات لاذقانية في آخر الاستفتاءات المحلية.

وكانت بداية حوارنا:

* أنت رمز شعبي ورياضي مهم في المحافظة وخصوصاً لدى الجمهور التشريني، كيف حصلت على كل هذا الحب؟

** الحمد لله هذا دليل كبير على أن شخصيتي ومنزلتي عند الجمهور مازالت كبيرة ومازال هناك من يذكرني رغم كل ما أحيك ضدي من إشاعات مغرضة تستهدف التأثير على جمهوري ومحبي الكرة بالمحافظة، أنا قدمت شيئاً مهماً جداً في حياتي لهم، ولهذا السبب تعلقوا بي، ولم يأت هذا من الفراغ، فأنا كنت لاعباً احمل شرف لون فريق اعشقه وكان من الطبيعي ان تبذل كل ما بحوزتك من قوة وإرادة حتى تبلغ مرادك وترفع رأس جمهورك بك وبالمختصر المفيد هي الروح وأي جمهور في العالم يتعلق بروحه مع الفريق الذي يعشقه ولهذا يمتلئ الملعب إذا كان "عبودة" موجوداً على أرض الملعب لأنه يعطي كل ما يملك من روحه وأدائه وجسده وأنفاسه لهذا الجمهور الكبير.

* لماذا ابتعدت عن العمل الرياضي في نادي تشرين طوال السنين الماضية؟

** لست بعيداً بمعنى أني بعيد، لا بل أنا بعيد بالقدر الذي يتحدث عنه الناس ولكنني قبل أن أخوض أي عمل رياضي أقوم بدراسته وفهم مدى إمكانية النجاح فيه، فإذا كانت عوامل النجاح غير متوافرة لدي، أقطع الطريق وأقرر الابتعاد لأن دخولي إلى النادي في وقت ما من الممكن أن يسبب مشكلة أو خسارة.

* تعتبر من أبرز اللاعبين الذين مروا على الكرة السورية، ولكنك على صعيد العمل الإداري والتدريبي لم تظهر بالشكل المطلوب؟

** من الطبيعي أن يبرز اللاعب أكثر من الإداري أو المدرب لأنه محط أنظار بالإضافة إلى أن اللاعب يقوم بحركات وفنون تأتي في لحظتها تبقى عالقة في أذهان الجماهير مدة طويلة، ولكن بالمقابل فأنا لم أفشل في العمل الإداري ونجحت وأكبر دليل عندما توليت رئاسة نادي تشرين لسنتين والجميع يشهد بذلك ونجحت أيضاً في العمل التدريبي ونتائجي مع الفرق التي دربتها سواء مع تشرين عندما أدخلته (البلاي أوف عام 96)، أم مع نادي القرداحة عندما صعدت به إلى الدرجة الأولى وأحرز المركز الثالث في أول موسم له بدوري المحترفين ولكنني وبصراحة أقول بأنني لا أحب العمل التدريبي.

* كيف تقرأ واقع الكرة السورية؟

** واقعها مترد ومتراجع جداً مع تحسن طفيف في بعض المناسبات، فنحن نملك اللاعبين الموهوبين ولكننا نفتقد للإمكانيات وإذا أردنا تطوير الكرة السورية يجب أن نبدأ من




تطوير الأندية ودعمها، والتركيز على دورات المدربين والاهتمام بالقواعد وأن يكون جدول المباريات مقدساً وليس كما يحصل الآن من سلق وتأجيل للمباريات من أجل مباراة ودية، وحتى على مستوى المباريات الودية يجب أن تدرس من قبل الاتحاد على أن تكون مشرفة ومع منتخبات حقيقية ولها وزنها لكي نعرف تماماً ما هو مستوانا الحقيقي وما يلزمنا حتى نكون بأتم الاستعداد للمناسبات الدولية القادمة ومنها كأس آسيا وكأس العالم.

* ما رأيك باللاعبين المحترفين العرب والأجانب الذين تتعاقد معهم أنديتنا سنوياً؟

** اللاعب المحترف الذي يلعب في سورية هو بمثابة ضربة حظ، لأن اللاعب الجيد لا يلعب في دورينا، واللاعبون الذين يلعبون في دورينا إما منتهية صلاحياتهم أو غير مكتشفين وهنا يتدخل عامل الحظ باستثناء بعض الومضات مثل "إيمانويل" في حطين و"ايفيه" تشرين ورغم ذلك مستواهما ليس ثابتاً وعلى إدارات الأندية أن تتعاقد مع اللاعبين الجيدين لمدة لا تقل عن ثلاثة مواسم.

* بماذا تنصح المواهب الصاعدة اليوم؟

** يجب على اللاعب أن يحترم لعبته، وأن يكون صاحب كرامة ومن المعيب أن يفكر في المادة قبل أن يفكر في اللعب وفي تطوير مستواه لأنهما مستقبله، وعليه أن يحترم قميص ناديه الجديد عندما ينتقل من ناد إلى آخر، لأنه يعتبر لحافه الذي يغطيه، واستغرب كيف كان يتم ضبط اللاعب في السابق في زمن الهواية أما الآن وفي ظل تطبيق نظام الاحتراف فلم تعد الأندية تضبطه رغم أنها تملك سلاح العقوبة المادية، ولهذا السبب على الإدارات أن تعلّم لاعبيها العمل الجماعي والانتماء والاحترام والمحبة لأنديتها.

* أين "تشرين" منك، وهل حقاً انك لا تفرق بالتشجع بين فرق الساحل؟

** أنا فعلاً أنا انتمي إلى فريق تشرين وليس هناك فوارق عندي بين أندية "اللاذقية" ولكن هناك نوع من التنافس الشريف وليس مجرد التعصب أو حتى الكره، وهذا الشيء موجود هنا في المحافظة وكنا نتعامل في هذا المفهوم في السنوات الماضية وعندما كنت لاعباً وعندما عملت مدربا كان هناك أصدقاء كثر لي من نادي حطين وهم يسألونني دائماً و(أنا كذلك) عن النقص أو أي ترتيب جديد وهذا كان المفهوم الرياضي سابقاً، كان عماده الحب والتقدير والاحترام.

* أنت من عائلة تعشق كرة القدم ولا تكنى إلا بها، ما السر الذي يشدكم في العائلة نحو كرة القدم وعشقها؟

** طبعا هناك عامل وراثي بنسبة مئوية بسيطة إلى حد ما لأنه ثمة أجيال كثيرة سبقتنا في التميز في هذا المجال، هناك أبي وإخوتي حتى أولاد عمي جميعهم يلعبون كرة القدم، وأنا اعمل حالياً على تجهيز نجلي "خالد" بنفسي ليكون اسماً مميزاً في هذا المجال، وأيضاً سيكون سفيراً لنا في النادي او سواه، وبصراحة أقول إن عائلة الكردغلي لن تنتهي وسيظل هناك من يذكر بها إلى الأبد.

* لم تلق الصحافة السورية الضوء كما الصحافة الدولية، برأيك ما سبب التقصير آنذاك؟

** الإعلام السوري بشكل عام كان حينها ضعيفاً نوعاً




ما، واذكر عندما ذهبت لأمثل سورية في احدى المباريات الودية ضمن تشكيلة منتخب نجوم العرب في الإمارات العربية المتحدة تفاجأت بعد المباراة في اليوم الثاني أن صوري قد نشرت على جميع المجلات وكان هذا على مستوى مباراة ودية، فما بالك خلال الدوريات العربية والمشاركات الدولية التي لعبت ممثلاً فيها وطني ومتخبه وخط وسطه، أظن بأن حال الإعلام اليوم اختلف آلاف الدرجات، أصبح اليوم هناك وسائل إعلامية متخصصة ومحلية جريئة تنقل الواقع بأمانة، وهذا ما يلزمنا رياضياً من كل من يعمل في هذا المجال هو نقل الواقع بواقعيته لأن الإعلامي أيضاً هو جزء من حالة التطور التي نبتغيها في الوسط الرياضي، وأنا شخصياً علاقتي مع الإعلام جيدة جداً، كتبت في دوريات رياضية كثيرة وفي زوايا أسبوعية لأكثر من وسيلة إعلامية صحفية.

* قيل إنك لم تكن تحب اللعب بالكرة في صغرك؟

** لا لم أكن أحب كرة القدم، ولكني كنت ألعب مع أصدقائي خلال أيام الطفولة على سبيل التسلية لا غير، ولكن في احدى المرات حضر والدي وراح يراقبني ويشجعني كثيراً علماً أني كنت في أغلب الأحيان أقف حارساً للمرمى، ولكن اهتمام ابي ومن كان يحضر شجعني على المضي بهذا الطريق حيث إنه كان هناك اهتمام من قبل الكبار بالمواهب الصغيرة فكنا نتعلم منهم الاحترام والانضباط والوعي وحسن التعامل وطريقة تعاملهم مع الآخرين وحسن تصرفهم في أوقات الشدة، رغم أننا كنا نعيش في أحياء شعبية ضيقة وصغيرة إلا أن الحياة فيها كانت أفضل مما نحن اليوم عليه فالأحياء لم تعد أحياء بل أصبحت مشاريع كبيرة وازدحمت الحال وضاقت الشوارع واختفت ملاعب الصبا كما يقال ومعها غابت أجمل الذكريات.

* هل استفدت مادياً من النادي أو غيره من من لعبت معهم؟

** لم أتقاض أي مبلغ مع فريق تشرين كلاعب ولا حتى كمدرب ولا حتى من عائدات الدعايات والإعلانات الهادفة للرياضة التي اشتغلتها، ولكني مع المنتخب السوري وعندما كنت في فريق الجيش نعم كان لي راتب وأجر ومكافآت، وفي الماضي كنا نعتمد على دخل المباراة ومحبي النادي في تشرين لتأمين تكاليف السفر ولباس الفريق وكانوا فعلاً محبين ومتفهمين وكان هناك الانتماء للنادي هو الوثيقة الحقيقية للتعامل بين محبي الفريق".

* ما شروطك الأساسية كي تعود إلى نادي تشرين؟

** لن أعود إلى نادي تشرين حاليا، وعندما أشعر بأن نادي تشرين عاد إلى سابق عهده عندها أعود من دون أي تفكير وأنا حالياً أفكر بنقل عضويتي إلى نادي الجيش بصحبة إخوتي "أحمد" و"هشام".

* حدثنا عن "عبد القادر كردغلي" خارج الرياضة؟

** الحمد لله عندما كنت في المنتخب وفريق الجيش كان لي راتب وحوافز ومكافآت، عملت على تجهيز نفسي بها فاشتريت منزلاً ومكتباً وسيارة، ومنذ وقت قريب مضى استلمت وكالة "ديادورا" والحمد لله رزقني الله ووفقني وأنا أعمل على نفسي وسبل تطوير عملي التجاري بعيداً عن كل ما يؤلم في واقعنا الكروي.


* كيف قدمت الشكر لمن وقف معك وطور مستواك وكان بوابة عبورك إلى الشهرة يوماً ما؟

** أنا إلى الآن أقدم الشكر ولكن ليس بالكلام وحسب وإنما بطريقتي الخاصة، وهم كثر من لهم الفضل علي وعلى ما وصلت إليه، ولكن هناك رجلان اعتبرهما أهم من دربني ورفع مستواي وشجعني ووقف معي، وهما المرحوم "أحمد سوما" والمرحوم "محمد زيادة" وأنا أشكرهم بطريقتي الخاصة كما ذكرت ليس فقط بالشعارات والمحاباة غير المباشرة عبر وسائل الإعلام.

من الجدير بالذكر أن "عبد القادر كردغلي" مواليد: 1961، متزوج وله "خالد وشغف وعلي".

الأندية والمنتخبات التي لعب لها: "تشرين والجيش وجبلة" وفي بطولة الأندية العربية ومنتخب الشباب ومنتخب الرجال. أهدافه المحلية بالدوري: 100 هدف، ومبارياته الدولية /102/ مباراة، وأهدافه الدولية: 34 هدفاً.

الأندية التي دربها: "تشرين والقرداحة" انتسب لنادي تشرين عام / 1975، ابتعد عن الملاعب كلاعب عام / 1996، بدأ ممارسة مهنة التدريب /1988، أبرز إنجازاته مع تشرين: بطولة الدوري موسم 81/82 وهداف الدوري مرة ووصيف الهداف خمس مرات. المنتخب الذي يشجعه: الأرجنتين، الفريق الذي يشجعه: ليفربول.

كما اختير "الكردغلي" مع رفيق دربه "نزار محروس" سفيرين للعب النظيف من قبل الاتحاد العربي لكرة القدم.