dost نجم المنتدى.
المشاركات : 3771 العمر : 45 المزاج : عصبي تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: استراتيجية الفكر القومي الكوردي الأحد سبتمبر 27, 2009 5:05 pm | |
| عبد الرحمن آلوجي | | "مقومات الوجود القومي للكورد" إن مقومات الوجود القومي لأي أمة هي مسوغات فكره، ومنطلق أساسي للبحث عن الهوية والانتماء، ولا يمكن لأمة أن تجد شخصيتها وتميزها وخصائص وجودها ما لم تجد مبررات ذلك في واقع حي يتحرك في الأرض، وعلى مساحة جغرافية منظورة – مهما صغر أو كبر حجمه، واتسعت هذه المساحة أو انحسرت وتضاءلت - كما لا يمكن أن يتحقق هذا الانتماء، ما لم تتعمق جذرا في التاريخ ، فتستمد من تربته نسغا صالحا ، لتهتز وتربو ، وتورق شجرة حياتها ، فتؤتي ثمرات مختلفا ألوانها وطعومها وأشكالها..، ولا بد لها من منطوق تتفاهم به ومقروء تأنس إليه ، من رموز التفاهم والتخاطب والتواصل ، وقيم جمالية وفنية رفيعة تنقلها هذه الأصوات الحية وتودعها في أعماق حناياها ، وهي تعبر عن مباهجها ومسراتها ، وأحزانها وأتراحها ، ومثلها وقيمها و، ومواضعاتها وتقاليد إرثها ، وعشقها وهيامها بالجمال ، وحلها وترحالها ، وعاء زاخرا ، وصحائف تخلد تفاعلها مع الحياة ، ورحلتها الحية في تاريخ ثقافتها ، وموطئ أقدامها في جوانب ومناح ، وآفاق ورؤى ، وفكر وفن وتراث شعبي جامع، وإرث في المثل والحكمة وتجربة تاريخية تنبض بالحياة وتفيض بالأمل ، وتشرق بكنز إنساني يثرى بالمقاربة والمقارنة والتجاور والتحاور ، وتداخل الإرث الإنساني المشترك . كما لا مندوحة من توافر حد معين من رؤى وتصورات، وأساطير وأحلام، ومذاهب وتجارب واتجاهات، وحواضن اجتماعية وأخلاقية وقيمية جامعة ، وطرائق تقليدية في ممارسة حياتية تخص هذه المجموعة البشرية المتجانسة ، لتهبها صفة المقوم الوجودي ، والعيش المشترك، والإرادة المشتركة، والنزعات والرغبات ، والتوجه الخاص لبناء معالم وجودها ورسم آفاق طموحها ، وتحديد تطلعات أبنائها ، ورفع حس مؤتلف ، يتمحور حول إطار واضح المعالم، مرسومة خطواته ، دقيقة سماته ، متأصل الجذر والانتماء . وأمام هذا التصور في المجتمع الإنساني وعلاقاته وتوجهه ورؤاه ، وهو يتجسد على أرض الواقع ، ويتحرك في حيز جغرافي واضح ، ويتعمق في الزمن والرؤى والتصورات ، يظل السؤال الملح بارزا ، ما حظ الأمة الكوردية من كل ذلك ؟! ، وما مدى انطباق هذا السياق على واقعها ؟! ، وما حظها من ذلك كله ؟! وهي تتحدى كل عوامل وأسباب السحق والاضطهاد ، ومحاولات التذويب والإبادة والفناء ؟؟!، أسئلة مشروعة تطالبنا بالإجابة ، بل تلح علينا في وقت باتت القضية الكوردية من أهم وأكبر القضايا في شرق أوسط ، لا يزال يعيش حالة من القلق والترقب وعدم الاستقرار !! ، هذه القضية التي تخص ما ينوف على أربعين مليونا مزقوا في كيانات ورقع جغرافية، وسياسات متباينة ،ولكنها تكاد تتفق في التجاهل والتنكربدرجة أو بأخرى – على الرغم من بعض التباينات في التطورات الأخيرة ، ومع اهتزاز وحلحلة كثير من التصورات والمفاهيم - ، ليأتي الجواب حاسما ، ومن خلال وقائع حية ، وواقع عياني متحرك ، ولغة واضحة الدلالة ، ومن خلال الرقم والآثار الشاخصة ، والتي لم نبذل كثير من الجهد لإبرازها ، وإضاءة ملامحها ، وقوتها البالغة في التعبير عن نفسها من خلال الدراسات والتنقيبات الأثرية العظيمة التي كشفت عن تجذر عميق لوجود كوردي راسخ ، يمتد آلاف السنين وعلى امتداد عمقه الجغرافي ، بل في نطاق أوسع بكثير ، حيث تجاوز طبرستان وخراسان ومناطق واسعة من القوقاز الجنوبي ، مما تم درسه وتعقبه وتدوينه في حلقات متواصلة ، لا تزال في تواصلها وتتابعها الموثق والمنهجي، وبتدوين مدروس بعناية من كبار المؤرخين والأثريين والعلماء ، في تمازج تاريخي بين العرقين الآري والهندو- أوربي ، امتد لأحقاب تاريخية شكلت قبائل زاغروس وطوروس العريقة، في نطاق لغوي جمع بين لهجات الهورامان والكلهور والكوران والظاظان والصوران والبهدينان ، فيما ائتلف في الصيغة النهائية للغة قومية جامعة ، تجاوزت كل أسباب الفناء ، ووقفت حية بثقافتها وآدابها وفنونها ، وحكمتها ومثلها ، ى حيث“ dirok u efsan u c Irok u sepehati “ ووأيامها ووقائعها ومآثرها وبطولاتها ، وأساطيرها وأحلامها ، تشمخ بوجود لم يعد بالإمكان تجاهله أو حتى مجرد النيل منه، بعد أن خاضت إلى وجودها وكيانها وتميزها حروبا وانتفاضات وقدمت قرابين هائلة ، وتضحيات كبرى ، أوصلت صوتها إلى العالم ، وطرقت سمع الزمان بقوة واقتدار ، وفي صلابة وإصرار على الحق منقطعي النظير ، مما أفلس كل ترهات ومنكرات الإباحية الفكرية – إن صح التعبير – في استباحة كرامة هذه الأمة ووجودها الراسخ والمتجذر على أرضها التاريخية ، في يقظة ووعي وإدراك عميق لعوامل الزمن وتطورات القضية ، وتفنيد لكل المزاعم ، وفضح لكل المؤامرات، ودخول إلى المنابر والمحافل الدولية ، ولقاء كبار صانعي السياسة العالمية ورجالاتها والمؤثرين في قضايا المنطقة ، مع بروز ووضوح حق الحياة والوجود المشروع ، وفق المعايير والمواثيق الدولية ، وما ائتلف عليه العالم المتمدن في معاهداته الموقع عليها ، والقيم والمقاييس الإنسانية والعلاقات بين الشعوب التي أرستها شرعة السماء ، وأقرتها الدساتير والقوانين الوضعية ، مما لم ثمة مجال لمماحكات فارغة واتهامات غير مسندة ، وغير ذات قيمة علمية أو حياتية تدغم هذا اللغط وذلك اللغو البدائي في الرفض والإقصاء والتنكر ، وكل محاولات النيل من الوجود الحياتي والمقوم القومي الراسخ ، مع ما لهذا المقوم من بعد إنساني رفيع ، ورؤية جامعة ، بعيدة عن التعصب والتشنج وردات الفعل على التنكر والتمييز ، وحملات السحق ومحاولات الاستئصال والمحو. إن المقومات القومية والوجودية الراسخة لهذه الأمة ، وما يعينها من الإقبال على الحياة بإرادة مشتركة ، ورغبة جامحة في البقاء والامتداد والتحضر والعيش المشترك ، والتوق إلى السلام ورغد العيش ، ومشاركة الآخرين في صنع مستقبل البشرية وحفظ وحماية تراثها ، ومنجزاتها العلمية والمعرفية ، وتعزيز الحوار وتعميق اللقاء الفكري والحضاري ، ومواجهة أخطار البيئة والسكان وتحديات التنمية ، من المقومات الكامنة والظاهرة للوجود القومي الكوردي ، والذي لا يتعارض مع وجود الآخرين وثقافاتهم وتواصلهم وهموم المنطقة المشتركة ، وآفاق التصور الإنساني وقيمه وتطلعاته، ليبقى التساؤل مشروعا ، هل أدرك الآخرون حاجتهم إلى فهم وإدراك ذلك كله ، أم أن هناك من ينفخ في الرماد أو من يصيح في واد ، كمن يبغي أن يسكب ماء في غربال ، ليحسب السراب ماء ، وهو يغذ السير في ظمأ الهجير ورمضائه ؟؟!! ، ليتعلق الأمل بالعقلاء والمنصفين وأولي الألباب من يعتزون بوجود هذه الأمة ويسعون إلى أجمل الروابط والعلائق مع هذا الوجود الحي والقوي ! . |
| |
|