ورقة من مفكرتي... إنت بنت .. !!

ولدت فتاة ... فكان ذلك أعظم عيوبها...

جاءت إلى الدنيا حرة بلا قيد ... فقيدوها ... بسبب ذاك العيب..

فما كان منها إلا الإنكفاء على نفسها...

أرادت أن تخفي ملامح الفتاة ..

التي كبرت بداخلها بلا إرادة منها...

كبرت لتتجرع ألم التفرقة بينها وبين أخوتها الذكور..

المسكينة كانت دائماً تضع أصبعها في أذنها .. حتى لا تسمعهم..

يرددون: إنت فتاة...

لا تفعلي .. لا تقولي.. لا تلبسي... لا تخرجي..

لا تتنفسي... أجل ظنت أن يوماً ما سيأتي لتسمعهم يقولون لا تتنفسي إنت بنت..

تلك الفتاة لم تكتفي بصم أذنيها.. بل أغلقت حتى عينيها...

حتى لا تضطر لترى .. مشاعر إزدراء من أبويها وأخوتها الذكور.. كونها بنت..

لكن ... !!

هل يدرك أبواها أنها ما أختارت أن تأتي إلى الحياة..

هل يدركان أنها تكره ذاك الولد الذي يفضلونه عنها..

لا تتعجبوا ...!!! هما من علماها أن تحقد وتكره ..

أجل تحقد عليه لأنه دائماً يذكرها بأعظم عيوبها...

تكرهه لأن يتجاوز أسرارها ويقتحم خصوصياتها...

تتمنى أن يموت لأن والديها تمنيا موتها...

ربما لا تعرفون هذه البنت.. وربما لم تسمعوا عنها..

لكنها موجودة..أنا عرفتها ..وتأثرت بمأساتها..

ورقة من مفكرتي..