يعد الفنان السوري العالمي "سامي برهان" من أبرز الفنانين التشكيليين في "سورية" و"الوطن العربي" والعالم فقد حقق حضوراً فنياً عالمياً من خلال العديد من الأعمال الفنية المميّزة والمقتناة من قبل العديد من المؤسسات الرسمية والخاصة في أكثر من مكان في العالم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وفي الثمانينيات من القرن المنصرم تم تكريمه من قبل منظمة الأمم المتحدة فكان أول فنان عربي يُكرّم على هذا المستوى، فمن هو "سامي برهان"؟
الأستاذ "حسن بيضة" الأستاذ في كلية الآداب بجامعة حلب وهو من أصدقاء الفنان المقربين تحدث حول نشأة الفنان العالمي "سامي برهان" بالقول: «الفنان "سامي برهان" هو من مواليد مدينة "حلب" في العام 1929 وقد درس وتعلم القرآن الكريم منذ طفولته أي قبل الدراسة الابتدائية وذلك في "المدرسة الكواكبية" في "حي الجلوم"، ودرس الإعدادية في "خان العلبية".
وفي العام 1939 ظهرت أول لوحة بورتريه له، وفي العام 1944 اهتم بالخط العربي وتتلمذ على يد الخطاط التركي "حسين حسني" رئيس خطاطي السلطان "عبد الحميد" وذلك لدى إقامته في "حلب".
في العام 1948 عيّن معلماً في "جرابلس"، وفي العام 1950 عيّن معلماً في "صافيتا" وفي العام 1951 تعين في مديرية التربية في "حلب" لجمال خطه، وفي العام 1952 زار "إنطاكية" و"استانبول" حيث تعرف خلالها على "عزمي موسى" الفنان الكبير في جمالية الخط العربي والمعروف باسم "حامد الآمدي"».
وأضاف: «أقام الفنان "سامي برهان" معرضه الفني الأول في العام 1954 في "حلب" و"دمشق" ومن ثم سافر إلى "باريس" حيث درس في متحف "جودان" وتعلم فن السيراميك في متحف "لانست" وتعرّف على المستشرق "ماسينون" وزار "ايطالية" و"يوغسلافية"، وفي العام 1959 أسس مركز الفنون التشكيلية في "حلب"».
وحول أهم الجوائز الفنية التي نالها يتابع الأستاذ "بيضة": «في العام 1949 فاز بالجائزة الأولى بمعرض جماعي نظمته بلدية "حلب"، في العام 1960 فاز بالجائزة الأولى في الصالون الرسمي للفنانين السوريين والجائزة الأولى في معرض القطن في "حلب" عن لوحته الذهب الأبيض، في العام 1963 فاز بالجائزة الأولى في معرض مائة رسام لمائة بلد في "روما" العاصمة الايطالية، وفي العام 1995 نال إحدى الجوائز الهامة في معرض أقيم في "الإمارات العربية المتحدة"».
وحول أهم المعارض التي أقامها وأهم أعماله الفنية قال "بيضة": «أقام معرضه الفني الفردي الأول كما قلت في العام 1954 في "حلب" و"دمشق" كما أقام معارض فنية في مختلف دول العالم منها معرض في "فيينا" 1961 ومعرضين أحدهما
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في "النمسا" والثاني في" روما" بعنوان مائة رسام لمائة بلد 1963، اشترك في بينال مدينة "البندقية" الايطالية السابع والثلاثون 1964 واشترك في معرض "روما" وحصل على دبلوم أكاديمية الفنون فيها 1965، وحصل على دبلوم نحت في أكاديمية الفنون الجميلة في "روما" 1967 شارك في معرض "روما" كل سنتين، حصل على دبلوم الميدالية في "روما" 1971 وعُيّن أستاذاً لفن الخط الإسلامي في جامعة "روما"، شارك في معرض الفنانين الأجانب في "ايطالية" كل أربع سنوات كما شارك في العديد من المعارض العالمية، ومعرض في "فيينا" 1986 ومعرض لأعماله في "صالة السيد" في "دمشق" 1999 وغيرها».
وتابع متحدثاً حول أهم أعماله المنجزة: «لقد دخلت لوحاته ضمن مجموعات متحفية ورسمية وفازت لوحته /لا للمخدرات 1987/ بالجائزة الأولى في "الأمم المتحدة" واتخذتها شعاراً لها، كما أنجز المجسّم الإسلامي /قل هو الله احد/ في مدخل "جامعة الملك سعود" بمدينة "الرياض" السعودية في العام 1982، وفي العام 1995 أسس المركز العربي الايطالي في "ماساكررا" حيث قدم ولأول مرة الفنانين الحروفيين في معرض جوال في عدد من المدن الايطالية مع إلقاء محاضرات حول جمالية الحرف العربي.
أعماله الفنية مقتناة من قبل العديد من الشخصيات والأماكن الرسمية والعلمية في العالم مثل وزارة الدفاع السعودية والمتحف الوطني في "دمشق" ورئاسة مجلس الوزراء في سورية ولدى عدد من الشخصيات مثل الأمير "عبد الله بن سعود" والأميرة "جوهرة الكبيرة" و"نبيه بري" رئيس مجلس النواب اللبناني والنائب "بهية الحريري" والدكتورة "نجاح العطار" والدكتورة "صالحة سنقر"».
وحول التجربة الفنية للفنان السوري العالمي "سامي برهان" يقول الأستاذ والفنان "طاهر البني" في كتابه /تجارب تشكيلية رائدة/ -منشورات وزارة الثقافة السورية 2008: «يأتي الفنان "سامي برهان" في طليعة الفنانين السوريين الذين تناولوا في تجربتهم التصويرية الخط العربي والنقش الشرقي وذلك في مطلع الستينيات من القرن الماضي، فقد أراد الفنان منذ انطلاقته الأولى أن يؤسس مع زملائه مدرسة عربية في التصوير تستمد قيمها التشكيلية من الموروث الجمالي في الخط العربي والوحدات الزخرفية الشرقية». ويضيف: «يعتقد "سامي برهان" أنّ جمالية الحرف العربي ومرونته الساحرة ورشاقته الخاصة بما له من أشكال متعددة متصلة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومنفصلة ولاسيما إمكانية كتابة عبارة واحدة بأشكال عديدة وبصياغات جمالية تحمل دائماً المضمون الكريم للعبارة المستمدة من القرآن الكريم والحديث الشريف».
ويتابع: «هو يرى أنّ الحروف التي وردت في القرآن الكريم تحمل دلالات ورموزاً: قد يكون من رموزها وأسرارها دفع المسلم إلى المعرفة والدرس والبحث فالحرف يدل على ما في اللفظ وما في اللفظ يدل على ما في الفكر وما في الفكر يدل على الروح والروح تدل على عظمة الله ونوره.
ويعتبر الفنان "سامي برهان" أنّ الفنان أستاذ للفن الحديث قاطبة حيث يقول: /التجريد لدى الفنان الحديث مبني على الشكل واللون بينما الحرف العربي له أربع دعائم هي الشكل واللون ثم الصوت والمعنى هذا بالإضافة إلى مفهومه وأسراره الروحانية/، ويستشهد على ذلك بما تركه الخط العربي في تجارب عدد من الفنانين العالميين من أمثال "بيكاسو" -"كاندنسكي" -"موندريان" وغيرهم».
وفي كتابه /الفن التشكيلي في "حلب"/ -منشورات وزارة الثقافة السورية 1997 يضيف الأستاذ "طاهر البني" متحدثاً حول التجربة الفنية للفنان "سامي برهان" بالقول: «ينبغي أن لا نغفل تجربة الفنان "سامي برهان" الذي سعى منذ انطلاقته الأولى في الستينيات من القرن الماضي إلى تأسيس مدرسة عربية في التصوير تستمد قيمها التشكيلية من الموروث الجمالي في الخط العربي والزخرفة الإسلامية حيث بات الخط العربي لديه يشكل محور اللوحة فقد كان يضع اسم اللوحة كأساس لتكوينها كأن يكتب عبارة /نعم للحياة/ ثم يملأ المساحات التي فرضتها الحروف بعد إضافة الخطوط المساعدة الأخرى بأرضية لونية تحيط بالعبارة بشكل نقطي أو بمساحات صغيرة بحيث تبدو لوحته أشبه ببساط شعبي حُشدت فيه مفردات كثيرة تجعل المشاهد أكثر قرباً إلى حرفية الأشياء من تلمس الجوانب الروحية فيها.
لقد جاءت تجاربه المختلفة لتؤكد التزامه بالخط القومي الذي أخذ يتعاظم بعد تأسيس الوحدة العربية بين "سورية" و"مصر"، وهو يجد في الكتابة العربية التي يستخدمها في لوحاته مظهراً من مظاهر التشبث بالقيم القومية للأمة العربية فعكف على تجويد هذه الكتابة وإبرازها بحلل قشيبة مختلفة مبرزاً جمالياتها وخلودها من خلال عبارات مأثورة وحكم عربية وآيات قرآنية».
وأخيراً وحول الملصق الجداري /البوستر/ الذي أنجزه الفنان السوري العالمي "سامي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]برهان" للمنظمة الدولية نشرت صحيفة الشرق الأوسط 1987 خبراً مصوراً جاء فيه: «بدعوة من السيدة "تامار اوبنهايمر" السكرتيرة العامة للمؤتمر الدولي المعني بإساءة استعمال العقاقير والاتجّار غير المشروع بها لمكافحة المخدرات الذي عُقد في "فيينا" وبالتعاون مع الأمم المتحدة في "نيويورك" تم تكليف الفنان "سامي برهان" بتصميم ملصق جداري /بوستر/، وبهذه المناسبة أقيم له في مقر "الأمم المتحدة" في "فيينا" حفل تكريم يعد أول تكريم من هذا النوع لفنان عربي في المنظمة الدولية.
الفنان السوري والعالمي "سامي برهان" يعيش في العاصمة الايطالية "روما" منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي، وقد عاود مؤخراً اتصاله بوطنه "سورية" فاشترى بيتاً ومرسماً له في مدينة "دمشق" إضافة إلى بيته في "حلب" حيث سيوزع إقامته -كما يقول الأستاذ "حسن بيضة"- بين مغتربه ووطنه "سورية"».