ولد الكاتب والممثل المسرحي الكردي كاوا شيخي، في العام 1972 في مدينة الحسكة بسوريا، حيث كانت فكرة التوجه الى المسرح، لديه، لا إرادية، فقد مارس المسرح، وهو طفل، ليمثل في مشاهد مسرحية مدرسية، وعندما انتهت، تلك المرحلة اللاإرادية، كان قد بنيت علاقة كاثوليكية بينه وبين المسرح، ولكن هذه المرة بحب وعشق تامين.
توجه المسرحي الكردي كاوا شيخي، بكل قواه وقوته وهوايته واحترافه الى ضجيج الفرق الفنية الكردية التي كانت تحيي أعياد نوروز، في مسارح الهواء، حيث الجمهور وتصفيقه هما الحكم، فعمل مع فرق عديدة، منها فرقة هيفي، حلبجه، تولهلدان، خلات، الحمامة المستقلة، وقدم عروض مسرحية كثيرة، كان من اهمها مسرحية “دائرة الطباشير القوقازية” من اعداد كريم أحمد، ومسرحية “سباق القمل” من تأليف الكاتب التركي الساخر عزيز نيسين وإعداد حامد سليمان، ثم مسرحية “المجنون” من تأليفه هو، وتمثيل بركات أحمد.
انتهى كاوا شيخي، في وقت لاحق، من تلك المرحلة الساخنة، ومن انهاء دورات التدريب العملية في مجال السيناريو والإخراج السينمائي في ألمانيا، حيث يقيم، وانتهى أيضاً من إعداد مجموعة من السيناريوهات السينمائية لأفلام درامية طويلة.
قام الممثل والمسرحي الكردي المغترب كاوا شيخي بكتابة عدد من المسلسلات الكردية مثل “دارووتار” كسلسلة كوميدية اجتماعية، كما كتب في مجال الكوميديا السوداء، فكتب “الضحك المنكسر”.
توجه كاوا شيخي الى في الفترة الأخيرة، من عمله في المسرح والدراما والتمثيل، وبشكل مكثف، الى كتابة عدة نصوص مسرحية وهي “الكهف، لا تفتح الباب، عشق مهابادي، الوحش الأعور وبيت للايجار”، كما كتب أيضاً كلمات الأغاني لعدد من الفنانين الكرد، بالإضافة الى أن له مجموعة قصصية قيد الطبع تحت عنوان “ الحجاب”.
وفي استراحة قصيرة مع صحيفة “الاتحاد” قال الممثل والمسرحي كاوا شيخي الذي يزور حالياً مدينة السليمانية “على الرغم من كل أشكال الفن التي تعلمتها ومارستها بقي المسرح همي الأكبر، وهاجسي الأوحد، حيث أعتقد أن الوقت المناسب، قد حان تماماً من أجل إحياء الفن كردياً، ومن أجل احياء هذا الفن علينا نحن المسرحيين، يقع الجزء الأكبر من هذا العبء الثقيل كردياً أيضاً، ثم يقع الجزء الباقي من ذاك العبء على جهات أخرى لتتبنى الأعمال وترعاها، أنا اعتقد أن للمسرح دور هام جداً وخطير جداً في نفس الوقت، في تاريخ الشعوب، فقد كان للمسرح لدى الشعوب أهمية بالغة، وكان له دوره البارز في إحياء كل أنواع الفنون الأخرى، ويقع على كاهل كل فنان مسرحي حمل ثقيل، فعليه دراسة تاريح تطور المسرح، وتاريخ تطور فنون التمثيل، وبرأيي الشخصي لا يحق للممثل الوقوف على خشبة المسرح دون أن يعرف كيف تطورت خشبة المسرح ونوعية الإضاءة وحتى ألوان الصالة.
وعن زيارته الى أرض كردستان، قال شيخي “زيارتي الى كردستان هي من أجل هدف واضح، وهو أن أعيش ولو لفترة قصيرة جداً هذه التجربة الفنية الحلوة، والتي كنت أنتظرها بفارغ الصبر.
لدى زيارتي الى كردستان جلبت معي عدة مشاريع فنية، مثل سيناريوهات لأفلام ومسلسلات من تأليفي، وأبحث عن تلك الأبواب التي قد تفتح في وجه أعمالي وتمويلها كمشاريع من الورق الى أعمال درامية.
وعن الأمل في المسرح، أو كمال قال المسرحي السوري الراحل سعدالله ونوس في آخر نصوصه المسرحية، “نحن محكومون بالأمل”، قال المسرحي كاوا شيخي “الأمل هو ما يمنحنا فرصة العيش في زمن اليأس، ونحن نعيش الآن فسحة الأمل، على ارض كردستان تحت رايتنا نحن، فنحن الآن نشعر بالانتماء الى هذا الوطن، وهذا يدفعنا الى أن نتأمل الكثير، فلدينا من الحلم الكثير، كواجب لحماية هذا الوطن الجميل، حمايته حتى من نسمة الهواء التي نتنفسها.