dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 44 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: هل للحريه شكلان؟ الثلاثاء أغسطس 31, 2010 10:40 am | |
| لقد كتب الكثير عن الحرية في حياة الناس وقامت المعارك الطاحنة وقتل الآلاف من الناس واستعبدت الشعوب وفنيت دويلات وكل يبتغي الحرية. فماذا نعني بها , وهل هي شيء ثمين وغالي حتى وصل الثمن بها إلى أعلى مما يتصوره الإنسان؟ نعم الحرية نوعان: الحرية الخارجية, والحرية الداخلية.
فالحرية الخارجة هي أن يكون الفرد حر فيما يأكل ويشر ويسكن وينتقل من عمل إلى عمل, ومن مهنة إلى آخرى. وهو حر في اكتساب نوع الرزق, وهو حر في اقتناء ما يريد, وهو حر في الذهاب إلى أي مكان يري, وهو حر في التصرف كيفما يشاء, بشرط عدم المساس بحرية الآخرين. (امدد يديك كيفما تشاء ولكن احذر أن تفقأ عين من أمامك ), وطبعا مما لا شك فيه أن هذه الجوانب كلها مهمة, ولكن كلامنا هنا حول الحري الداخلية. حيث يكون الفرد حر في كل هذه الأمور إلا أنه غير حر في داخل نفسه, بل إنه عبد مقيد بسلاسل الأفكار, أو التعصب , أو القلق أو المخاوف, أو معرفة المجهول , أو الأحلام أو الطموحات, أو حتى الموت. فهنا قد نجد الفرد يعمل ما يريد أن يعمل خارجيا, ينتقل إلى أي مكان يريده لكنه يعيش في سجن نفسه الذي أوجده لنفسه أو ربما اشترك أو ساهم الأبوان في زرع المخاوف في نفسه, وبالتالي فإنها قد أصبحت جزءا من تركيبه الفكري والنفسي, أو حلقة من السلسة الكبيرة التي يكبل بها ذاته. إن هذا النوع من الأفراد غير أحرار مطلقــًا حتى لو حصل على كل ما تشتهيه النفس خارجيًا؛ لأن الحرية الداخلية أهم من الحرية الخارجية حيث لربما أنك تعيش في سجن ولكنك تعيش حر بداخل نفسك من كل المخاوف أو التوقعات السوداوية. إن الغالبية من البشر يعيشون فاقدي الحرية داخليـًا حيث يعيشون مكبلين بأغلال القلق والرغبات فلذلك نرى الفرد يمشي وهو بمثابة خشبة تزوغ عيناه إلى الأمام حيث التوقعات المحزنة فمهما قدمت له من حرية خارجية فإنه غير مرتاح مطلقـًا؛ لأنه فاقد الحرية الأصلية, الحرية الحقيقة, وهي الحرية الداخلية. وإذا أردنا أن نعيش أحرارًا فيجب أن نحرر أنفسنا من المخاوف والقلق, والطموحات الجامحة, والتي قد أوجدناها لأنفسنا من خلال المحيطين بنا. ولكن عندما نصل إلى مستوى النضج وهو مستوى تحمل المسؤولية تجاه أنفسنا فيجب أن ننتزع هذه القشرة من العبودية التي غلفت إبداعاتنا. وإذا أردنا أن نفعل ذلك فإنه ليس بالأمر اليسير بل يتطلب قبل كل شيء مستوى عاليـًا من الشجاعة من الشجاعة والوعي لكي نضع أيدينا على حلقات هذه السلسلة. مع العلم أن غالبية الناس تعيش وتموت وهم مكبلون بالعبودية الداخلية , والأمِّــر من هذا كله هو أنهم لا يدركوا بأنهم عبيد وليسـوا أحرارًا ؛ لأنهم لا يعرفون هذه الحقيقة أصلاً, أو وجدوا نمط عيش الناس كله يسير على هذا المنوال, فلذلك يعيشون بمرارة العبودية ولكنهم لا يعرفون عن هذه المرارة شيئــًا. أخي الإنسان..حاول أن تجلس وتبحث بداخل نفسك عن الحرية بدلا من أن تثرثر بعباراتها. حددها أولا لنفسك وحررها داخليـًا قبل أن تحررها خارجيــًا. حررها من القلق والمخاوف والتوقعات غير السارة "وحتى يخيل إلينا بأنها أصبحت جزءا مستعصيا تركيبنا الفكري". كــن واعيــًا بما يدور في داخلك وحاول أن تقبض على رأس أفعى القلق بداخلك لأن الإمساك بها معناه العمل على التخلص منها فعندها يمكنك أن تعيش حرًا داخليــًا وتستمتع بلذة الحياة ومعنى الحرية, حتى ولو عشت في قاع السجون المظلمة. وبعبارة أخرى إنها سعادة لا يضاهيها أي شيء عندما يجد الفرد نفسه خاليــًا من المخاوف والقلق والرغبات والتوقعات المشئومة. أي أن الهدوء والصفاء النفسي تجعل الإنسان يبدع في هذه الحياة ويستثمر نفسه أيما استثمار. ولكن على العكس لو عاش مكبلا بالقلق والشجون فإنه سوف لا يستطيع أن يقدم أي شيء للآخرين "لأنه لا يمكن أن يقدم أي شيء لنفسه ويحررها من عبودية الأفكار- أي أن فاقد الشيء لا يعطيه.
| |
|
jan مشرفة
المشاركات : 214 العمر : 32 المزاج : متفائلة بالمستقبل تاريخ التسجيل : 29/01/2009
| موضوع: رد: هل للحريه شكلان؟ الخميس سبتمبر 02, 2010 7:34 am | |
| ررررررررررررررررررررررررررررررررائع | |
|
dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 44 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: هل للحريه شكلان؟ الجمعة سبتمبر 03, 2010 5:51 am | |
| | |
|